رأفت سلطان
أثرت جائحة كورونا على المستوى الوطني والعالمي، وألحقت خسائر فادحة بالاقتصاد المحلي والدولي، لاسيما الدول النامية التي تفاقمت معاناتها نظرًا لعدم امتلاك البعض منها أي استراتيجيات لمواجهة أي أزمات أو كوارث، بسبب الحروب والفقر التي تعاني منها، وما أن حلت جائحة كورونا على اليمن، البلد المنهكة بالحروب، ضاعفت من أزماتها، حيث تسبب الوباء في تضرر العديد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بعد القرارات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة لتفادي تفشي الوباء.
إذ أدى شبح الجائحة لتضرر العديد من المشاريع الخاصة في اليمن كمحلات التحف والهدايا والثيمات، بالإضافة إلى استيديوهات التصوير المختصة في الأعراس وغيرها من الأعمال، التي تتخذها النساء كمصدر دخل، لسهولة العمل عليها، والتي تضررت كثيرًا أثناء تفشي فيروس كورونا في البلاد.
تأثيرات كوفيد 19
ألقت تداعيات فيروس كورونا بظلالها الوخيمة على العديد من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، متسببتًا بخسائر فادحة للعديد من سيدات الأعمال؛ كالشابة هبة أحمد سعيد صاحبة مشروع استوديو التصوير وهي إحدى المتضررات من جائحة كورونا.
تقول هبة: “تسببت جائحة كورونا بخسائر فادحة لمشروعي، وتوقفتُ حينها عن كل الأعمال، وألغيت الكثير من الحجوزات؛ لا سيما جلسات التصوير الخاصة بالعرسان والعرائس، بالإضافة إلى الأعمال الأخرى مع المنظمات”.
تتابع أحمد: عند انتشار الفيروس في المدينة؛ تم إغلاق صالات الأعراس وحينها توقفت عن العمل لأنني اعتمد بشكلٍ رئيسي على تصوير الحفلات والمناسبات داخل هذه القاعات”.
وأكد العديد من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة في تعز أن الجائحة أضرتهم، وخفضت نسب مبيعاتهم، مما اضطر البعض منهم لإغلاق.
وهذا ما تؤكده هبة قائلة: “جائحة كورونا أثرت جدًا على المشاريع الصغيرة والمتوسطة، كثير من الناس فقدوا مصادر دخلهم الوحيدة، وخصوصًا النساء، كالمصورات أو صانعات الكيك أو منسقات الأعراس أو دي جي، جميعهن فقدن مصادر دخلهن، وساء الحال لأكثر من عام، حتى عادت الحياة تدريجيًا”.
ويرى عددًا من رواد الأعمال وأصحاب المشاريع أن تأثير أزمة كوفيد 19 كان كبيرًا جدًا على معظم القطاعات وخصوصًا المشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ ولكن شغفهم وحبهم لمشاريعهم الصغيرة ساهم في البحث عن نقاط القوة في مشاريعهم وبذل الجهد المكثف للحفاظ عليها.
أضرار اقتصادية
تقول ردينا المقطري مالكة مشروع رودي ارت للهدايا إن من أكبر الأضرار التي لحقت بمشروعها اقتصاديًا، كانت بسبب جائحة كورونا، خصوصًا بعد القرارات الوقائية المفروضة من قِبل السلطات الصحية والتي أدت إلى توقف المشروع.
مسك حيدر، وهي مالكة محل فساتين أعراس، تروي لنا مدى تأثير فيروس كورونا على مشروعها قائلةً: “أحدث الكثير من الأضرار والمخاطر علينا كأصحاب محالات تجارية لاسيما بعد قرار إغلاق صالات الأعراس”.
وتضيف حيدر أن إغلاق قاعات الحفلات قلص نسبة المبيعات والتأجير، وفاقم من معاناتها، بسبب توقفها عن العمل، في حين أن محل الفساتين مصدر دخلها والوحيد وعندما ألزمت بإغلاقه كان لذلك تأثيرًا كبيرًا عليها من الناحية الاقتصادية والنفسية.
لم تقتصر المعاناة التي فرضتها الجائحة على المشاريع الصغيرة كالملابس والإكسسوارت والمنتجات فقط بل شملت المشاريع المنزلية والأطعمة التي تتخذ منها بعض النساء مصدر دخل لإعالة أسرهن، كالسيدة زينب حسان صاحبة مشروع طلبية للأطعمة المنزلية والتي توقفت عن العمل أثناء تفشي فيروس كورونا في مدينة تعز وتسبب لها بخسائر اقتصادية.
تؤكد زينب: “حينما تفشت جائحة كورونا في المدينة توقفتُ عن بيع الأطعمة، ولم يكن إلزامًا علينا الإغلاق لأننا نوفر طلبات تباع من المنزل ولكن حرصاً منا أيضًا على الإجراءات الصحية، فضلنا التوقف”.
تسبب القرار الذي اتخذته زينب بأثآر وخيمة عليها؛ خصوصًا أنها تعتمد عليه في إعالة أسرتها، تضيف: “قرار التوقف عن بيع الأطعمة أثر بشكل كبير عليّ مادياً لأنه كان مصدر دخلي الوحيد وبعده أثقلتُ كاهلي الديون والالتزامات التي كُنت أقضيها من مشروعي”.
المشاريع النسائية
تقول مديرة نادي سيدات الاعمال بالغرفة التجارية في محافظة تعز الأستاذة أروى العمري إن المشاريع الصغيرة والمتوسطة النسائية تأثرت جراء تفشي فيروس كورونا “كوفيد 19” الذي ساهم في انخفاض الإيرادات والمبيعات.
وتضيف العمري: “أبرز المشاريع النسائية التي تأثرت هي الكافيهات والنوادي الخاصة بالنساء بالإضافة إلى مراكز التجميل، لاسيما مع تخوف العملاء من الاستخدامات الشخصية للأدوات والتجهيزات ونقل العدوى، مما أضر تلك المشاريع النسائية بصورة كبيرة”.
أنتجت هذه المادة بدعم من JDH/JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا