كتب – عبدالعزيز المليكي
دخلت في نقاش مع إحدى صديقاتي الطيبات من قسم علم الإجتماع حول أسباب فشل معظم الإيدلوجيات عملياً هل الخطأ في نصوص تلك الإيدلوجيات؟ أم في تطبيق البشر لها؟صديقتي باحثة إجتماعية مستنيرة وذات جمال صارخ وهي بطبع أنثى متحررة من كل خرافات التقاليد الإنغلاقية السائدة في ربوع هذه البلاد رغم عدم إنتمائها لأي تيار يساري وتعيش حالة توازن روحي بين الدين الذي تعتنقه وبين أفكارها الحداثية التقدمية وهذه الخصله النبيله هي التي تجعلني أفضل النقاش معها على بعض الأصدقاء الذين يفضلون رؤية الأمور من منظور أحادي متطرف دائماً ما ينتهي النقاش معهم بجدل عقيم .
وقبل أن تتمكن سلطة الرقابة المفروظة علينا داخل الحرم الجامعي من التسلل إلى لقائنا الودي وإفساد حميميته بتهم لا أخلاقيه خلصنا إلى أنه في حالة مواجهة أي فشل لأي إيدلوجيا فلا ينبغي إسقاط الفشل على أحد الجانبين دون الأخر بل يلزم اخذ الجانبين معاً (النص والتطبيقات).
وبطبع نحن لا نعني هنا أن النص يجب أن يتغير بل إعادةالنظر في مغزى النص مع عدم إهمال حساب الزمن المتغير فلو أخذنا الإسلام مثلاً كدين مرسل من السماء (أدلوجيا مقدسة) يستند إلى نصوص عقائدية (القرآن. والسنة) وتحتها نصوص فرعية بشريه (إجتهادات فقهيه وتفاسير ) ومحاولة تطبيق هذه الأخيره دون مراعاة عامل الزمن لن يورث غير مزيد من الحروب الدينية والإنشقاقات الطائفية وهذا ما يحدث من عقود طويلة وفي التجارب الشيوعية أيضاً يتمحور الجدل حول نفس السؤال لماذا قاد تطبيق النظرية.
الماركسية بعض البلدان إلى هزيمة وأخرى إلى النصر في فترة الثمانينيات؟ وهل الخلل في نص النظرية نفسها أم في التطبيقات الشيوعيه لها؟ .
وفي حديث لشاعرنا الكبير. عبدالله البرودني. قال انه من المستحيل تطبيق النظريات الإشتراكية في الوطن العربي بنفس الطريقة التي طبقت في اوربا إلا بمراعاة عدة جوانب كالفروق الفكرية والثقافية بين العالمين الشرقي والأوربي.
وقبل أن ينتهي لقائنا عانقتها بإبتسامة وأستقبلت عناقي بغمزة وعاد كل منا إلى سردابه الثلجي بإنتظار عناق أخر يدفيه.
عبدالعزيز المليكي.
8/اغسطس/صنعاء