تقرير _ منيه احمد
صفعات متتالية لايزال يتلقاها النظام التعليمي في اليمن منذ اندلاع الحرب، وما تبقى بعد ذلك اكملته جائحة كورونا حيث إصابته بالشلل، وأغلقت المدارس أبوابها بسبب الجائحة، في وقت يلاقي فيه نظام التعليم عن بعد عقاب متعددة تجعل تطبيقه صعبا وأحيانا مستحيلا.
تقول مراسيل السقاف( 19 عاما) عند حديثها عن مرحلتها الدراسية الأخيرة في مدرسة طيبة للبنات في محافظة تعز أنه بنهاية كل فصل دراسي، لا يزال النظام التعليمي آخذٌ في التدهور بسبب الأزمات التي تعصف بالبلاد بدءاً بالحرب وانتهاءً بفيروس كورونا.
وإلى جانب نقص المدرسين لم تعد المناهج التعليمية تفي بالجودة العالية التي نحتاجها لمواصلة التقدم والنمو.
المدارس تغلق أبوابها
في خضم الحرب التي اندلعت منذ سبع سنوات في البلاد والنزوح الجماعي والبطالة الشاملة ومجاعة واسعة النطاق تسببت جائحة فيروس كوفيد-19 في القضاء على حياة أكثر من ربع اليمنيين الذين أصيبوا بالفيروس أي ما يعادل خمسة أضعاف المتوسط العالمي بحسب تقارير دولية.
وفي شهر مارس 2020 في اليمن اغلقت جميع المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية أبوابها
وتقول اليونيسيف أن ذلك أدى إلى حرمان 5,8 مليون طالب (بما في ذلك 2,5 مليون فتاة) من إكمال تعليمهم في ذلك العام .
المعلمة فاطمة الخليفي ، 29 عاما من مدينة عتق بمحافظة شبوة تقول:”لقد تسببت الجائحة في مزيد من الضغوطات على نظام التعليم المثقل بالأعباء أصلاً، الأمر الذي يستدعي ايجاد برامج واستراتيجيات وأساليب تعليمية بديلة.
وتقول الخليفي : “كنت سعيدة للغاية عندما أكملت الجامعة وبدأت بتعليم الطلاب في مدينتي لكن انتابني شعور من الحزن والإحباط عندما أُغلقت المدارس بسبب فيروس كورونا”.
وبحسب اخصائيين نفسيين واجتماعيين فإن إغلاق المدارس يتسبب في فقدان الطلاب لدعم زملائهم المستمر والتفاعلات الاجتماعية والتي تعد ضرورية للتعلم والنمو النفسي والمهني والصحة النفسية.
وعلى مدار سنوات الحرب في اليمن ظهرت العديد من الأعراض النفسية على الأطفال بما في ذلك الانطواء والقلق والخوف والغضب والحزن والاضطراب والنكوص وما يصاحب ذلك من الأرق والكوابيس وفرط النشاط وتفاقم هذا بسبب تفشي فيروس كورونا.
وبحسب بيانات اليونيسيف فإن هناك ما يقرب من 2 مليون طفل خارج المدارس في اليمن منهم حوالي نصف مليون طفل تسربوا من التعليم منذ تصاعد النزاع في مارس 2015.
محاولات إنقاذ دولية لنظام التعليم
وفي مطلع العام الجاري قدمت اليابان 4 ملايين دولار أمريكي لليونيسف كمنحة لدعم نظام التعليم في اليمن.
وقالت اليونيسيف انها ستخصص المنحة لتعزيز فرص ما لا يقل عن 135,000 طفل في اليمن للوصول إلى تعليم ذي جودة على مدى ثلاث سنوات كما ستسهم المنحة في دعم قرابة 3,000 معلم ومعلمة لتمكينهم من تقديم تعليم جيد.
وقال ممثل اليونيسف في اليمن فيليب دواميل “يحتاج أطفال اليمن أكثر من أي وقت مضى إلى مساعدة عاجلة. فتعليم الأطفال في اليمن على حافة الهاوية. كما أن الأطفال غير الملتحقين بالمدارس معرضون بشكل متزايد لخطر العنف وسوء المعاملة والاستغلال، وما لذلك من تأثيرات عميقة محتملة على مستقبلهم”. وأردف بالقول “تعتبر هذه المساهمة من شعب وحكومة اليابان ذات أهمية بالغة لضمان عدم تفويت الأطفال تعليمهم وليصبحوا مواطنين منتجين في المستقبل وهو ما تحتاجه اليمن فعلاً”.
حلول تعليمية
ووجهت بعض المدارس والجامعات في اليمن طلابها لاستخدام منصات التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني الا انها لا تستخدم على نطاق واسع في اليمن.
واعدت وزارة التربية والتعليم في اليمن “دروس تقوية تعليمية” وقامت ببثها عبر القنوات التعليمية والقنوات المحلية (التلفزيون والراديو) والتي يمكن أيضاً نشرها عبر الوسائط الصوتية والمرئية والمطبوعة وعبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وذلك في إطار الحلول المطروحة لمعالجة تبعات جائحة كورونا على نظام التعليم في اليمن.
“تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا”.