المواطن نت / تقرير – مكين العوجري
منذ ستة اعوام واليمن تشهد حرب مسلحة بين جماعة الحوثيين و الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، الامر الذي ادى الى التأثير على الفئات الضعيفة والاكثر احتياجا للرعاية الحياتية، كما هو حال اطفال التوحد في مدينة تعز جنوبي اليمن.
ومع انتشار جائحة كورونا تفاقمت معاناة مركز الامل للتوحد في مدينة تعز، وذلك من خلال توقف البرامج التأهيلية والتعليمية، وغياب الاهتمام من الجهات المعنية و المنظمات العاملة في المجال الانساني، رغم انه يعد المركز الوحيد والمتخصص والذي يهتم بفئة التوحد في المدينة.
وتأسس مركز الأمل للتوحد عام 2007، بشكل بسيط للغاية، وتطور تدريجياً إلى أن أصبح مستقلاً، وتم افتتاحه رسمياً في 2009، ويتبع وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والتربية والتعليم، ويعتبر المركز الوحيد داخل محافظة تعز، والذي يقدم الرعاية لفئة التوحد.
كورونا تفاقم المعاناة
لم يكن المركز في احسن حال قبل إنتشار جائحة كورونا الا انه كان يقدم الخدمات بجهود بسيطة يقوم بها كادر نسوي متخصص واغلبهن دون مقابل مادي ، وبهذا الصدد تقول وسام علوان وكيلة مركز الامل للتوحد ان المركز لا يمتلك نفقة تشغيلية ويفتقر احتياجات كثيرة تتعلق بالاجور ووسائل التعليم والرعاية .
وقالت وسام علوان ” لا نستطيع توفير تكاليف سيارات نقل الطلاب من منازلهم الى المركز ، ولا ندفع مكافئات للمعلمات العاملات بالمركز، وهذا يمثل عبئ كبير علينا، بالاضافة الى عدم القدرة على توفير وسائل تعليمية وترفيهية للطلاب التوحديين.
وبحسب علوان فان جائحة كورونا تسببت في اغلاق المركز وتوقفت انشطته في تأهيل وتدريب الاطفال التوحدين، مؤكدة ان المركز لم يتلقى اي دعم او مساعدات خلال جائحة كورونا، لافتا ان عدد منتسبي المركز للعام الدراسي 2020- 2021 م وصلوا 66 طفل وطفلة وما زال المركز فاتح ابوابه للتسجيل.
اما التحديات التي تكبل ادارة المركز وتحد من اي جهود تٌحسن من برامجه التعليمية والسلوكية لاطفال التوحد، تقول سارة علوان ” الاطفال التوحدين من ذوي الاعاقة و من ذوي المناعة الضعيفة التي تتأثر بابسط الامراض”، موضحة ان الاطفال رغم كبر عمرهم الزمني الا انهم لايستوعبوا ما يقدم لهم من ارشادات السلامة لمواجهة كورونا وذلك في ظل عدم توفر وسائل الحماية والسلامة من كمامات ومعقمات للاطفال او للكادر والعاملين بالمركز.
واشارت وسام علوان الى ان المركز يقوم بتشخيص حالات التوحد باستخدام مقاييس واختبارات ملائمة، تأهيل وتدريب اطفال التوحد بمستوياتهم المختلفه، وايجاد برامج تكفل دمجهم بالمجتمع، و تقديم خدمات توعويه لاسر المنتسبين حول كيفية التعامل مع اطفااهم ، كما يعمل المركز على تقديم خدمات اجتماعية وترفيهية وصحية من خلال التنسيق مع الجهات المختصة.
وعلى صعيد المنظمات الانسانية قالت وسام علوان ان المركز يحرص على التواصل مع مؤسسات وجمعيات خيريه ومنظمات المجتمع المدني لتقديم خدماتهم للمركز حتى يتمكن من القيام بدوره اتجاه اطفال التوحد بالامكانيات المتاحة له.
و يخضع الأطفال المصابون بالتوحد في المركز، لبرامج تعديل السلوك والتواصل وتنمية المهارات الاجتماعية واللغوية والمعرفية وتنمية القدرات العقلية والذهنية وتطوير المهارات الحركية والتنظيم والاستثارة الحسية والتخاطب والمهارات الأكاديمية، فضلاً عن تلقى أسر الأطفال دورات توعوية بين فترة وأخرى وذلك بالامكانيات المتاحة للمركز.
ما هو التوحد
ويعرف مختصون مرض التوحد بأنه مجموعة من الاضطرابات المعقدة في نمو الدماغ، وتجعل الفرد يواجه صعوبات في التفاعل مع المجتمع، حيث تقول الاخصائية في سارة الدبعي ان “الطفل يصبح لديه صعوبات في التواصل الاجتماعي، مما يؤثر على قدرته في الاتصال مع الآخرين كما يواجه صعوبات في اكتساب مهارات التعلم ويعاني من اضطرابات لغوية فتظهر لديه إعاقة تطورية تؤثر على التواصل اللفظي وغير اللفظي”.
واشارت الدبعي الى ان الطفل التوحدي هو شخص له الحق في الحياة وواجب الدولة والمجتمع تقديم كل ما يمكن لخدمته، لافتة الى انه بحاجة الى رعاية وتعليم وتدريب ومشاركة مستمره لتصحيح الاعراض والتدخل في السلوكيات التي تظهر عليه حتى يصل الى تطور واضح ويصبحوا أشبة بالاسوياء.
واضافت سارة الدبعي ” اطفال التوحد بحاجة الى الكثير من المهارات التي ينبغي تعلمها وخاصة في سن مبكر، وأي توقف لبرامج الرعاية الخاصة بهم يؤدي إلى إنتكاسة”.
واكدت الدبعي ان الطفل التوحدي بحاجة الى برامج مكثفة مثل التعليم وإكتساب المهارات واللغة وتطبيق نشاطات تساعد في زيادة الإدراك والفهم والتواصل وبرامج تربوية تهدف إلى معالجة سمات التوحد وتعليمهم التواصل والمهارات الإجتماعية ومهارات الإعتماد على النفس ومهارات السلوك التكيفي، مشيرة ان ذلك سوف يساعد في ادماج اطفال التوحد في المجتمع.
وفق قانون رعاية وتأهيل المعاقين رقم (61) لسنة 1999م وكذلك قانون صندوق رعاية وتأهيل المعاقين رقم (2) لسنة 2002م في اليمن فان الدولة ملزمة بالرعاية والاهتمام بذوي الاعاقة، ولم يرد نص قانوني واضح يحص فئة اطفال التوحد رغم انه لمرض التوحد يوم العالمي يصادف الـ 2 من ابريل من كل عام.
وتعرّف منظمة الصحة العالمية مرض طيف التوحد بأنه مجموعة من الاضطرابات المعقدة في نمو الدماغ، ويتناول مصطلح “طيف التوحد” حالات من قبيل مرض التوحد واضطرابات التفكك في مرحلة الطفولة ومتلازمة آسبرغر، وتتميز هذه الاضطرابات بمواجهة الفرد صعوبات في التفاعل مع المجتمع والتواصل معه، ومحدودية وتكرار تخزين الاهتمامات والأنشطة التي لديه.
وبحسب توصيات نشرتها المنظمة عبر موقعها الإلكتروني يمكن لوالدي الطفل المصاب بالتوحد أن يساعدان في تزويد الطفل بالعلاجات النفسية والسلوكية، وتوفير بيئات رعاية وتحفيز خلال نموه.
واعتبرت المنظمة أن الوالدين يؤديان دوراً أساسياً في توفير الدعم اللازم لطفلهما ويساعدان في ضمان إتاحة الخدمات الصحية والتعليمية له.
وأفادت المنظمة بأن البيانات الوبائية المتاحة تشير إلى عدم توفر بيّنات تثبت وجود صلة بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والإصابة باضطرابات طيف التوحد.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من اجل حقوق الانسان و الشؤون العالمية في كندا