تعز – نصر عبد الرحمن
تجددت المواجهات العسكرية منذ خمسة أيام متواصلة بين قوات الجيش وجماعة الحوثي الانقلابية من جهة أخرى، في مختلف جبهات محافظة تعز جنوب غرب اليمن بعد توقفها لفترات طويلة، تمكنت خلالها قوات الجيش من تحقيق الانتصارات واستعادة عدد من المواقع، في مختلف الجبهات.
جبهة غرب وجنوب غرب المحافظة، تحديداً في مقبنة وجبل حبشي شهدت أكثر انتصارات القوات الحكومية، وبدرجة أقل في الجبهة الشرقية والشمالية الشرقية، إذ تمكنت القوات الحكومية من استعادة مواقع تبة الزوم وتبتي الردمة وجبل عودين وجبل رحنق الاستراتيجي في جبهة مقبنة بريف تعز الغربي، وفقاً لمصادر عسكرية ميدانية.
وفي تصريح خاص لـ”المواطن” أكد الناطق الرسمي باسم محور تعز العقيد عبد الباسط البحر، أن قوات الجيش الوطني تمكنت من تحقيق تقدمات كبيرة في جبهة مقبنة جنوب المحافظة، واستعادت مناطق واسعة قدرها بأكثر من عشرة كيلو متر مسافة جوية.
وأوضح أن القوات الحكومية سيطرت على تلال حاكمة وقرى آهلة وارتفاعات وطرق إمداد في الكويحة وجبل رحنق الاستراتيجي بإتجاه الالتحام بجبهة جبل حبشي وجبهة الوازعية والساحل الغربي المتواجدة على مشارف البرح التي بات لا يفصل بينها وبين القوات الحكومية سوى 8 كيلو متر مسافة جوية، مؤكداً استمرار المعارك حتى الآن في منطقة الرحبة، وقال: “لم يتبقى أمامنا سوى منطقة العرف والحناية وإذا تمكن أبطال القوات الحكومية من تجاوزها سيتم الالتحام مع القوات المشتركة”.
و في جبهة جبل حبشي تمكن الجيش الوطني من استعادة الأجزاء الجنوبية الغربية لجبهة جبل حبشي بالكامل، ووصلت إلى مشارف جبهة مقبنة ولم يعد يفصلها عنها غير أمتار “تلة واحدة” وكذلك باتت على مشارف جبهة الكدحة التي تتبع المعافر من الجهة الجنوبية لجبل حبشي، وفقاً لعبد الباسط البحر.
وبحسب ناطق محور تعز العسكري فإن الأماكن التي تم استعادتها في جبل حبشي هي مناطق (القوز، الاشروح، هوب العقاب، تلة الراعي، تلة المدافن، والعسق) وغيرها من المناطق والتلال.
وفي ذات الصدد تمكنت القوات الحكومية في جبهة حيفان جنوب المحافظة من استعادة عدد من التلال وتامينها.
وفي جبهات المدينة تخوض قوات الجيش مواجهات عنيفة مع عناصر الحوثيين الانقلابيين يتبادل فيها الطرفان القصف بمختلف أنواع الأسلحة في محيط جبل هان، ومدرات، ومحيط معسكر الدفاع الجوي، ومحيط معسكر المطار القديم شمال غرب المدينة.
وفي جبهات شرق المدينة أحرزت قوات الجيش تقدماً ملموساً وتمكنت من استعادة عدد من البنايات الحاكمة والتقدم بإتجاه تبة السلال في وادي صالة.
وفي الجبهة الشمالية الشرقية لمدينة تعز، تقدمت القوات الحكومية واستعادة بعض البنايات الحاكمة التي كان يسيطر عليها ويتمركز فيها قناصات الحوثيين، وتم تأمين بعض الأحياء والشوارع مثل شارع الحمد ومستشفى الحمد، والتقدم بإتجاه جولة القصر وفرزة صنعاء، ومبنى المؤسسة الاقتصادية اليمنية، ومكتب العيسائي وغيرها من الأماكن التي تعد بوابة الحوبان، كما تم استعادة عدد من المباني على مشارف معسكر قوات الأمن المركزي ولا زالت المواجهات تدور هناك، طبقاً للعقيد البحر.
وتابع: “وفي الجبهة الشمالية بإتجاه عصيفرة وشارع الأربعين تمكن الجيش الوطني أيضاً من استعادة عدد من البنايات الحاكمة والمهمة”.
تضحيات
وقدم الجيش الوطني خلال هذا المواجهات، التي لا تزال مستمرة حتى اللحظة، التضحيات بين شهيد وجريح، إذ قدم الجيش الوطني شهيد وعدد من الجرحى في جبهة جبل حبشي، وفقاً لناطق محور تعز.
كما قدم ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى، في الجبهة الشرقية والشمالية الشرقية للمدينة، وأمام هذه التضحيات لا تزال المعنويات عالية لقوات الجيش الوطني التي أصبحت تملك خبرات قتالية متراكمة، بحسب ذات المصدر.
خسائر كبيرة
وفي المقابل؛ تلقى الحوثيين الانقلابين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، حيث سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم بينهم قيادات ميدانية، في جبهة جبل حبشي غرب المحافظة.
وبحسب عبد الباسط البحر فقد لقي أيضاً ثلاثة من أفراد الحوثيين مصرعهم وجرح عدد آخرين في جبهة مقبنة، وتم تدمير رشاشات عيارات مختلفة، واطقم عسكرية مختلفة ومدفع 120 من قبل مدفعية الجيش الوطني، مشيراً إلى أن “المليشيا الحوثية أصبحت هناك في حالة فرار وضعف”.
وفي الجبهة الشرقية والشمالية الشرقية لمدينة تعز تلقى الحوثيين خسائر بشرية ومادية كبيرة إذ لقي 17 من عناصرهم مصرعهم، وأصيب عشرات آخرون، وتم تدمير عربة عسكرية ورشاشات ومدفعيات مختلفة الاعيرة، وفقاً للبحر ناطق محور تعز.
مواجهات مستمرة
لا تزال المواجهات والقصف المتبادل بين القوات الحكومية والحوثيين مستمرة حتي الساعة في مختلف جبهات المحافظة، وسط تقدم لقوات الحكومة المعترف بها.
وفي هذا السياق قال ناطق محور تعز العقيد عبد الباسط البحر أن “المعارك ستستمر حتى الخلاص واستكمال التحرير وكسر الحصار الذي تفرضه المليشيات على أبناء المحافظة منذ خمسة أعوام”.
وطالب بمزيد من الدعم والمساندة للجيش الوطني من قبل الحكومة الشرعية، والقيادة العسكرية العليا، والتحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية بقيادة المملكة العربية السعودية، وتزويده بالاحتياجات اللازمة لاستكمال تحرير المحافظة.
ونتيجة لانكسارهم وهذه الانتصارات التي تحققها القوات الحكومية لجأ الحوثيين إلى قصف الأحياء السكنية والاعيان المدنية في المدينة مثل مدرسة الزبيري، ومستشفى الثورة العام، وحي الروضة وعدد من الاحياء السكنية، بالقذائف وصواريخ الكاتيوشا، موقعة عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين بينهم نساء وأطفال، وملحقة أضرار مادية بعدد من المنازل والمرافق العامة.