المواطن/ تعز – خاص
مطلع يناير من العام الحالي 2021م، أقدمت قوى عسكرية مكونة من عشرات الاطقم والعربات وثلاث دبابات عسكرية على اقتحام قرى عزلتي الحيمة في مديرية التعزية بسبب رفض المواطنين هناك ابتزاز الميليشيات لهم وفرض جبايات ماليه دون وجه حق، وتعرض السكان لأبشع أنواع الانتهاكات.
مصادر خاصة أشارت إلى أن المليشيا الحوثية فرضت حصار خانق على قرى الحيمة؛ ليتم بعد ذلك اجتياحها في هجوم همجي أسفر عن مقتل 12 شخص بطريقة الإعدام والتمثيل بالجثث، وجرح مايقارب 30، وتوزعت الانتهاكات بين 95 مدنيًا بينهم 9 اطفال، وتهجير عشرات الأسر قسريًا.
من جانبها رصدت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، 334 انتهاكاً لحقوق الإنسان في الحيمة خلال أسبوع من الشهر الحالي ارتكبتها مليشيا الحوثي المصنفة مؤخرًا منظمة ارهابية من قبل الإدارة الأمريكية.
وافادت الشبكة أن مليشيا الحوثي ارتكبت (128) حالة انتهاك، منها تفجير (14) منزلًا بمادة TNT و(110) حالات اقتحام ونهب وتفتيش، و(4) حالات إحراق للمنازل نتيجة كثافة القصف العشوائي، وسجل (7) حالات نهب مركبات مختلفة الأنواع لمواطنين من أبناء المنطقة، و(12) حالة مصادرة دراجات نارية.
وأرعب ابناء الحيمة المليشيا الحوثية برفضهم ومقاومتهم لها، الأمر الذي جعلها تقوم ببث الرعب وارتكاب جرائم بشعة بهدف ارهاب المواطنين.
في المقابل عانى ابناء الحيمة في مديرية تعز من خذلان مرير، فبينما كانوا يواجهون مختلف صنوف التنكيل فإن جبهات تعز ظلت هامدة ولا كأن الامر يعني قادة الجيش في تعز.
معاناة مبكرة
منذ ستة أعوام وأبناء مديرية التعزية بمحافظة تعز يتعرضون لأبشع أنواع الانتهاكات من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية والتي تتخذ من المديرية مرسى لثكناتها العسكرية وساحة لتفريغ ممارساتها الهمجية المفرطة.
وتتخذ مليشيا الحوثي الانقلابية من مناطق مديرية التعزية مقرًا رئيسيًا لها بتعز وخاصة المناطق النائية والريفية، وتقيم فيها قياداتها الميليشاوية.
نتيجة لذلك أكدت الناشطة الحقوقية ربا جعفر، وهي واحدة من أبناء المديرية، إن أبناء قرى وعزل التعزية يتعرضون للعديد من الانتهاكات مثل القتل والتهجير القسري وتهديم المنازل والاستيلاء على الأملاك والاعتقال وفرض الجبايات والسطو على الأراضي.
وأشارت جعفر إلى إن “مليشيا الحوثي تتعامل مع فئات المجتمع في مديرية التعزية حسب الولاء، فهي تسعى إلى التنكيل بكل من يعارضها أو يرفض ممارساتها؛ مما يجعلهم عرضة للقتل أو المطاردة أو التهجير ومصادرة الأملاك والمنازل وابتزاز الناجين من خلال تهديدهم بإيذاء أقاربهم في المديرية.
الخُمس
وأكدت ربا جعفر أن المليشيا الحوثية المدعومة من ايران ترغم سكان مديرية التعزية على دفع جبايات مالية تحت بند الخمس بالإضافة إلى غرامات مالية.
كما شرعت سلطات الحوثي في فرض مشرفين على أصحاب المحلات التجارية والشركات في الحوبان ومناطق التعزية لتحصيل الخمس والضرائب، وارغام التجار على الرضوخ لقراراتها، وعلى سبيل المثال في كل عام يتم اجبار كل تجار المديرية على دفع مجهود حربي للمليشيا، وتحمل تكاليف المولد النبوي والفعاليات الخاصة بهم، ومن يتخلف عن ذلك يتم الزج به في سجن الصالح.
المنظمات الإغاثية هي الأخرى لم تسلم من عبث جماعة الحوثي الانقلابية فقد فرضت على المنظمات دفع مبالغ مالية شهرية إضافة إلى نسب محددة مجهود حربي، ولم تكتفِ بذلك بل تعمل على توجيه عمل المنظمات الإغاثية إلى المناطق التي تريدها بسبب تماهي بعض اعيان المنطقة وحسب الولاء المقدم لهم.
لماذا التعزية؟
عملت جماعة الحوثي منذ الانقلاب المشؤم على عسكرة اغلب مناطق مديرية التعزية حيث قال سكان محليون ان المليشيا استحدثت المواقع والمقرات العسكرية ونشرتها في الوديان والجبال، مثل معسكر الاحتياط و22 حرس جمهوري، القابعين تحت سيطرة المليشيا الحوثية وسلاح المهندسين ومعسكر النجدة وجبل أومان ومعسكر جبل اعلا ومعسكر جرادة وعدد كبير من المعسكرات والتي تحتوي على أسلحة نوعية وثقيلة منها الصواريخ البالستية.
كما تقوم جماعة الحوثي بمصادرة العملة الجديدة والتي طبعت مؤخرا من قبل الحكومة اليمنية، ويتركز عمل المداهمات في الحوبان والستين والتي يتم فيها مصادرة مبالغ كبيرة تذهب إلى حسابات المشرفين الحوثيين.
وتستخدم المليشيا الانقلابية مناطق شاسعة من مديرية التعزية، شرق شمال مدينة تعز، تستخدمها لمعداتها ومواقعها العسكرية ونصبت فيها نقاط عسكرية، وجراء ذلك توقفت الحياة فيها من نواحي اقتصادية وعمرانية وزراعية، كما إنها أصبحت مناطق مغلقة والتجوال فيها محظور، فقد اوشت الجماعة إلى بعض المشائخ الموالين لها بشراء الأراضي بالقوة ليتم بعد ذلك بيعها للمشرفين وقيادات المليشيا القادمين من صعدة وعمران.
وفي الوقت الحالي تقوم مليشيا الحوثي بشق طريق الخمسين وتهديم بعض المنازل القريبة من الطريق، وتمليك قطع الأرض المطلة على الشارع للمشرفين الحوثيين لتوسيع نفوذ الجماعة.
نساء وأطفال التعزية
مديرية التعزية كغيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، يتعرض اطفالها للانتهاكات المختلفة والتي منها التجنيد الاجباري، وكذلك التزييف الفكري من خلال الزج بهم في دورات تدريبية ومعسكرات تحشيد وتفخيخ لرؤسهم تحشوها بالافكار الطائفية.
وأشار السكان إلى إن الجماعة تعمل على إجبار ابناءهم على التجنيد للزج بهم في جبهات القتال ضد القوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، مؤكدين أن أولادهم يعودون جثثًا هامدةً بعد أن تقودهم إلى أماكن مجهولة من أجل اجراء دورات تدريبية فكرية لهم، تتناسب مع توجهاتها الدينية والطائفية.
وجراء الأحداث الأخيرة في منطقة الحيمة بمديرية التعزية والتي اجتاحتها مليشيا الحوثي المصنفة منظمة إرهابية، كان للنساء نصيب من الانتهاكات التي مورست بحق أبناء الحيمة، فقد تعرضت نساء القرى للقتل والتهجير القسري، واستخدمت الجماعة الحوثية ما يسمى بالزينبيات لاقتحام المنازل واختطاف النساء ومطاردة بعضهن، كما تعمل الزينبيات على نشر أفكار طائفية في المنطقة بمبرر التوعية للنساء.
استهداف التعليم والوعي
تعمل مليشيا الحوثي على طمس الهوية الوطنية والإرث النضالي من خلال زرع معتقداتها في قرى التعزية وانزال لجان إلى المدارس لتنفيذ احتفالات طائفية ونشر مواد خاصة بمعتقدات الجماعة، والذي يعتبره سكان التعزية إنها تمثل خطرًا يهدد المنطقة والمحافظة.
وأشارت ربا جعفر إلى إن الجماعة تعمل على استبدال مدراء مدارس التعزية بأشخاص موالين لها، وتغيير أسماء المدارس بأسماء قيادات الحركة الحوثية السلالية، مثل الصماد وأبو حورية وأبو شهاب وغيرها من الأسماء التابعة للجماعة.
وتمتلك مديرية التعزية موقع استراتيجي هام بالنسبة لمدينة تعز، فهي تحتضن اغلب المصانع والشركات التجارية والأراضي الزراعية والعقارية، كما انها تحيط مدينة تعز بنطاق جغرافي كبير يمتد من شرق المدينة حتى حدود الغرب، ولذلك تستميت مليشيا الحوثي بكل قوتها في الحفاظ على تلك المناطق والتي ترفدها بمليارات الريالات من ضرائب المصانع، والجبايات.
وانخرط معظم ابناء التعزية في المقاومة الشعبية ومؤخرًا الجيش الوطني التابع للحكومة الشرعية، وقدموا إلى المدينة للدفاع عنها ومازالوا في خطوط التماس وبسبب ذلك دمر الحوثيين منازلهم في التعزية واستولوا عليها.