المواطن/ كتابات ـ محمد هائل السامعي
تعمل بالشراكة في معظم الصراعات المسلحة،و الحروب الأهلية ، جهات فاعلة داخلية – خارجية،ودائما مايكون لدى أطراف الصراع الخارجية،مشاريع خاصة ، و سلسلة طويلة من المصالح- الاقتصادية، والجيوستراتيجية- داخل أراضي الصراع،التي يكمّن في صلب ازمتها صراع نفوذ ومصالح ،بين مراكز قوى في الداخل ،تتصدر تمثل الشعب ،وتعبث بمصالحه ،وحقه في الحصول على الحرية الكاملة والحياة الكريمة .
فاليمن وغيرها من الدول التي تعيش حرب شرسة ،بادوات محلية-داخلية ،مُستأجَرة، وتاجرة حروب بامتياز ،وبرغم اداعاتها الزائفة والتظليل بالوطنية والتحرير ،نكتشف العديد من اطماعها في السيطرة على السلطة بقصد الهيمنة ونهب الثروة،وبمشاريع قذرة ،تعبّث بالوكالة في مصلحة ،أطراف خارجية ،اقليمية -دولية ،حتى أصبح الارتزاق الذي خلفه الارتهان لدى أطراف الصراع في الداخل ،محل فخر ومنافسة قوية لدى هذه الأطراف التي لا ترى في اليمن، مجرد أرض،يمكن الاتجار فيها وبيعها بثمن بخس.
ان العلاقات الثنائية والمتعددة للدولة ،تقيمها أنظمة دول فيما بينها،عبر سلطات رسمية وشرعية ،لا تقيمها جماعة اوتنظيم أو حزب مع نظام لدولة اجنبي -اقليمي ،فقط للأحزاب السياسية الحق أن تقيم علاقات مع أحزاب أخرى داخل البلد أو خارجه عبر دوائر العلاقات الخارجية ،وهذا مكفول لها وفق النظم السياسية العالمية للأحزاب ،ولا يحق لها أن تحصل على اي تمول خارجي ،وجريمة بحق شعوبها أن تعمل في خدمة الخارج ،لانه بعلاقة غير تكافئية ،يستخدم فيه الطرف المحلي ،مجرد أداء لصالح الطرف الخارجي، الذي يرى في بلدك الفيد والغنيمة،وبواسطتك انت سيستطيع النفوذ لتحقيق مصالحه .
مع استمرار الحرب الانتقامية، العبثية في اليمن ،والتي لا يرى فيها تجار الحروب في الداخل،مع شركائهم في الخارج سواء مصدر لتحقيق مكاسب ،في النفوذ والاستحواذ والسيطرة والثراء ،نجد الفقر المدقع الفتاتك بالمواطن الغلبان، ومعه تنمو البطالة بنّسب جنونية عالية في أوساط الشباب المُفقر للوعي والمادة ،ليجد ،وكلاء الحروب فيهم ،فرصة بعد أن أصبحوا عرضة للاستقطاب من قبل الأطراف المتحاربة، بثمن زهيد تشتراء أرواحهم ،في استغلال قذر لحاجتهم في العيش ،بعد ان فقدوا الكثير من أعمالهم وضاقت بهم هموم الحياة ،وتراجعات طموحاتهم في بناء اليمن المنشود ،بمستقبل تحصيل حاصل ،وهذا جل ما أرادت أن توصلنا إليه السياسة الحاقدة على اليمن ،الأرض والإنسان ،متوهمة في إعاقة شعب عظيم من الوصول الى حلمه ،في دولة للشعب عادلة ،بمواطنة متساوية وحرية كاملة وسيادة غير منقوصة .
في كلمة شهيرة للقائد الأممي نيسلون مانديلا يقول فيها :”اذا قبضتُ المال ثمناً لنضالي ،سوف أتحوّل من مناضل الى
مرتزق “لهذا نشاهد اليوم ،الجماعات العابثة وقياداتها المترزّقة بأمن وسلام بلداننا ،في سباق ،لفتح حروبها بالوكالة والأجر ، مابين ، طهرآن ،واسطنبول ، والرياض وأبو ظبى والدوحة ،وفي تقديم خدمة وعون كبير ،لنصرةالمشروع الإسرائيلي، المتربص بالمنطقة،والمدمر ،بايادي عربية عابثة ، مصالح بلداننا وأمنها والأستقرار .
إن جماعة الاسلام السياسي ،بشقيها ،السني -الشيعي واثارتها للصرعات الطائفية والمذهبية المقيتة والعبث المليشياوي هي الهدف التي تسعى من خلالها دول الهيمنة الإمبريالية والصهيونية في تحقيق مصالحها و استكمال التمزيق والتشتيت للعالم العربي ،وتدمير كل مقومات الحياة فيه،ولا غرابة في أن تدعي هذه الجماعات الوطنية بشعارات زائفة ،وبادعائات باطلة ،وهي الأدوات في صناعة الفوضئ الخلاقة التي بشرتنا بها أمريكي من سابق ،وهي اليوم مع بريطانيا وغيرها من دول الاستعمار القديم ،لا تريد سلام واستقرار لبلداننا ،بقد ما هي بحاجة لمزيد من الفوضى والدمار .
ونموذج ،لماتعيشه العديد من الدول العربية من حروب وصراعات عبثية، ومنها اليمن،علينا، عندما نفكر في ايقاف الحرب المنهكة لليمن شعبا وارضا ، أن نعرف من الممول لهذه الحرب ،ومن المستفيد من بقائها مستمرة ،رغم الوعود الأممية والاقليمية،الفاشلة ،ولم تكن صادقة لإقاف الحرب الذي يدفع ثمنها الباهض ،المواطن اليمني المغلوب ،وكما هو واجب علينا معرفته ،ان الأمم المتحدة ومجلس الأمن لن يمنح بلداننا الأمن والاستقرار والسلام،ولا من مصلحتهم ايقاف الحرب ،فالحرب تعد تجار رابحه لهم ،و لوكلائهم الأقليمين، ومرتزقتهم المحليين .
مما لا شك فالمليشيات في حربها مع بعضها أو مع سلطات نظامية ،يكون الممول لحربها أما،إيرادات وجبايات تم فرضها بقوة السلاح على المواطن مع الفوضئ ،أو التمويل الخارجي ،من طرف أو عدة أطراف، لها مطامع في ثروات بلد ما او اهداف يريد تمريره،في ابقاء بلدك غير مستقرة ليستفيد الغير ،وما على شعبنا الحر،الا الرفض السلمي ، للارتزاق والحرب ،ومقاومة العنف بالوعي ،وحضور المجتمع المدني ،والضغط بواسطة الجماهير على كل أطراف الحرب ومموليها بالوقوف،عن تمويلها ،ومن ثم سنستطيع ايقافها وإلى الأبد .