المواطن/ كتابات ـ سعيد المعمري
لم يكن مستغرباً بأن تقوم دويلة كالإمارات .. وبالذات في ظل حكم محمد بن زايد . بالتطبيع مع الكيان الصهيوني خاصة وإن هذه الدويلة وغيرها من دويلات الخليج الأخرى لديها علاقات سرية مع هذا الكيان الغريب المحتل .. للأراضي الفلسطينية وكذا العربية .. منذ فترة طويلة .. والتي تشمل في الأساس أراضي عام ٤٨م وما تلى ذلك من إحلال ممنهج وغاشم للأراضي الفلسطينية . والعربية لعام ١٩٦٧ م
أثر نكسة حزيران ٦٧ م .
وبالقدر الذي لاتزال هذه الأراضي تحت سيطرة العدو الصهيوني حتى الأن . والذي لم يذعن أو يستجيب لقرارات الشرعية .. الدولية .بما فيها القرارات ٢٤٢ . و٣٣٨ .. واللذان يتضمنان بسرعة إزالة آثار العدوان الإسرائيلي الغاصب للأراضي الفلسطينية والعربية في آن معاً .. ولكن للأسف رغم هذه القرارات ،. الخاصة بعودة الأراضي لأصحابها الحقيقيين أنذاك لم تعط أي نتيجة تذكر ..
ويعود مثل هذا .. لتلك المواقف المغايرة . والمعادية لحقوق الشعب الفلسطيني وكذا العربي .. من قبل الإدارات المتعاقبة . على البيت الأبيض الأمريكي .. والتي دائماً ما كانت تستخدم حق النقض ( الفيتو ) في مجلس الأمن .. حال ما يكون هنالك قراراً . يدين أو ضد إسرائيل .. وما تقوم به من ممارسات لا إنسانية بحق الشعب الفلسطيني وكذا الإحتلال لإراضيه . بصورة مستمرة .. وكان آخرها قرار الإدارة الأمريكية . برئاسة ترمب .
أن تصور أمرها عام ٢٠١٧ م بضم القدس الشرقية للكيان الصهيوني . وكذا نقل السفارة الأمريكية إليها .. فضلاً عن تلك التوجيهات المشؤومة والتي أعلنت مؤخراً من قبل الإدارة نفسها .. والمسمى بصفقة القرن .. والتي تخول أو تعطى الكيان الصهيوني .. بضم مرتفعات الجولان السوري . للصهاينة ، فيما لا يخفى أن ما يحدث أمام مرأى ومسمع من العالم كله .. كأن ليس له علاقة فيه .. لا من قريب أو بعيد ..
بينما العالم العربي يغط في نوم عميق . ولم يحرك ساكناً إزاء ما يحدث بقضاياه العربية .. وكذا ما يتعرض له الشعب الفلسطيني . من إحتلال وإنتهاك لحقوقه .. من قبل الكيان الصهيوني الغاصب والمدعوم أمريكياً وغربياً .. ناهيك عن بعض النظم العربية السائرة في ركاب ذلك المخطط الإستعماري الصهيوني الجديد .. والمتمثل بعملية التطبيع مع الغزات الصهاينة ..
مؤشر خطير
وهذا فضلاً ما يعطي مؤشراً خطيراً على مدى ما وصلت إليه تلك الأنظمة العربية من إنحطاط إخلاقي وسياسي .. لقضاياها العربية المصيرية . ومنها القضية الفلسطينية التي كان يستوجب دعمها والقوف إلى جانبها . بهدف إستعادة أراضيها المحتلة . بما فيها القدس الشرقية .. فضلاً عن إستعادة الأراضي العربية الأخرى . ومنها مرتفعات الجولان السورية ومزارع شبعا . وكفر شوبا اللبنانية ..
ولكن مثل هذا لم يحدث . بل لقد هرولت دويلة الإمارات إلى عملية التطبيع دون خجل أو وجل . من أحد وبإيعاز من إدارة ترمب . وكما سمعنا بأن هنالك بعض الدول .. في الخليج ستليها ..
يخالف الإجماع العربي
وبإعتقادي هذا شيء مقرف ولا يقبله المنطق للبته .. لإنه يخالف الإجماع العربي . ويخرج عن قرارات الجامعة العربية وكذا قرارات منظمة المؤتمر الإسلامي ، والتي دائماً ما تدعوان إلى مقاطعة الكيان الصهيوني وعدم التعاطي معه .
ناهيك عن عدم الرضوخ ، والإستسلام لمشاريعه الصهيونية والأمريكية بالمنطقة والتي كان منها ذلك القرار . الشجاع الذي تم الإعلان عنه في مؤتمر السودان إثر نكسة حزيران عام ٦٧ م والذي تضمن فيه .. لا سلم .. ولا سلام .. ولا إستسلام . مع إسرائيل ..
نظام الإمارات يمثل ثلة معينة
وبالتالي لنا أن نقول .. بإن النظام الإماراتي . الذي قام بالتطبيع مع الكيان الصهيوني لا يمثل إلا ثلة معينة من قياتاده أما الشعب فليس له علاقة بما يحدث . ويحدث لا حقاً .. أما الغريب في هذا بأن شعوب المنطقة العربية معظمها مستكينة .
وكأن الطير على رأسها .. حيث لم تحرك ساكناً . فيما هذا الصمت المطبق الذي لم نعهده . إلا في هذه الفترة العصيبة من تاريخ الأمة المجيد .. وعليه نتساءل هنا إذا كان حال الأمة قد وصل إلى هذا الوضع السيئ .. من أمرها .. فلا محاله .. فالدور سيشمل الجميع إذا لم تصحو هذه الشعوب . وتنتصر لكرامتها وعزتها ..
وعاشت فلسطين حرة مستقلة . وعلى ترابها الفلسطيني وعاصمتها القدس كاملة ..
ولا نامت أعين الجبناء ..