المواطن/ كتابات ـ علي عبدالفتاح
الاهداء:- إلى الرفيق باسم الحاج ورفاقه في الإدارة الجديدة.
إن السمات الاجتماعية المدنية التحررية الأكثر للإدارة الجديدة فالأجيال الجارية داخل الظروف المعقدة (المقارنة) تبادلية إنما يمكّنها من فهم واستيعاب عميق مثمر لاسطحي ولا تجريدي بل لااستاتيكي وبالتالي لاارتدادي وذلك للفارق الكيفي النوعي الكبير الضخم بين المسار الطليعي النوعي الجديد الحادث في صورة بيجية متنامية متدرجة داخل راهنية عصرنا هذه, لاسيما إثر الانفراج الوطيد بصيغه المتقدمة والمتوسطة والمتأخرة وبين ومع العهود الكلاسيكية الثورية الكبرى التي راكمت تموضعات تاريخية متتالية لتلك العهود الثورية في اتجاه هذا الانفراج الكيفي الأكبر فالأعظم داخل راهنية عصرنا المدهش المتكون والتكويني المطرد.
إن ثورات وحروب الماضي وهي تثمر وتنتج وتفضي إلى البنية الأجد الأزهر لراهنية عصرنا إنما أفضت إلى تجاوز تاريخي أصيل لذات وموضوع سماتها الثورية الدموية فاعليةً وأشكالاً؛ ذلك لأن الزمكان الجديد المطرد الانفتاح يشترط حتماً سمات جديدة فأشكال جديدة نشاطاً واستيعاباً تتعارض كثير التعارض مع البنية التاريخية المكونة لتلك العهود الثورية الدموية ونتائجها القديمة فالمتقادمة التي أدت إلى الركود فالانسداد أو أدت إلى النفعية فالبرجماتية الملموسة كثيراً عند البعض لا البنية التاريخية الجديدة الحرة المتولدة منها وضداً من الكثير من مساراتها إلا المختارات المنتقاة على الأصعدة التكنيكية الأكثر طليعية وتلك الفكرية الأبقى لدقتها المواكبة للصيرورات الأجد وهي ليست غالبة وإلا أيضاً كعبر ودورس.
إن البنية الجديدة الراهنة المعززة والمرتبطة بالانفراج الوطيد الأخلد ذات الصيرورات الصاعدة المفتوحة أبداً فالمستدامة التعزيزات الكيفية التاريخية الممتدة إلى اللانهاية القائمة على الأسس المادية التكنيكية الثقافية المطردة التطور من: ( الأتمتة), (السيبرنتيك), ثم الآليات والعمليات المتفاعلات بالتآثرات المتبادلة وذلك للموضوعات الأحدث الجديدة وإبانها وهي الخارقة المزايا والسمات الكبيرة الكونية منها والدقائقية الجسيمية المدهشة ذات السمات والفاعلية الأدهش ــ ودواليك ــ وهلم جرا ــ إنما هي مداميك البنية الجديدة المولدة لوظائفها الكبرى القائمة على تنمية مستدامة لمقومات ملكوت الحرية المتنامية الذي اكتشفها ماركس وتنبأ بدقة صيرورة مسارها فتبلور تكويناتها ثم تحويلاتها الجذرية المتوالية لحركة المعاش والإبداع والسعادة والغناء الروحي على أنقاض الضرورات القديمة لاسيما ملكوت الضرورتين التاريخيتين المتقادمتين وإن ببطء أولي راهناً لاسيما في بلداننا المتأخرة ألا وهما الضرورتين الطبيعية ــ البيولوجية والاجتماعية ــ الطبقية لكن مثل هذه الابداعات المجسدَّة الموجودة لا المتخيلة وهذه الثمرات المحسوسة الملموسة قد يدفع البعض من المضببين إلى الصراخ والعويل عن ظروف وأوضاع بلداننا المتأخرة ويعنون بها اليمن مثلاً الأمر الذي يدفع المرء الحصيف إلى التذكير المستمر بضرورات التمسك بمداميك التحريك والتطوير المتبلورة في عاملين اثنين لا ثالث لهما:
أ- المسار الموضوعي التراكمي المتدرج اللاهث نحو اللحاق.
ب- الديمقراطية الحقة الدقيقة الجادة المصححة لما قد يعتور فالضامنة لهذا اللحاق.
حيث لا المصادرة على المطلوب ولا يمكن ذلك في إطار اختيارات اليمن الحرة اليقظة واصطفاءاتها للأسواق والتكنيكات والتحالفات ونقل العلم الدقيق المبرهن وتوطينه الابداعي الابتكاري ثم وكذا نقل الخبرات الأمينة المختارة بدقة من كل مكان أو سوق مواتي في ظل الانفراج المطلوب المنشود لليمن السعيد الميمون والمستفيدة من حركة الانفراج الشامل الوطيد لكل أسواق وبلدان العالم المتطورة والمتوسطة والمتأخرة حيث لا “تابو” على أحد من المتشابكين المتداخلين معنا والممكن المنمّي لسائر اقتدارتنا الاستراتيجية والثانوية الفرعية.
على أن الارهاصات الأولية لمثل هذه الحراكات والأنشطة إنما يبدأ أو يبتدئ من التمنهج العلمي بأشكاله الأدق الأرقى الراهن حيث لا يحتاج ذلك أبداً إلى مطاردات للمجلدات أو حتى المتابعات اليومية للإصدارات لمن لا يريد, المسألة ليست غصب وإنما من دراسة بعض الجمل المنهجية المواكبة والمرتبطة بأي مهمة سياسية أو فعل ونشاط تنظيمي كنماذج منهجية وأمثلة معرفية على طريق النشاط السياسي الموضوعي الدقيق المؤكد على صحة وحيوية كل من النشاط والمفهوم من عدمه… وبدون ذلك يا رفاق يمكن لنا تكرار تجارب الأولين الذين مروا بتتابع على إدارة المحافظة في اتجاه الانفلاش أو الطريق المفضي إلى الانسداد وذلك منذ أواخر السبعينات التي عولجت عبر تضعيف وتضاعف ومراكمة السلبيات داخل الأداة السياسية الثورية حينئذٍ بسبب الابتعاد عن التمنهج المبدئي شأنها شأن تخبطاتها التالية والمستمرة حتى المظاهر الراهنة لإمكانات واحتمالات انسداد الطريق لولا الحيوية الجديدة الناشئة مع نشوء القوام الجديد لإدارة المحافظة.
لذلك علينا جميعاً وبالذات الرفاق الجدد في الإدارة الجديدة ألا نكرر نفس الرؤى والمفاهيم ونفس الأساليب ونفس الخبرات لاسيما على صعيد الدلالة ومدى التفاعل الجدلي الدقيق مع الظواهر وهي بمعنى الدلالة وطابع حركة ومضمون الظواهر هي هي في مجموعها كنتائج للعفوية والتجريب فنتائج الأنشطة الراديكالية الميكانيكية الرومانسية المعززة لتلك العفوية وذلك التجريب في محيط لا يواكب أو أن ينعكس عن الشرعية الحقة الجديدة للجديد السياسي القادر على تفعيل الحلول والمعالجات الصحيحة المؤثرة على القناعات والجادين معها في اتجاه تبلور أو تفلوذ النشاط المتفائل السلمي الابداعي المصحح لمسار النسق المعني أو الأنسقة المتتالية في محيط مخضِع خاضع للشرعيات الاجتماعية ــ الطبقية السائدة فأيديولوجياتها الميكانيكية التجريبية المطلوبة لا في إطار اختياراتها الموضوعية للقدرات الخاصة بالمناضلين بل لرغباتهم الشاخصة خاصة مع الثمانينات وصعوداً حيث سقطت دلالات المقولة الشهيرة التي لا تزال تحتفظ بدلالاتها الموضوعية وهي “الوجود أو النسق الاجتماعي ــ الثقافي يحدد وعيه” وبالتالي مستوى فاعليته فديناميكيته أو على العكس حيث تخبطه وتخبطاته المتراكمة الموحية عليه منذ نشوء ظروف رغباته النابتة من مجموع سماته الثلاث: الصفات, الخصائص, العلاقات والصلات اللامبدئية والمبدئية.
وعلى ذلك فلابد من فهم عميق للشخصية النضالية المبدئية المثمرة لا من راهنية هذا العصر فحسب حيث المتغيرات الحثيثة المتنامية بل من حول الشخصية اليمنية عموماً منذ فجر التاريخ اليمني والبشري وتفاعلاته المحيطة والبعيدة ونتائج ذلك النابعة من هذا المسار كمعاناة كلٍ من الكدح التاريخي الطويل والذكاء الثقافي والروحي المرتبط بذلك والمنعكس عنه وما يمثله كلٍ من ذلك في تعاطيه “الشرابي ــ القاتي” على عكس محيطنا تماماً وبعض امتدادتنا الداخلية في صيغة بعض النتوءات الصحراوية البدوية لدى جغرافية كياننا الوطني الطبيعي, وكذلك بعض امتداداتنا البعيدة التي قد تمتد وقد تتراجع حسب المتغيرات الجغرافية ــ السياسية, على أننا نسهم في كشف الغطاء عن هذه الشخصية اليمنية وتتبع استمرارية نشوء ونمو مزاياه في الكدح والذكاء وبالتالي على صعيد تنامي تأثير شخصيته الحضارية المرتبطة بالمسار الحضاري لتاريخه..