المواطن/ للقاصه – ريم كمال
بين الحلم و اليقضة، يمر العمر و عمرها متوقف ، طفلة ممتلئة بالحياة مفتوحه عيناها على أقصى أتساعهما ، تائهة في طفولتها و أحلامها مكبلة برجل يكبرها بكثير، أقدامها مربوطة بعقد زواج يمنعها من ممارسة اللعب .
أخذت على غفلة و هي تلعب الغميضة، لتغمس أبهامها بحبر أزرق ليتم به عقد الزواج.
أمها تجمع فستاتينها في حقيبة عرسها ، وهي لا تكف من أحضار لعبها لتضعها في الحقيبة وسط زعيق أمها و هي غير مبالية.
جدائل شعرها فكت لتسدل، ولون وجهها بمساحيق الجمال و توردت خدودها خجلآ، أرغمت بالجلوس على كوشة الزفاف مقابل لعبة و فرحت بذلك رغم مللها فهي تلعب و تختال على صديقاتها بجلوسها على كرسي العروس ، تودعها أمها بالدموع تحاول أقنعها بترك الدمية التى بين يديها لكنها مصره على أخذ لعبتها معها و تنتهى كل محاولات الأم بالفشل.
أنتهى يوم عرسها، جلست لتخلع فستانها الأبيض الملوث بطفولتها حتى تنام، الليل بارد فهي بعيدة عن حضن أمها تبكي أريد أمي ؟
يدخل زوجها ساخرا من حماقتها، صمت بعد أنذار مخيف من زوجها ، قلبها بدأ يخفق أكثر .
ثم تطوف في ذاكرتها صور ليتجدد على مسامعها صوت أمها : كوني هادئة لأجلي .
تشرد ثم تسأل : أريد اللعب ، تبكي تلك الزوجة بصوتها الطفولي هل ستدعني ألعب ؟!
رد عليها بمكر: أجل أنا و أنت ، لعبة أعتاد أبي على أن يلعبها مع أمي، و أعتدات أمك على لعبها مع أبوكي، فقط أقتربي لتلعبي معي لعبة الأسرة أقتربي و التصقي بي أكثر يا صغيرتي الحلوة.
و تتوالي الأيام و هي تمارس لعبته بالأكراه و تكور بدآخلها جنين يكبر على جسدها الناحل الصغير.
وفي ليلة الغيوم القاتمة السوداء حجبت القمر ، كانت في خدرها وهي تعاني الآلام المخاض و سعادة فكرة طفل سيأتي من رحمها ليلعب معها تضج بدآخلها ، صرخات و زفرات تطلقها و ماهي إلا لحظات لتموت تلك السعادة و ليلفظ أخر أنفاسهم في الحياة فتغيب في تلك الليلة هي و وليدها معآ عن الحياة كما غاب القمر .
للقاصة : ريم كمال.