المواطن/ كتابات – احمد النويهي
بين مدينته التي ولد فيها الراهدة الواقعة الى الشرق من تعز والنشمة التي ثوى اليها غرباً عاش ينقش عن تعز على طريق القوافل قاتل العمر بسيف السلّم مكافحاً مناضلاً عتيد..لم يهن يوماً ولم..عاش كما لو عاد هذا المساء ليستريح من عناء الشوط..
ربما كنت آخر الاصدقاء الذين عاش رائد ينتج عنهم ،ولهم افكاره المدنية النقية..مسافة زمن قصيرة، وساعة بقرب الحبيب قضيتها ..قرأت في وجوه اصدقاؤه لهفة ،وحرقة، وآسى، وهم يعاركون نيابة عنه مرضه الذي اثقل ظهره..
رائد ..لا يشكي مواجعه ،ولايقبل الاستسلام يرفض هكذا منطق ،عاش يربي الامل ،يدفع بالشباب الى غمار المستقبل ، كان يؤسس لمدينة مترامية ،سباق الى فعل الخير ،يرمم، يضمد ،يرتق كثير الشقوق التي تصيب من حوله..كان واحداً من الناس لا اكثر ، عاش كما لو سيعيش فكرة في خيالات رفاقه ،وجميع من اقتربوا منه، كان قريباً من الناس، لم انجز معه ما يستحق الحديث عنه لحسن حظ العابر انني اقتفيت آثره حين لحنت في صوته ذات لقاء كما لو يتحدث بصوتنا جميعاً ، حاولت الصمت كان ضجيج حولي يتعالى، يهمس بهدوء عن اشياء لم نقلها بعد..يقرأ بصوت صوفي قانت ، يعزف عن الدنيا ، وقد زهد فيها باكراً..
عانى المرض ولم يهزمه بقدر ما هزم الكثير من الامراض التي تفتك بالمجتمع..انتج رائد كثير من الشباب ورعى فيهم الغد وجعله ذلك المشتل الوارف ..تكاد السطور تنهمر فيضاً من مطر كاد يروي بلا انقطاع..
عاش ، ولم يمت من مثل هذا الممطر عاش..
الخلود لروحه ،والبقاء لله،،،