المواطن/ كتابات _ فهمي محمد
في تأريخ 2020/6/11/م، كنت قد كتبت موضوعاً مقتضباً في تحليل الأحداث الجارية في مدينة التربة كانت خلاصته تقول إن الجغرافية بمفهومها الجيوسياسي وبما عليها من تمركز عسكري هي المطلوبة للخضوع، لاسيما وقد بدت يومها أي الجغرافية للكثيرين من المتابعين والسياسيين قابلة للإنفجار وهي التي لم تشهد شوارعها أو محيطها قتال منذ اندلاع الحرب في اليمن، بل كانت ملجأ للمدنيين النازحين من خطر الحرب التي كانت رحاها تدور في قلب مدينة تعز، بين مكونات محسوبة على الشرعية من جهة وبين قوات صالح والحوثيين بعد أن انقلاب تحالف الأخيرين على مشروع الدولة الاتحادية
الجدير بالملاحظة أن معادلة الحرب على هذه الثنائية بين الأطراف = { شرعية + انقلاب } كانت تتميز ابتداءً بثنائية السلاح داخل كل طرف من الأطراف، وهو ما يعني قابلية السلاح داخل كل طرف للاقتتال البيني المؤكد، وقد تأكد ذلك في حسم الأيديولوجية الحوثية مشكلة الثنائية في السلاح داخل معسكر الإنقلاب على حساب قوات صالح تحت مبرر الخيانة في حين تسعى المؤسسة العسكرية المؤدلجة أو العساكر المؤدلجين داخل معسكر الشرعية جاهدين إلى حسم ثنائية السلاح لصالح أيديولوجيا سياسية تحت ذريعة البحث عن مطلوبين أمنياً، وعطفاً على ذلك فإن مسألة حل مشكلة الثنائية في السلاح أمراً مقبولاً وقد يكون ضرورياً لتجنب الكثير من المخاطر التي تتمثل في أحد مظاهرها في الانصراف عن المعركة الرئيسية إلى معارك جانبية لكن المخاطر نفسها تظل قائمة اذا تم حسم الثنائية بمنطق الأدلجة السياسية على حساب فكرة الدولة .
كانت التحركات على الجبال المتاخمة لمدينة التربة بمنطق العساكر المؤدلجين تقول إن كل مافي القصة هو البحث عن مطلوبين أمنيا، في حين كانت الجيوسياسية ترد على هذه المزاعم حتى بشئ من التفتيش في الذاكرة وكأن لسان حالها يقول إن الحجرية عبر التاريخ لم تكن يوماً من الأيام حاضنة للعناصر الخارجة عن القانون ولم تكن كذلك في المستقبل، بل كانت هي الولادة في كل المحطات التأريخية لرجال الدولة والسياسية والفكر والنظام والقانون، ثم تتسائل بكثير من التعجب أليس من الأفضل بدلاً من البحث عن مطلوبين أمنياً هنا لانعرف نحن وانتم من هم أليس من الأفضل أن يتم القبض على المطلوبين الذين نعرفهم جميعاً ونعرف اين يعيشون وبمن يحتمون !؟
البحث عن مطلوبين أمنياً هو المنطق المتفذلك الذي استخدم قبل أكثر من عام في شرعنة الحملات العسكرية التي انتهت في ثالث جولاتها على بسط السيطرة التامة على المدينة القديمة التي شكلت منذ بداية الحرب جيوسياسية تموضع عليها سلاح كتائب أبو العباس أحد ثنائية السلاح في معادلة الصراع الداخلي مع العساكر المؤدلجين حزبياً داخل معسكر الشرعية، يومها اكتفى هؤلاء بالنصر الذي ترجم بالسيطرة على الجغرافية بعد خروج الكتائب وتم إغلاق ملف المطلوبين أمنياً لكي يتم استخدامه في قابل الأيام مع جيوسياسية خارج مدينة تعز، حتى ملف الحديث عن إكتشاف المقابر الجماعية التي تعني حدوث جرائم قتل وإعدام خارج القانون تم اغلاقه ولم يتم التحقيق فيه مايعني وضع علامة استفهام على مصداقية الخبر ، ربما كان الناطق الرسمي من حيث لا يدري أكثر قدرة من خصومه في تكذيب قصة البحث عن مطلوبين أمنياً حين كتب والحرب لم تضع اوزارها عن يهود خيبر أو يهود المدينة وخيانتهم لرسول الله، وللقارئ أن يقراء ما يشاء في هكذا منشور تم تبريره بعد ذلك من قبل الناطق أنه يأتي ضمن مشروع حلقات تثقيفية لأفراد الجيش ولا علاقة له بالاحداث الجارية في المدينة القديمة، وحتى في حالة التعاطي مع حسن النية لماكتب يومها فإننا نكون في صدد ادلجة مكثفة داخل مؤسسات الجيش والأمن وإلا ماذا يعني أن تبنى العقيدة القتالية لجيش يفترض به أن يكون وطنياً وأن يكون حجر الأساس في مشروع الدولة المدنية بهذه المفردات التي تتحدث عن اليهود وخيانة الرسول والصراع بين الكفر والإسلام .
يتبع….