المواطن/ كتابات _ أ.جمال عبدالمولى
لا يقدمُ الفسادُ والمتنطعون بشعارِ الوحدةِ عام 1990م سوى المزيدّ من الحروب ، والتي امتدت لتطالَ الشعبَ بأكمله ،وكلُّ ذلك من أجلِ نخبةٍ لا تتعدى خمسةً في المئةِ من سكانِ الشمال، الجمهورية العربية اليمنية.
الوحدةُ صناعةٌ جنوبيةٌ خالصة ،والمستفيدُ منها الدولةُ العميقة والعصاباتُ التي أطاحت بالمشروعِ الجنوبي من خلالِ احتلالِ العاصمة ِعدن والجنوب في سبعة سبعة، تحت شعارٍ غيرَ مُعلَن “مزيدا من الفساد والنهب”،وتحت غطاءِ “الدفاع عن الوحدة الزائف”، بقصدِ تحويلِ مشروعِ الوحدة إلى إحتلالٍ كاملِ الأركان ، وإستغلالِ شعاراتِ الحُلُمِ العربي الوَحدَوي كذريعةٍ لإلغاءِ الآخَر في الجنوب وإقصائه ومصادرةِ حقوقِه وممتلكاتِه وأراضيه، وتحويلِ العاصمةِ عدن إلى قرية.
وحدويٌ ..أو إنفصاليٌ ،أو مع حقِّ فكِّ الارتباط الشمالي المتماوج ( او المتماهي )مع حسن التخاطب الوحدوي برغبة الإنفصال المُبَيَّتة، أو في الإلحاقِ القسري، يبدو جليا فالحقيقةُ عشناها ،و هناك من يحاولُ دثرَها..
الحقيقة …! قد رأينا من احتلَّ عاصمةَ الآخَر وضربَ – بصفحة ونصف نقية،غيرالمدروسة-عرضَ الحائطِ بمَضامينِها،بل وقيلَ أتينا بشعبٍ وأرض نُجَرجِرُه..
لم يتعاملْ الطرفُ الآخَرُ وهو النظامُ في الشمالِ باحترام بل من زاويةِ الإلحاقِ والغنيمةِ والتي باتت معروفةٌ ولا تحتاجُ إلى أي تدليل..
لننظرُ مثلاً إلى الوحدةِ الألمانيةِ كي نتعلمَ ماهيةَ الوحدة.. ،لندقق فقط في عددِ أطنانِ الوثائق للجان الوحدة والتي أفضت إلى إلغاءِ الفوارقَ الإقتصاديةِ بين الشرقية والغربية …هذه هي بلاد الألمان!! وليس،من خلال حالةِ هِستيريا التَّعَشعُشِ والأخوَنة .،أو حتى بدون رؤية…
أصبحت حلبةَ صراعٍ لمن يسبقُ الآخر ويضربُ الوحدةَ بعَرضِ الحائط..، هنا لم تعدْ الحقيقةُ ذلك المجهول، وكما قال أحدُ الشرفاء : طلعنا وسلّمنا كلَّ مناصبِنا ورَضينا بكلمةِ ” نائب “، وبشمبلِ المؤسسةِ الصيني نلبسه… وبكل صدقٍ و تواضعٍ ذهبنا،وسكنّا في بيوتِ إيجار من أجل الوحدة !!، وفي النهاية أغتالونا وأحتلونا ،وأشعلوا حرباً مستمرةً وأقساها حرب الخدمات …
ونتوقف هنا !!!! حيثُ حاجاتِ الناسِ الأساسيةِ فقد أصبح عيباً وعاراً أن تكون عاصمةُ دولةٍ – أيِّ دولةٍ – أيٌ كانت قدرتَها الإقتصادية ،بأن يسكنَها الظلامُ وانقطاعُ المياهِ ، وتكدسُّ مخلفاتِ الزبالةِ، وتنتشرُ فيها الأوبئةُ والأمراضُ والتجهيلُ والتفقيرُ … لعاصمةٍ كانت أولَ من أشعلَ الكهرباءَ في المنطقة،ومُلتقى مختلفِ الحضارات، والتي يتمُّ تدميرَها بدءا من البُنى الأساسية، لخدمة قوى الفساد المصلحي النفعي ، دون أدنى حياءٍ من شعبٍ تفتته الحروبُ والصراعات وسطوةُ الفاسدين وأمراءِ الحرب على كلِّ مقدراتِ الدولةُ الفتية ، البقرةِ الحلوبِ ، جمهوريةِ اليمنِ الديمقراطيةِ الشعبية …
وفي كلِّ جولاتِ الصراعِ حتى الآن.. والتي قد تستمرُ ساحةَ حربٍ داخليةٍ وخارجية ، فالجمعُ قد شمّرَ عن ساعدَيه كما يبدو …!
لنقلْ ‘حتى الآن ‘…ولنتفائلْ بالغد، لعلَّه يتمُّ إيقافُ الحقدَ والحربَ على الحبيبةِ عدن لتستعيدَ أنفاسَها وألَقَها وتأخذَ مَوقعَها اللائقَ بين الأممِ كما كانت في الحادي والعشرين من مايو عام 1990م