المواطن/ كتابات ـ عبدالعزيز المليكي
الطبيعة كائن عظيم والمطر هو روحه التي تبعث فيه الحياة.
نشوة طويلة وعميقة بمحاذات أفق أرجواني آسر يعوم في فراغ سماء مترامية باعثة للغبطة والرهبة معاً
في مثل هذه اللحظات أفضلُ البقاء صامتاً.
لا شيء أكثر شاعرية من أن تمنحك الطبيعة فرصة للإستماع إلى لسانها الخرساء
في هاذا الأثناء تحطُ جدة قديمة مطاياها بجانبي
(صندوق قريتنا الخشبي مليئ بباقة هائلة من الجدات)
الجدة ترتدي رداءً مزركشاً منقوشاً بتشكيلات هندسية تربض بالحياة للجدات القدامى حس فني وجمالي بديع
بعكس يافعات القرية (أنصاف الحسناوات) المسكونات بعشق الألوان الباهتة والعبأت السوداء غير متناسقة المقاسات (حياتهن ضحية الحداثة الباهتة) تعيسات بشكل حتمي
تستقر في دماغ الجدة أحفوريات تاريخية للكثير من قصص الحب القديمة. الأمر الذي أكسبها بعداً في معرفة العرجنات التي ستؤل إليها قصص الحب العصرية (تقرأ كفوف العاشقين بمهارة)
تسرح الجدة الأنيقة بفكرها الفلسفي للحضات تستحضر خلالها ذكرياتها السابقة برفقة حُب ما
ثُم تستأنف حديثها..
عندما يزيد إشتعال قيظ القلب. يتكفل عاشق ما بتحويل هذه الجغرافيا إلى سهرةً مُدججة بكل وسائل الإثارة
الشمس التي تضيء بمنهجية ورائحة التراب العبقة وقطرات المطر التي تُمشط الأرض
كل ذلك لا يصنعه إلا عاشق. وإلا فما سر العلاقة الحميمة بين الطقس والعشق؟؟
حدقتَ بعيداً في الأحواض المائية التي رسمها إنحدار السيل.
أردفت..
على شاطئ ذلك الحوض الصغير هناك عاشق ينتظر بلوعة أن يعانق معشوقه.
للعاشق فلسفة أخرى.
تلك الفلسفة تُكسبه نظرً مختلف.
العاشق يا صديقي لا ينظر إلى معشوقه بنفس الطريقة التي ننظر بها نحن
دائماً ما تفوق نظرته الأشياء السطحية التي نراها نحن
هو الوحيد القادر على كسر الضباب المحيط بجسد معشوقه العارف جداً بتردد موجات أحاسيسه الدفينه.
العاشق يعرف لا يتكهن..
العشق هو الوصفة الناجعة لكل بلاء المعمورة. لذا فأحرص على عليه كثيراً..
إعشق الأرض. الإنسان الطبيعة. مارسه بشغف ليصبح كل شيء بخير
المجد كُل المجد لطبيعة.. ألخلود لمثل هذه اللحضات.
تلألآت عيني الجدة ببريق عميق شديد الصفاء وهي تضع عبارتها العميقة تلك على مسمعي بحنان .
مدت يدها بإتجاه السماء ثم بدأت ترتفع عن الأرض كان شيء يسحبها للأعلى حتى أختفت خلف سحابة بيضاء
عبدألعزيز ألمليكي