المواطن / متابعة
أكد الحزب الإشتراكي اليمني تضامنه مع الشعب الفلسطيني وقواه السياسية في رفضهم لما يعرف بصفقة القرن، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاصيل “صفقة القرن” وسط حضور لسفراء بعض الدول عربية، معتبراً ما حدث هو تصفية للقضية الفلسطينية.
وبحسب الاشتراكي نت الموقع الرسمي للحزب، جدد مصدر مسؤول في الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني امس السبت، التأكيد على موقف الحزب الداعم للشعب الفلسطيني، وحقه الطبيعي في استعادة اراضيه وبناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، معتبراً أن ما حدث هو تصفية للقضية الفلسطينية، ولا تحظى بالقبول الفلسطيني ولا تتوافق مع القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.
وأعتبر المصدر المعارضة الواضحة التي ابدتها الأطراف الفلسطينية لكل النقاط التي أعلنتها، الإدارة الأميركية، وامتناعهم سابقاً في المشاركة في المؤتمرات والندوات وورشات السلام والتي لم يكونوا طرفاً فيها نابع من حرصها على عدم مجاراة المخططات الأمريكية والصهيونية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية بصورة كاملة، مجدداً التأكيد على ما جاء في بيان الحزب الاشتراكي اليمني الصادر في مطلع يوليو الماضي بهذا الخصوص.
وكان الحزب الاشتراكي اليمني قد قال في بيان صادر عنه مطلع يوليو الماضي ان ما يسمى بصفقة القرن و ورشة عمل السلام ليست الا حلقة جديدة في المخطط التصفوي للقضية الفلسطينية التي تقودها الإدارة الحالية للولايات المتحدة الامريكية، تواصلاً للحلقات السابقة المتمثلة باعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، خلافاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وكذا اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على منطقة الجولان السورية المحتلة بما يعنيه ذلك من انتهاكات صارخة للقوانين الدولية ولحقوق الشعوب في السيادة والاستقلال.
وجدد البيان التأكيد على موقف الحزب الاشتراكي الدائم المتمثل بضرورة انسحاب الاحتلال الاسرائيلي من كامل الأراضي العربية المحتلة منذ عام ١٩٦٧ ، والتأكيد مجدداً على موقفه الداعم للشعب الفلسطيني وحقه الطبيعي في استعادة اراضيه وبناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس.
واعتبر البيان المؤامرة الأمريكية الصهيونية التي يطلق عليها صفقة القرن ليست سوى امعان في سياسة العدوان ضد الشعب الفلسطيني وضد شعوب الأمة العربية، مؤكداً ان هذه السياسات ستؤول إلى الفشل لأنها لا تقدم حلاً للجذور الحقيقية للصراع العربي الإسرائيلي والذي لا يمكن ان يحل إلا بالاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وحقه في بناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس وإعادة السيادة السورية على مرتفعات الجولان، والتوقف كلياً عن ممارسة العدوان على الشعب الفلسطيني وعلى الشعوب العربية.
ولفت البيان إلى إن الأوضاع العربية الراهنة المتسمة بالسوء قد أغرت الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية بالوصول بسياستهما العدائية على الفلسطينيين والعرب إلى هذا المستوى غير ان الدماء لم تجف في عروق الفلسطينيين والعرب ولم يتخلوا عن حقوقهم في الحرية والاستقلال وبناء السلام العادل، وبهذه المناسبة تكون الشعوب العربية قاطبة مدعوة لأن تؤازر نضال الشعب الفلسطيني المشروع ومساندة هدفه النبيل في بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس لإفشال تجديد العدوان على شعب فلسطين والأمة العربية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اعلن خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، وبحضور رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، عن خطته الموعودة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين والتي تعرف بصفقة القرن.
وتضمن الخطة استمرار السيطرة الاسرائيلية على معظم الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل عام 1967، وضم الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل وبقاء مدينة القدس موحدة وتحت السيادة الاسرائيلية.
وتعهدت اسرائيل بالحد من النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية لمدة أربع سنوات وهي الفترة الممنوحة للجانب الفلسطيني كي يقر الدخول في مفاوضات مع الجانب الاسرائيلي لتطبيق الخطة.
لكن وحتى قبل أن تطأ قدم نتنياهو أرض اسرائيل عائداً من واشنطن، أعلن أنه سيقدم اقتراحاً إلى الكنيست الاسرائيلي لضم منطقة وادي الأردن الاستراتيجية ومستوطنات الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل من جانب واحد.
وستكون للدولة الفلسطينية التي ستقام بموجب الخطة عاصمة تحمل اسم القدس في اي مكان آخر لكن لا علاقة له بمدينة القدس التي ستبقى موحدة وتحت السيادة الاسرائيلية وعاصمة لها، وستضم العاصمة الفلسطينية بعض الضواحي النائية من القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل عام 1967.
أما فيما يتعلق بالحرم الشريف في القدس فسيبقى الوضع كما هو وستواصل إسرائيل حماية الأماكن المقدسة في القدس وضمان حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين واليهود والديانات الأخرى، ويحتفظ الأردن بموجب الخطة بمسؤولياته على المسجد الأقصى في القدس.
على الصعيد الاقتصادي، أوضح ترامب أن مليون فرصة عمل جديدة ستخلق للفلسطينيين في حال قبولهم بتنفيذ الخطة، كما سيتم خفض معدل الفقر إلى النصف، مما سيؤدي إلى رفع الناتج القومي الإجمالي للاقتصاد الفلسطيني مع توفير 50 مليار دولار للإنفاق في مشروعات للبنية التحتية والاستثمار على مدى 10 سنوات لكل من الدولة الفلسطينية وجيرانها الأردن ومصر ولبنان.
ولن يسمح للدولة الفلسطينية انشاء أو تشغيل ميناء في غزة في المرحلة الأولى، وبدلاً من ذلك ستوفر اسرائيل عبر مينائي حيفا واشدود المنشآت الضرورية لاستيراد وتصدير السلع والمواد لصالح الدولة الفلسيطينية خلال السنوات الخمس الاولى وبعدها يمكن للدولة الفلسطينية إقامة مرفأ في غزة بعد الوفاء بالمتطلبات الأمنية لدولة إسرائيل، وسيتم ربط قطاع غزة بالضفة الغربية عبر نفق.
وتتحدث الخطة التي تقع في 181 صفحة ونشرها البيت الابيض على موقعه بعنوان “السلام على طريق الازدهار” لأول مرة عن موضوع “اللاجئين اليهود” ويقصد به اليهود الذين كانوا يعيشون في الدول العربية قبل إقامة دولة اسرائيل عام 1948 وهجرة عدد كبير منهم إلى إسرائيل أو غيرها من الدول.
وتقول الوثيقة إن الصراع العربي الاسرائيلي خلق عددا متساويا تقريباً من اللاجئين الفلسطينيين واليهود، وتؤكد أن اليهود الذين فروا من الدول العربية عانوا مثل أقرانهم الفلسطينيين.
وتؤكد الوثيقة على رفض أي عودة للاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل واسقاط أي مطالب مستقبلية بالتعويض، وكل لاجىء فلسطيني لا يتمتع بحقوق المواطنة في أي بلد أمامه ثلاثة خيارات: العودة إلى الدولة الفلسطينية الجديدة وتبعا لقدرات الدولة أو منحه حق الاستقرار في البلد الذي يقيم فيه وبناء على موافقة البلد أو إدراجه ضمن برنامج توزيع اللاجئين الفلسطينيين على الدول الراغبة الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي بحيث تقبل كل دولة استيعاب خمسة آلاف لاجىء سنويا وعلى مدار عشرة أعوام.