المواطن/ كتابات ـ د. محمد المخلافي
الأيام القليلة الماضية من عام ٢٠٢٠م تظهر أحداثها بأن هذا العام سوف يشهد إنتحار السياسة الإيرانية في العالم العربي وهزيمة أذرعها العسكرية، إذ صارت تزج بهذه الأذرع في معارك ضد شعوبها تنفيذاً لأوامر قيادة إيران المعلنة ضد العراقيين المطالبين بتحرير العراق من إيران والذين رفعوا شعار “إيران بره بره”، ولمواجهة إنتفاضة الشعب اللبناني ضد نظام الطائفية التي تغذيه إيران علاوة على تغذية حروب اليمن وسوريا، وبمقتل قائد هذه الأذرع العسكرية قاسم سليماني فقدت السياسة الإيرانية قدرتها على المناورة والمواربة والمخاتلة والمكر والدسيسة، وذلك بدفعها بقادة المليشيات الموالية لها- حكام العراق اليوم الى أن يتقدموا صفوف مظاهرات مليشيات الحشد الشعبي وإطلاقهم على هذه المظاهرات “شعب الحشد”، وكان شعار شعب الحشد “أمريكا بره بره وإيران حره حره”.
إذاً شعار إخراج أمريكا من العراق ليس من أجل حرية العراق لأن العراق في نظر إيران لم يعد موجوداً وإنما الموجود هو شعب الحشد، وإنما من أجل أن يكون لإيران الحرية المطلقة لتعمل ما تشاء في هذه الأرض.
وتمادياً بالأستخفاف بشعوب العالم العربي تعلن إيران بأنها ستنتقم من أمريكا بدماء اليمنيين واللبنانيين والعراقيين. اليست هذه سياسة إنتحار؟ وهل جبين تاريخ العرب يتحمل عاراً أكثر من هذا ؟ وبمقابل هذه السياسة الإنتحارية هناك الصلف والطيش التركي، الذي يعلن تبعية التنظيمات الجهادية السورية له ويرسلهم للقتال في ليبيا ، ويعلن تحديه للعالم العربي والعالم أجمع بموافقة البرلمان التركي على قرار أردوغان بغزو ليبيا.
ألا يحق لنا أن نتفاءل بأن التيارات المتأسلمة في إيران بقيادة علي خمينائي-تركي الأصل وفي تركيا بقيادة طيب أردوغان قد أوصلتا الدولة الإيرانية والتركية إلى حافة الفشل! وأن عام ٢٠٢٠م سيشهد إعلان هذا الفشل وأقله سقوط سياستهما وأذرعهما في عالمنا العربي سوريا والعراق و لبنان واليمن وليبيا .
د.محمد المخلافي