المواطن/ كتابات ـ فهمي محمد
في يوم 2016/11/16م لاحت في خاطري أفكار وقِراءة تربط بشيء من المقارنة بين حضور العميد الركن عدنان الحمادي وبين عبد الرقيب عبدالوهاب ، قائد النصر في معركة السبعين يوم، على إثر ذلك أقدمت على كتابة ثلاث حلقات تحت عنوان ” رسالة من عبدالرقيب عبدالوهاب إلى عدنان الحمادي ” نشرتها في صفحتي دون أن يتبعها نشر الحلقة الرابعه والأخيرة التى كانت مخصصة للحديث عن نهاية مشابهه للعميد عدنان الحمادي على غرار تلك التي حدثت للقائد الرمز عبد الرقيب عبدالوهاب ، بعد أن شكل حضور هذا الأخير ودوره القيادي في معركة السبعين ، حالة وطنية خالصة ورمزية إستثنائية .
لم يتم يومها نشر الحلقة الرابعة بسبب أن أحد القادة السياسيين في تعز ( أ ، ع ) كتب إلي رسالة تقول أن هذه الكتابات تعمل اليوم على خلق خصومه لا وجود لها داخل الجيش في تعز …
بعد ذلك لم اكتب يوماً عن القائد عدنان الحمادي ولم أكن من المتحمسين للحديث عن الرجل أثناء حياته وعن دوره رغم إستحقاقه لما هو أكثر من الحديث أو الكتابة ، لكن قناعتي كانت على الدوام تقول بكل بساطة أن عدنان الحمادي ( الوحيد من بين أقرانه العسكريين ) هو القائد العسكري المناسب في المكان المناسب ، لا سيما وهو يؤدي في هذه الظروف دوراً وطنياً يرى فيه القائد الحقيقي ( على شاكلة عبد الرقيب وعدنان ) واجب لا مفر من القيام به ، تجاه الوطن والشعب ، وتلك مهمة القائد الحقيقي الذي يشكل لحظة حضوره حالة إستثنائية وطنية في معركة التحولات الحرجة بل نقطة ضوء في الزمن الصعب حين تجتاح الأوطان موجات من ظلام الماضي كما هو الحال في اليمن .
العميد عدنان الحمادي المخلوق في ريف تعز من طينة وطنية خالصة لم يكن بأي حال من الأحوال يسعى من وراء حضوره ودوره الوطني في معركة التحرير تقديم مادة للكتابات السياسية أو للجدل والمناكفات في وسائل التواصل الإجتماعي ، بل على العكس من ذلك كان وحده يدرك أكثر من غيره الذين لم يرق لهم حضوره الوطني في تعز ، وحتى من محبيه الخاشعين حتى ثمالة اللاوعي في محرابه ما هو الهدف الذي يجب أن نصل إليه جميعاً في تعز وما هي الطريق التى يجب أن نسلكها جميعاً للوصول إلى هذا الهدف الكبير الذي يستحيل أن نصل إليه ما لم يكن القائد في هذه المعركة المفصلية مؤهل – في دوره النضالي والقيادي – للتعاطي مع الأهداف الكبرى { الوطن } بمسؤولية تامة
كثيرين من القادة العسكريين والسياسيين وحتى المشايخ خاضوا معترك النضال في تعز إلى جانب العميد عدنان الحمادي بعد أن أطلق هذا الأخير في تعز طلقته الأولى التى أعلنت من مؤخرة اللواء 35 ميلاد ثورة مسلحة في وجه الإنقلاب – العسكري المليشاوي – على المشروع الوطني ، لكن ما ظل يميز هذا القائد الوطني على الدوام قدرته المتماسكة في الحفاظ على شرفه العسكري ومسؤوليته القيادية تجاه أفراده والمجتمع بشكل عام ، بل وقوفه الدائم على مبدأ الحياد الوطني في وجه الإستقطاب السياسي الذي كان ومايزال يعمل على إعاقة بناء جيش وطني مكتمل الأركان والشروط في تعز .
وبغض النظر عن حقيقة مقتله أو إغتياله سياسياً ، ومن المستفيد من رحيله ، فإن المؤكد أن العميد عدنان الحمادي غادر عالمنا بعد أن اسقط كل الرهانات وأثبت أنه القائد العسكري الوحيد الذي يحترم بزته العسكرية ويرى في رتبه المحمولة على الأكتاف رقيب وعتيد على شرفه العسكري وعلى مسؤوليته القيادية ، لذلك فقد الوطن برحيله ما لم نقدر على تعويضه في هذه الظروف .
رحم الله القائد العميد عدنان الحمادي.