المواطن / الخليج
قال مسؤول عسكري أميركي امس الاثنين إن قطر والكويت أبلغتا الولايات المتحدة إنهما ستنضمان إلى تحالف بحري تشكل بقيادة واشنطن ردا على سلسلة من الهجمات على ناقلات نفط.
وقال الكولونيل جون كونكلين رئيس هيئة أركان التحالف إن “قطر والكويت أبلغتنا بالفعل بأنهما ستنضمان ومن ثم فالأمر مسألة وقت”.
وعلى عكس الكويت التي كانت مشاركتها ضمن التحالف البحري الدولي متوقعة، يبدو موقف قطر مراوغا وعلى اتخذ مضض تزامنا مع بحثها لإنهاء العزلة التي تعيشها منذ 2017 بعد المقاطعة الرباعية من جيرانها الخليجيين.
وتتهم دول المقاطعة الأربع وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قطر بدعم الإرهاب والتقارب مع إيران المتهمة بعمليات استهداف أمن الملاحة في مضيق هرمز والمنشآت والسفن النفطية في المنطقة.
وبدأ تحالف الأمن البحري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية الملاحة في الخليج، مهامه الرسمية خلال الأسبوع الأول من نوفمبر الجاري من البحرين، ومن المقرّر أن تشمل منطقة هذه المهمة البحرية مياه الخليج مرورا بمضيق هرمز نحو بحر عمان ووصولا إلى باب المندب في البحر الأحمر.
وعطلت هجمات إرهابية تمت في الأشهر الأخيرة صادرات النفط بالخليج التي تمر من مضيق هرمز وألقت الولايات المتحدة والسعودية ودول غربية باللوم فيها على إيران.
ويقول مراقبون للشأن الخليجي أن قطر لم يعد أمامها سوى الالتزام بموقف موحد مع دول المجلس الخليجي ومصالحها، حيث تطلبت المحاولات التي قادتها الكويت والولايات المتحدة لحل الأزمة موقفا رسميا من الدوحة يؤكد التزامها بالمشاركة في الجهود الخليجية والإقليمية والدولية الرامية للتصدي لإيران ووكلائها في الدول العربية وحماية أمن المنطقة من أعمالهم الإرهابية المهددة للاستقرار.
وأظهرت التطورات الإقليمية الناجمة عن التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران بعد الهجمات التي استهدفت منشآت أرامكو السعودية في أيلول/سبتمبر الماضي، ثمن التعنت القطري الذي سمح لإيران بتهديد أمن المنطقة واستقرارها.
علاوة على ذلك يتوجس النظام القطري حاليا من تبعات تقرير الاستخبارات الإيرانية الخطير الذي نشرت عن تفاصيله وسائل إعلام عالمية الأسبوع الماضي، وكشفت فيه عن علم الدوحة بالهجمات الإيرانية على الملاحة الدولية في مياه الخليج، وخاصة على استهداف شركة أرامكو النفطية السعودية.
وحسب شبكة فوكس نيوز الأميركية التي اطلعت على التقرير الاستخباراتي، كانت لدى قطر معلومات عن هجوم الحرس الثوري الإيراني على ناقلات نفط سعودية ونرويجية قبالة ساحل الفجيرة الإماراتي والذي تم في مايو الماضي.
ويضيف التقرير أن الدوحة لم تخبر حلفاءها الغربيين بهذه المعلومات، رغم أنها تستضيف قاعدة عسكرية أميركية.
وبرزت منذ الأسبوع الماضي مؤشرات عن حل قريب قد يعيد الدوحة للبيت الخليجي إذا أثبتت جديتها في تنفيذ شروط الدول المقاطعة لإعادة العلاقات معها، وبينها خفض العلاقات مع إيران، وإغلاق قناة “الجزيرة” الفضائية، وإنهاء وجود قاعدة عسكرية تركية على أراضيها.
وبعد تراجعها في الفترة الأخيرة ولو نسبيا عن الحملات الإعلامية ضد دول الخليج قررت السعودية والإمارات والبحرين المشاركة في بطولة خليجي 24 التي ستقام غدا الثلاثاء في قطر، وهو ما أشار إلى احتمالية حدوث انفراجة في العلاقات الخليجية.
كما تتجه الدوحة للانصياع نحو التخلي عن دعمها لإيران بعد انكشاف علمها باستهداف طهران لأمن جيرانها عبر إعلان مشاركتها في التحالف البحري لاحقا، لتظهر أنها تجاوبت مع الوساطات التي أجرتها الكويت وواشنطن لرأب الصدع بين دول الخليج.
لكن يتسائل مراقبون عن مدى قدرة الإمارة الخليجية الصغيرة عن التخلي عن حليفتها تركيا التي تورطت معها في اتفاقيات عسكرية وأمنية خطيرة تخدم فقط مصالح سياسة إقليمية ثنائية وتهدد استقرار جيرانها والمنطقة بأسرها، في ظل سعي أنقرة لوضع قدم لها في الخليج وبسط نفوذها للتدخل في سياسات الدول وأمنها.
واستباق لأي قرار قطري يعود بالدوحة إلى عمقها الخليجي قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الاثنين بزيارة إلى قطر ليوم واحد ألقى خلالها خطابا من القاعدة التركية جنوب الدوحة، حيث تحدّث عن أهمية العلاقات بين تركيا وقطر التي تعزّزت منذ بدء المقاطعة الرباعية.
واستبعد ردوغان إغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر، التي كانت من بين الشروط التي تطالب الدول المقاطقة قطر بتنفيذها لإعادة العلاقات معها.
وبحسب وكالة الانباء القطرية الرسمية، فإن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي ترأّسا اجتماع الدورة الخامسة للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين، واتّفقا على تعزيز التعاون في مختلف المجالات، وبينها المشاريع المرتبطة باستضافة نهائيات بطولة كأس العالم 2022 وهو مؤشر يضع الدوحة في مأزق جديد.