المواطن/ تقرير- محمد عبدالإله
تزايد خلال الأيام الماضية عدد الضحايا المدنيين، جراء الرصاص الراجع الذي يعود من الجو، بسبب كثافة إطلاق النار في الأعراس والتي أعتاد اليمنيون احياء حفلاتها بالتزامن مع احتفالات العيد.
إطلاق الرصاص لطالما كانت عادةً يمنية قديمة للإعلان عن الفرح، لكنها تتجدد مع أجيال أصبح فيه حمل السلاح بالنسبة لهم تفاخر، فأصبح إطلاق الرصاص يوماً بعد يوم، لكنها لم تكن بهذه الكثافة، كثافةً أسقطت من الأبرياء كثيراً، ويبقى القاتل مجهولاُ، في ظل سلطة غائبة تماماً، وبلداً أنهكته الحرب منذ خمسة أعوام.
العديد من الأرواح حصدتها رصاص مجهولة الهوية تتساقط من السماء، وسببت للبعض إعاقات وإصابات خطيرة، ساهم في تفشي هذه الظاهرة التي أودت بحياة الكثيرين من المدنيين انتشار حمل السلاح بصورة عشوائية حتى من قبل الأطفال والقاصرين.
التقارير الطبية تتحدث عن عدد القتلى بالمئات، والعديد من الإصابات الخطرة، لعدد الضحايا من يسقط براجع من الرصاص، ولكن الأرقام بالمئات سنوياً، ما يشي بمعضلة كبيرة في مجتمع قبلي غالبيته مسلح.
لا قوانين رادعة، ولا حملات توعية للجم هذه الظاهرة في اليمن، لعلها تجد نوعاً من تغيير ثقافة متأصلة لشعب غارق في ثقافة القبيلة.
شهر عسل خلف القضبان ” مع كل عريس قتيل” في هذا العيد في تعز وأريافها لقد حصدت الرصاص الراجع العشرات من الأبرياء، وقريتي شاهدةً على ذلك، وتحول الأعراس إلى مأتم.
ظاهرة إطلاق النار في الأعراس كانت محصورة في الأرياف، ولكن الآن عادت وبقوة إلى المدن وبات حمل السلاح مصدر تفاخر، وانه لم يعد الامر يقصر على رصاصة اورصاتين أو ثلاث بل يستخدم في الاعراس جميع انواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والمعدلات.
وفي تعز أيضاً، هذه الظاهرة لم تثير جدلاً واسعاً في أوساط المجتمع، ولا حتى السلطة المحلية، وأصبح إطلاق النار فيها عادةً واجبة واسعة الانتشار.
الرصاص الراجع، طالت جل شيء، حتى النازحون وجدوا الرصاص الراجع في مخيماتهم، ووجدوا أنفسم في مواجهة أكثر خطورة.