المواطن / متابعات
حذر خبراء من أن ناقلة نفط متداعية تحمل أكثر من مليون برميل من النفط الخام قد تنفجر قبالة سواحل اليمن مما قد يسبب أحد أكبر الانسكابات النفطية فى العالم.
وقالت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إن المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين يسيطرون على ميناء البحر الأحمر القريب، رفضوا مرة أخرى وصول فريق فني إلى ناقلة النفط المتداعية “صافر”.
وترسو السفينة المملوكة لليمن قبالة رأس عيسى، وكانت في وقت من الأوقات منصة بحرية لتحميل السفن بالنفط الخام من خط أنابيب قريب قادم من محافظة مأرب الوسطى.
ووصف الخبراء السفينة بانها قنبلة موقوتة، قائلين إنها معرضة لخطر الانفجار بسبب التراكم الخطير للغازات المتطايرة التى تطلق من البترول الذى تحمله، وعدم صيانة السفينة. كما تتفكك السفينة بسبب تأثير المياه المالحة، وقال راسل جيكى المتحدث باسم مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للامم المتحدة لصحيفة الاندبندنت اليوم الثلاثاء إن الأمم المتحدة مازالت “تشعر بقلق عميق إزاء التهديد البيئي” الذى تشكله الناقلة المتهالكة.
“ولا تزال التصاريح معلقة ولا تزال المناقشات مستمرة لتأمينها. والأمم المتحدة على استعداد لنشر فريق فني بمجرد إصدار التصاريح اللازمة”.
وكان مارك لوكوك، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، قد قال يوم الخميس إنه على الرغم من أن الحوثيين يطلبون المساعدة من الأمم المتحدة ويعدون بتسهيل العمل، فإنهم يواصلون تأخير اجراءات الوصول.
واضاف ان السفينة “معرضة لخطر تسرب ما يصل الى 1.1 مليون برميل نفط إلى مياه البحر الاحمر”.
وقال في اجتماع لمجلس الأمن في 18 تموز/يوليو إن “فريق التقييم التابع للأمم المتحدة كان يعتزم زيارة الناقلة الأسبوع المقبل، لكن التصاريح اللازمة لا تزال معلقة لدى السلطات (الحوثية).”
وأضاف أن “المناقشات مستمرة لحل هذا الأمر في أسرع وقت ممكن”.
وتقول الأمم المتحدة والخبراء إن هناك حاجة إلى تقييم عاجل للسفينة التى من المفترض أن تخضع باستمرار إلى ذلك.
كما يجب حقن الغازات الخاملة في المجال الجوي في غرف النفط في السفينة لوقف تراكم الغازات المتطايرة ومنع وقوع كارثة.
وقال إنه فى ابريل بدأت قطع من السفينة فى الخروج عن الخدمة بسبب التآكل، مما يعنى أن السفينة قد تكون عرضة للانشطار إلى نصفين.
وقال الدكتور إيان رالبي، الخبير البحري والأمني الذي يرأس شركة (I R Consilium) التي درست حالة الناقلة، إنه وفقاً لمصادره في اليمن كانت آخر مرة تم فيها إدخال الغازات الخاملة في غرف السفينة في يونيو/حزيران 2017.
وحذر من أنه إذا انفجرت، فإن ذلك سيخلق كارثة بيئية تمتد عبر شواطئ اليمن إلى المملكة العربية السعودية وحتى اريتريا والسودان وحتى مصر.
وأضاف أن الناقلة نفسها مرتبطة بخط أنابيب (رأس عيسى – مأرب) الذي قال إنه يحتوي على مليون برميل إضافية من النفط الخام يمكن أن تتسرب أيضاً إلى البحر.
وقال في حديث لصحيفة “ذي اندبندنت” “أنتم تتحدثون عن واحدة من أكبر الانسكابات النفطية في التاريخ”.
وأضاف أن “تسرب مليوني برميل من النفط من المحتمل أن يقتل كل الشعاب المرجانية في البحر الأحمر”.
وقال دوغ وير، من مرصد الصراع والبيئة الذي أثار قضية الناقلة لأول مرة في العام الماضي، إن في قلب هذه القضايا ما يقدر بنحو 80 مليون دولار (64.3 مليون جنيه استرليني) هي قيمة النفط الخام على متن السفينة.
ويريد الحوثيون الذين يعانون من ضائقة مالية ضمانات للحصول على عائدات النفط، مما يفسر ترددهم في السماح بالوصول إلى الناقلة، أو سحبها بعيداً.
وكان من المفترض أيضاً أن تكون الناقلة جزءاً من اتفاق الانسحاب في موانئ البحر الأحمر الرئيسية المبيّن في اتفاق السلام الذي وقعه كل من الحوثيين والحكومة المعترف بها والمدعومة من السعودية في ستوكهولم العام الماضي.
وفي الأسبوع الماضي، دقت الحكومة اليمنية المعترف بها ناقوس الخطر في شريط فيديو نشروه على موقع تويتر.
“يجب أن يتم التعاون في موضوع الناقلة، ولكنها لا تزال موضع جدال شديد. وإذا لم تتمكن الأمم المتحدة من إجراء التقييم الفني، فإن ذلك لا يترك الكثير من الأمل في حل الأزمة”.
وقال إن كارثة اكسون فالديز السيئة السمعة قبالة ساحل (ألاسكا) شملت 260 الف برميل، وهو جزء صغير مما يعتقد أن الناقلة “صافر” تحتوي عليه. وترسو قبالة رأس عيسى بالقرب من واحدة من المناطق البحرية المحمية القليلة في اليمن.
وأضاف السيد وير قائلاً: “يمكن أن يدمر النفط المنسكب شواطئ تعشيش السلاحف وأشجار المانغروف الضرورية لدعم مصايد الأسماك المحلية والشعاب المرجانية والتأثير على صناعة صيد الأسماك المحلية.
وقال الدكتور رالبي إنه حتى لو لم يمتد الانسكاب النفطي عبر البحر الأحمر بأكمله، فإن الضرر الذي يلحق بالتنوع البيولوجي البحري والحياة البحرية “سيكون مروعاً” وأن السياحة في البحر الأحمر “ستنهار”.
وبالإضافة إلى ذلك، حذر من أن مشكلة عملية التنظيف الصعبة ستواجه الحوثيين والسلطات اليمنية والسعوديين، المنشغلين أساساً في خوض الحرب وبالتالي يجب أن يعملوا معاً.
ومن شأن ذلك أن يبطئ حركة المرور البحرية القادمة عبر مضيق باب المندب إلى قناة السويس، التي تعد من أكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم.
وأضاف “أنها ستكون مأساة للاقتصاد العالمي”.
ويخوض المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران حرباً مدمرة مع الحكومة المعترف بها المدعومة من الخليج بعد أن سيطروا على البلاد في عام 2015.
وقد شنت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها في الخليج حملة قصف بعد بضعة أشهر لإعادة الحكومة الشرعية إلى السلطة مرة أخرى.