المواطن/ خاص
قالت مجلة امريكية ان نساء اليمن هن من من يقومن برعاية عائلاتهن، وذلك تاثرا بالحرب الدائرة في البلاد.
واشارت مجلة بورجن الأمريكية، في تقرير لها ترجمه “الموقع بوست” إن النساء والأطفال في اليمن، تأثروا من الحرب بطريقة مختلفة عن غيرهم في البلاد، لأن العديد من الرجال قد قُتلوا أو أصيبوا في الحرب، فقد اضطرت النساء إلى تولي أدوار الزوج أو الآباء في أسرهن.
وأضافت، أن هذا يعني أن الزوجات والبنات الصغيرات هن من يقدمن الرعاية الأساسية لعائلاتهن إلى جانب كونهن من يأتين بالمتطلبات الأساسية.
وتابعت المجلة “مع هذا العبء الإضافي، تشكل النساء والأطفال 76 في المائة من النازحين داخلياً، وهناك حوالي ثلاثة ملايين من النساء والفتيات الصغيرات معرضات لخطر العنف القائم على النوع. كما ارتفعت معدلات زواج الأطفال إلى حوالي 66% في اليمن. كان لهذه الأزمة الإنسانية تأثير كبير على النساء والفتيات الصغيرات.
وتقول، المجلة، التي تعد منصة تابعة لمشروع بورجن الذي يهدف تسليط الضوء على قضايا الفقراء، إن النساء والفتيات الصغيرات دفعن ثمن الحرب والأزمة الإنسانية في اليمن، إلا أنه ليس لهم صوت كبير عندما يتعلق الأمر بالشؤون السياسية. على المستوى العالمي، المرأة ممثلة تمثيلاً ناقصاً إلى حد كبير في العمليات السياسية.
ووفقاً لميلاني فيرفير التابعة لموقع فورن بوليسي:”تشكل النساء 2 في المائة فقط من الوسطاء و5 في المائة من الشهود والموقعين و8 في المائة من المفاوضين”. وهذا التمثيل الناقص خطير بشكل خاص في بلدان مثل اليمن حيث تتأثر النساء والفتيات الصغيرات أكثر من الفقر والحرب.
وبحسب تقرير بورجن، الذي ترجمه “الموقع بوست”، فإن ما لا يقل عن عشرة ألف مدني، قتلوا أثناء الحرب، وحوالي 14 مليون شخص على وشك المجاعة. أحد الحلول الفريدة التي يمكن أن تساعد في إصلاح بعض هذه الأضرار هو مساعدة النساء على المشاركة بشكل أكبر في الحكومة اليمنية.
وقدمت المادة الصحفية، بعض المعلومات الأساسية عن الحرب في اليمن والأزمة الإنسانية إلى جانب بعض الأفكار حول كيف يمكن للمرأة إصلاح اليمن.
وتظهر الأبحاث أنه عندما تشارك المرأة أكثر في القرارات السياسية، هناك زيادة في إحتمال التوصل إلى إتفاق دائم. حللت الدراسة 82 اتفاقية مختلفة تفاوضت عليها النساء، منها 42 صراعًا مسلحًا.
وقد ثبت أيضاً أنه عندما يتم تنفيذ المساواة بين الجنسين، تكون معدلات الصراع أقل داخل البلدان الأخرى وفيما بينها.
وتبين أنه عندما يتم انتخاب النساء في شكل ما من أشكال المناصب السياسية، فإن قضايا مثل الرعاية الصحية والتعليم والحماية الاجتماعية والصرف الصحي تعتبر جميعها من الأولويات. تؤخذ هذه القضايا على محمل الجد أكثر عندما يتم انتخاب النساء في مناصب لأن هذه هي المشاكل التي تؤثر على النساء والأطفال الصغار بشكل كبير.
ونقلت المجلة، عن الناشطة اليمنية رشا جرهم ناشطة، قولها إن حقوق المرأة يجب أن تؤخذ بجدية أكبر في اليمن وأنه يمكن أن تحل بعض القضايا. تقيم حالياً رشا في جنيف، بعد أن فرت من اليمن بعد اندلاع الحرب في عام 2014. ومع ذلك، فهي ما زالت تتعامل مع العديد من القضايا في اليمن. رشا هي مؤسسة مبادرة مسار السلام، وهو البرنامج الذي يخلق مساحة لمساهمات النساء والشباب ومنظمات المجتمع المدني لمناقشة عمليات السلام.
ونقلت عنها مبادرة نوبل للمرأة أهمية الدور الذي تلعبه المرأة، خاصة في أوقات الأزمات، حيث قالت:”عندما تكون في الحضيض، هناك طريقة واحدة فقط للوقوف مجدداً،أعتقد أنه يمكن تحقيق سلام حقيقي ومستدام وشامل في اليمن وأعتقد أن الحل يكمن حقاً في أيدي النساء”.
وتضيف “نظراً لأن وجهة نظر المرأة في التفاوض على السلام قد نجح في العديد من الحالات، فمن المؤكد أنه يجب أن يكون جزءاً من الأزمة في اليمن”.
مستقبل اليمن
واعتبرت مجلة بورجن، إن الأزمة الإنسانية في اليمن هي قضية صعبة للمناقشة. كان هناك الكثير من الدمار في البلد والذي أثر بدوره على ملايين الناس في السنوات الأخيرة. لحسن الحظ، هناك بعض الخيارات التي يمكن أن تساعد في حل بعض الأضرار التي حدثت.
وذكرت أنه عندما تُعطى المساواة بين الجنسين أولوية وعندما يتم إنتخاب النساء في مناصب ليس فقط لتمثيل أفضل في حكومة بلد ما ولكن يتم أيضاً معالجة القضايا المهمة.
وختم التقرير بالقول “إذا كان للمرأة صوت أكبر في الشؤون السياسية في اليمن وتمكنت من معالجة قضايا مثل الرعاية الصحية والتعليم، فسوف ترى البلاد كيف يمكن للمرأة إصلاح اليمن”.