المواطن / تعز
طالب مجلس جامعة تعز في بيان له امس الخميس، بإقالة ومحاسبة قيادات عليا بالمحافظة لتمردها على الأوامر القضائية بنقل المتهمين بجريمة محاولة اغتيال رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ محمد الشعيبي، إلى النيابة الجزائية بالعاصمة المؤقتة عدن.
وجاء البيان بعد أن عقد المجلس اجتماعا استثنائيا بمكتب رئيس الجامعة، صباح امس الخميس؛ لمناقشة التطورات الخطيرة المتعلقة بجريمة محاولة اغتيال الأستاذ الدكتور/ محمد الشعيبي رئيس الجامعة، والتي أدت إلى إصابته بجروح بالغة، ومقتل مرافقه الشخصي الشهيد موفق الشميري، إثر اعتراض سيارته من قبل مسلحين يتبعون اللواء 170 دفاع جوي شرعية، في جولة وادي القاضي بالمدينة، عقب مغادرته مكتبه بالجامعة نهاية العام 2018م.
وبحسب الدائرة الإعلامية لجامعة تعز، طالب المجلس في بيانه “رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس القضاء بإقالة ومحاسبة كل المسؤولين المعنيين في السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والقيادات العسكرية والأجهزة القضائية بالمحافظة؛ بسبب تقصيرهم بالقيام بواجباتهم تجاه القضية بعدم القبض على بقية أفراد العصابة وعدم نقل الجناة إلى النيابة الجزائية المتخصصة في عدن؛ تنفيذا للأوامر القضائية والتوجيهات العليا، وتمردهم على كل تلك الأوامر والتوجيهات ليس فقط بتقاعسهم ومماطلتهم في تنفيذها بل بإقدامهم مؤخراً على إطلاق سراح أحد الجناة من السجن بدلا من نقلهم إلى السجن المركزي بعدن، بحجج واهية دون أدني احترام لمكانة وهيبة القضاء أو استشعار بحجم الجريمة النكراء التي أدت الى إزهاق روح بريئة على يد تلك العصابة المدللة”.
وشدد على ضرورة محاكمة منفذي جريمة إطلاق سراح الجناة، مؤكداً على أن “تقاعس الأجهزة الأمنية والعسكرية بالمحافظة، في تنفيذ توجيهات قيادة الحكومة وأوامر القضاء طيلة هذه المدة مؤشر خطير ينم عن تواطؤ قيادات عسكرية وأمنية نافذة مع أفراد العصابة المحسوبين على أجهزتها التي يعول عليها حماية المواطنين ورجال الدولة”.
وعد المجلس هذا التمرد “محاولة لنشر الفوضى وفرض منطق القوة على حساب منطق القانون، وتقويض أي جهود للانتصار لقيم الدولة والمدنية، خاصة بعد أن أقدمت تلك القيادات على إطلاق سراح أحد المتهمين الأساسيين في الجريمة وهو المدعو/ عدنان عبدالله مقبل من السجن المركزي مؤخراً، ليلتحق ببقية أفراد العصابة التي تجوب شوارع المدينة أمام أنظار الأجهزة الأمنية، دون ادنى اكتراث لأوامر القبض القهرية ضدها”.
واعتبر البيان هذا التواطؤ والعبث الخطير الذي وصلت إليه السلطة المحلية والأجهزة الأمنية، والقيادات العسكرية، والأجهزة القضائية في المدينة “استهتارا كبيرا بمكانة الجامعة ودورها الريادي في تطبيع الحياة التعليمية والمدنية في تعز، كما يستهدف تعطيل الإجراءات الطارئة التي قامت وتقوم بها الجامعة لمواجهة وباء كورونا وإفشال جهود طواقمها الطبية والفنية التي جهزتها لمواجهة هذا الوباء الخطير”.
وحمل “السلطة المحلية والأجهزة الأمنية، والقيادات العسكرية، والأجهزة القضائية في المدينة، المسئولية الكاملة عن أي تداعيات قد تنجم عن هذا التواطؤ المؤسف الذي بلغ مداه بعملية تهريب قاتل من السجن، حد قوله، ملوحا بأن المجلس يحتفظ بحقه في اتخاذ الخطوات التصعيدية المناسبة حيال استمرار هذا الاستهتار والعبث”.
وقال: أن “هذه الجريمة قد استهدفت رمزا من رموز تعز العلمية والثقافية، ورجل دولة من الطراز الرفيع نهض بواجبه الوطني في ظرف استثنائي تخلى فيه الكثير عن أقل واجباتهم، ونجحت الجامعة بفضل قيادته الحكيمة في تجاوز آثار الحرب، واستطاع بهمته وحنكته تطمين كافة منتسبي الجامعة النازحين خارج المدينة وإقناعهم بالعودة للعمل، ومبادرته لدخول مركز الجامعة عقب تحريره مباشرة مع كوكبة من المخلصين، والضغط لاستلام مقر الجامعة بكافة مبانيه رغم التحذيرات من خطورة الوضع”.
وأشار إلى “أن تلك المبادرة كان لها دور كبير في الحفاظ على ممتلكات الجامعة، واستعادة دورها التعليمي والتنويري بإمكانياتها الذاتية المتواضعة دون أي دعم حكومي يذكر، وعمل بكل جد وإخلاص من أجل استعادة الحياة العلمية وكسر إرادة الموت والتجهيل – التي كانت تحاصر المدينة – وتطبيع الأوضاع الحياتية بالمدينة، وخلق إرادة جديدة للحياة فيها وسط ركام آلام الحرب وآثارها النفسية”.
وطالب المجلس “بسرعة القبض على الجناة وإرسالهم إلى النيابة الجزائية المتخصصة في عدن ، باعتبارها المختصة قانونا بالنظر في هكذا جرائم جسيمة، وتنفيذاّ للأوامر القضائية والتوجيهات العليا المتعلقة بهذه القضية”.
وخاطب “القيادة السياسية باحترام توجيهاتها وإلزام الجهات المعنية بتقديم كافة التسهيلات، وإجراءات الحماية اللازمة لرئيس الجامعة لممارسة عمله من داخل الجامعة بعد تماثله للشفاء، أسوة بمن هم أقل منه مكانة، كأقل تقدير لتكريم قامة رسمية مسئولة بحجم الأستاذ الدكتور محمد الشعيبي، الذي عمل بكل شجاعة وهمة في ظل غياب الدولة وفوضى انتشار السلاح في المحافظة”.
وناشد “المؤسسات الأكاديمية والمنظمات النقابية والحقوقية والسياسية والثقافية في تعز خصوصاً واليمن عموماً بإدانة واستنكار هذا التطور الخطير في مجريات الجريمة البشعة التي استهدفت العملية التعليمية بالمحافظة، والمشاركة في الخطوات التصعيدية التي ستتخذها الجامعة لإسنادها في معركتها المصيرية في صناعة الحياة في هذه المدينة المنكوبة، وانتصار العلم على السلاح المنفلت الذي ينشر الموت والرعب ومحاصرة المدينة من الداخل لخدمة أجندة المليشيا التي تحاصرها من الخارج”.
وكشف المجلس عن تكليفه للجنة من بين أعضائه ومن المعنيين في الجامعة لمتابعة تطورات هذه القضية، وعقد مؤتمر صحفي في أقرب وقت ممكن لتوضيح كل ما يتعلق بهذه الجريمة والتطورات المتصلة بها للرأي العام المحلي والخارجي.