وسام محمد
المواطن – كتابات
القدر اللازم من التماسك النفسي الذي حصلت عليه منذ بداية الحرب _ وانا شخص ضعيف بالفطرة _ هذا القدر أدين في جزء كبير منه للمفكر سلامة كيلة.
كان صوته واضحا وهو يؤكد حتمية انتصار الثورات, الامر الذي كنت احتاج سماعه ولو كذبا. لكن سلامة كيلة لم يكتفي بقول ذلك بل جمع عصارة عمره وفكره وجعله في خدمة الثورات, تحليلا ودعاية وفكر.
من بين كل المفكرين العرب وغير العرب, لم يسبق لي ان قرأت اعمال شخص بهذا القدر بينما هو حي كما هو الحال مع سلامة كيلة.
ربما تعرفون ماذا يعني ان ثوراتنا كانت بلا دليل, بلا برنامج, وينقصها الكثير من الوعي. لعل هذا هو منبع الاحباط. بالنسبة لي عندما افكر بذلك كنت اتذكر على الفور كتابات ومؤلفات سلامة كيلة, وكنت ابتسم من قلب مطمئن. ما يتعلق بانجاز الخطوة الاولى كان قد تكفل بجزء كبير منها. تبقى فقط ان تتغير الاوضاع وهو ما سيحدث حتما, وعندها سيكون ثمة نهوض عام وسيذهب الجميع لقراءة هذا المفكر الذي احتفى بالثورات وكأنه في الثامنة عشرة من عمره. ولعل هذا يوضح ماذا يعني انك ماركسي.
ما قرأته خلال عامين سيقراه الناس في شهر وسيفهمونه وسيساعدهم على المضي قدما. ببساطة لأن حياتهم واحباطاتهم وتطلعاتهم تتضمنها هذه الكتابات. وما كان عصيا على الفهم سيكون واضحا عندما يعود النهوض مجددا.
لعل سلامة كيلة بموته هذا اراد ان يشدد على الفكرة التي مفادها انه على الثورين ان يستعدوا جيدا في تلك الاوقات التي يسود فيها الاحباط. حتى يصبحوا جاهزين عندما تتغير الاوضاع فجأة. ويبدو انه اختار التوقيت المناسب لتذكرينا بذلك, بالرغم من كل هذا الألم والفراغ الذي يتركه.