المواطن/ كتابات – سعد الصبري
بشوارع تعز التي يفوح منها السلام والحب، تتلطخ اليوم بروائح دماء الضعفاء الذين لاحول لهم ولاقوة ..
منازل تعز العتيقة من كان ينبثق من نوافذها البخور مرافقا للأغاني الأيوبية والتعزية العريقة، اليوم ينبثق صراخ النساء والأطفال صراخ في طياته الكثير من الوجع والخوف، والرجاء الباحث عن الطمأنينة والأمان..
جماعات الموت تُحرق الأرض والأنسان، وتتجبر في أرضِ السلام تعز، وتتمخطر بهمجيتها على موسيقى البكاء ودخان القنابل، ودموع الأطفال الذين كانوا يتوسلون لجماعات الموت أن يتركوهم وشأنهم وأن يتركوا لهم الحياة وبراءتهم ،لكنهم لايفرقون بين ذاك الطفل أو تلك العجوز المسنة، التي خذلها كل شئ ولم يتبقى إلا عصاها تتكئ عليها وتتأمل الدمار بعيونٍ أحتلتها الدموع، أوحتى تلك الحامل التي تخاف أن تخترقها رصاصاتهم وتؤذي الروح التي تسكن أحشائها.
يريدون أن يدمروكِ ياتعز ،وينتزعوا الحياة منكِ، لكنهم لن يستطيعوا مازلتِ شامخة وإن سالت في روابي حسنكِ بحور الدم ،صامدة أنتِ كصمودِ أرض يمدها الله بالقوة، بالرغم عن جميع المجرمين والعابثين.