المواطن/ خاص – مكين محمد
قدمت اعظم الخدمات وكان جزاءها الإهمال، هذا الحال ينطبق على الجريحة فاكهة أحمد محمد عبدالرحمن البالغة من العمر 41 عام من أهالي منطقة الشقب مديرية صبر الموادم بمحافظة تعز.
إمرأة لم تكسرها اصوات المدافع ورائحة البارود بل اتخذت من رجة الانفجارات موطئ ثبات تشد به عزم المقاتلين المكافحين من أبناء الشقب، وكانت بمثابة ألة تغذي مواقع مقاتلي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بالطعام والشراب وخدمات أخرى، رغم ما تعاني من وضع معيشي قاسي وانتماءها إلى أسرة فقيرة، اعتادت على جلف العيش ومعاناة الظروف الحياتية، والتي صنعت منها معدن فولاذي السلوك والصمود .
الجريحة “فاكهة” صنعت الطعام للمقاتلين حينما فر الكثير من أمام اصوات المدافع.
2018/11/5م كان موعد يتهدد دور اسنادي مهم للمقاتلين كانت تقوم به إمرأة الشقب فاكهة أحمد اثر تعرضها لانفجار لغم أرضي تسبب لها بإعاقة مزدوجة، حيث بتر قدمها الأيمن وتهشم ساق القدم الأيسر وساعدها الايمن، فلم تسلم عينيها حيث خلعت اليمنى وتضررت اليسرى بنسبة 80%، وبحاجة إلى منحة علاجية خارجية.
فاكهة مازالت تجاور معاناتها في مستشفى الصفوة العام لم تجد من الاهتمام مايليق بما قدمته للمقاتلين في جبهة الشقب، تاريخها يقول انها لم تخذل كل زوار منزل أسرتها من قيادات عسكرية وسياسية للحصول على خدمات وفرتها فاكهة في زمن خذلان الجهات الرسمية للجبهة والتي مازالت تجود بها السلطة الشرعية في المحافظة وقيادة الجيش الوطني وتهميش جبهة الشقب التي امتزح ترابها بروح فاكهة الصمود والكفاح، سلطة الشرعية بتعز لم تلتفت إلى معاناة فاكهة والمئات من النساء والأطفال الضحايا بسبب الحرب العبثية.
منحة علاجية خارجية هو كل ما تحتاجه المناضلة فاكهة والتي قدمت الخدمات المتنوعة لأفراد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الشقب، وتأمل فاكهة أن يتبقى لها جزء من نظرها بعد فقدانها إحدى عينيها وتضرر الأخرى بنسبة كبيرة، كما أنها بحاجة إلى زراعة عظم لقدمها الأيسر و تركيب طرف صناعي للقدم الأيمن وذلك بالسفر خارج البلاد بسبب عدم توفر تلك الخدمات الصحية.
أحد أبناء الشقب سرد لنا بعض ماقدمته الجريحة فاكهة، واهمها حسها الأمني عندما يغفله المقاومين ، فهي لا تتاخر في رفع البلاغات بالتحركات التي تقوم بها عناصر مليشيات الحوثي الإنقلابية، عملت أيضاً على صناعة الطعام و جلب الماء للمقاتلين وإيواءهم أثناء استراحة الافراد في أماكن آمنة بعيدة عن خطر القصف الحوثي، حتى أن الخدمات التي تقدمها فاكهة لم تتوقف بعد اصابتها، فعملت شقيقة فاكهة في سد الفراغ الذي كان يتهدد مهمة أساسية تقوم بها فاكهة من خلال صناعة الطعام وجلب الماء و الايواء و خدمات اخرى كثيرة تكرمت بها بكفاح نقي تنحني له الهامات.
تعامل الجهات الحكومية مع الجريحة فاكهة أحمد محمد عبدالرحمن وغيرها من المدنيين ليس بمستوى الإنسانية أو المسؤولية التي تقع على عاتقها، فلم تجتهد ولو بشكل بسيط في قضية الضحايا المدنيين ومعاملتهم أسوة بالجرحى العسكريين، تستخدم الجهات الحكومية مبرر انها مختصة بالجانب العسكري ولا تمتلك الصلاحية أو التوجيهات باستيعاب الجرحى المدنيين.
قضية الجريحة فاكهة وكل المدنيين بحاجة إلى مناصرة شعبية واجتماعية واسعة والضغط باتجاه ايجاد آلية عمل لتعويض الضحايا المدنيين في ظل ظروف معيشية صعبة تعيشه الأسر في تعز.
الحرب الدائرة في اليمن حصدت الآلاف من الضحايا الأبرياء من المدنيين بين قتيل ومعاق وجريح ومشرد، والاهمال يجمع بين كل ماذكر.