#تعز_2018
المواطن- تقرير : نجم المريري
” ما حدث كان خارج كل التوقعات التي أذكتها مخاوف الأعوام المنصرمة” تقول نجاح السفياني قبل أن تضيف: شكل تجاوب السلطة المحلية ومكاتبها التنفيذية التي عاودت عملها بصورة نشطة وجيدة خصوصا مكتب الصحة ،شكل دافعا قويا لنا لمعاودة العمل وتوسيع أنشطتنا في المدينة بشكل أكبر هذا العام.
تعمل نجاح السفياني منفذا مساعدا في منظمة مرسي كور، وعندما سألناها عن الانطباع العام الذي بلورته أنشطتهم الميدانية هذا العام (2018) في مدينة تعز لم تغفل نجاح أيضا رديفا مسانداً آخر والذي تصفه بـ “الصورة الذهنية الإيجابية التي تشكلت في الوعي المجتمعي عن جدوى المنظمات الإغاثية والإنسانية”، حد قولها.
تعز … فتوحات محاصرة
مدينة تعز اليمنية ، المدينة التي يرى مراقبون أنها موضوعة تحت مجهر محلي وأممي نتيجة الضخامة التي تُصاب وتوصف بها الأحداث العابرة في المدينة ويعزي البعض هذا لمدنية المدينة وثقافتها التي ترى في كل مخالفة حدثا دخيلا يُجانب ما تنشده المدينة منذ إيقادها ثورة الحادي عشر من فبراير 2011م ، وهي ذاتها الأهداف التي من أجلها واجه غالبية أبناء المدينة الحركة الحوثية وانقلابها على نظام الحكم المعترف به دولياً.
عشية العام 2018
غير أن ما أغفله هذا المجهر هو أنه أيضا واقع تحت منظار قناصة جماعة الحوثي التي تفرض حصارها على المدينة منذ اندلاع النزاع المسلح في نيسان 2015 والتي يرجح خبراء اجتماع وعلم نفس مرد غالبية تلك الأحداث الى الظروف التي وُضعت تحت طائلتها المدينة غير أن ما ليس طبيعيا هو أن تصبح بالإضافة إلى كونها محاصرة مدينة مغلقة واستمرارية تلك الاختلالات حد مقاربتها للاعتياد والتي يراها، أكرم الشوافي – رئيس مؤسسة شباب شفافية وبناء وفريق رصد للدفاع عن حقوق الإنسان ” نتيجة مباشرة لغياب الرؤية وهشاشة القيادة التي كانت خارج المدينة غير أن الأمر تغير كما يرى الشوافي بحلول العام 2018 ما إن توطن حكم القيادة في قلب المدينة متمثلا بالدكتور أمين محمود محافظ المحافظة الذي قدم إلى المدينة بعد تلقيه قرار التعيين ،ما جعل المدينة ورشة عمل مفتوح للكثير من المؤسسات والمنظمات والأنشطة الإنسانية والحقوقية وغيرها”.
تعز انفراجة 2018
مع حلول العام 2018 حل في مدينة تعز محافظ جديد كان مجيئه مثاراً للكثير من التجاذبات ومع وصوله وكالمعتاد بدأت الأيادي الخفية والمعلنة رص ملفاتها وسجلاتها الحزبية كفعل كارثي معتاد نتيجة الورم السرطاني الخبيث الذي تتناسله الانقسامات السياسية التي كونت في نقع هزليتها حرب أخرى شُنت وتشن على المدينة لكن هذه المرة من الداخل .. بحسب ناشطين!!
عمل أمين محمود أولاً على تفعيل المكاتب التنفيذية في المحافظة وشرع في استعادة معظم مؤسسات الدولة التي شرعت في العمل فور ترميمها ما يسَّر عملية التواصل للكثير من المنظمات والمؤسسات مع هذه المكاتب وتمكينها الشروع في تنفيذ أنشطتها الانسانية.. يقول اكرم الشوافي .. الذي كان لمؤسسته أيضاً أنشطة عدة في المدينة هذا العام.
كان محافظ تعز عقد خلال الأشهر الأولى من العام 2018 لقاءات عدة مع عدد من المنظمات كان بينها لقاؤه ممثلي منظمة مرسي كور في شباط من العام ذاته لحقه بأيام قليلة لقاء آخر بممثلي منظمة أطباء بلا حدود وفي ذات الشهر التقى تباعا بفريق منظمة اوكسفام ، تلاه بأشهر قليلة لقاء مع فريق منظمة كير ومدير مكتب الغذاء العالمي ومدير مركز الملك سلمان والتي في مجملها ناقشت سبل وآليات تطوير العمل الإغاثي في محافظة تعز وتكللت جميعها بالنجاح في رسم تفاصيل الوجه الحقيقي لمدينة تعز الذي كان تبدى للعالم مجافيا حقيقته اللطيفة والوديعة خلال أعوام سابقة
يقول إبراهيم الجبري رئيس مؤسسة القافلة للتنمية أن “تواجد السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة داخل المدينة شكل البيئة الخصبة والحصينة التي مكنت المنظمات والمؤسسات من مزاولة عملها بكثافة فاقت التوقعات”.
عشية العام 2019
أزهر هذا الوجه تعدد الزيارات الدولية الى المدينة والتي ليس آخرها زيارة الوفد الكويتي ثم الوفد الأممي لتعز تلاهما زيارة وفد الهلال الأحمر التركي الذي قدم الى المدينة يوم أمس الأول ولم يبارح المدينة حتى الآن
وفي ظل هذه الزيارات المتكررة والمتعاقبة تباعا والتي وجدت من تعز بيئة آمنة وسانحة لمزاولة عملها الانساني سد بحضورها الآمن محاجر الخوف التي يرى العالم بها مدينة تعز فهل ستتمكن هذه الانشطة من الاستمرار وهل يواصل عام الفرجة هذا مشواره حتى يمكن سدّ جوع هذا العالم الذي يقطن مدينة تعز محاصرا معزولا منذ ثلاث سنوات عجاف ؟!
الجواب سيفصح عنه العام 2019
#تعز_2018