المواطن/ قضايا
هذه الليلة كانت ستشبه ليلة العيد كثيرا في ترقبنا لها وفي الشعور الذي تحمله ، ليلة انتظرها الجميع اثنة عشر عاماً سائلين الله أن تأتي لنعيش بهجتها وأصغر تفاصيلها (جميعاً) ..
وها هو الله🖤 استجاب دعاء الجميع وها هي خالتي في الغد ستضع طفلتها الأولى بعد اثنة عشر عاماً من الانتظار ..
وها نحن ذي بعد اثنا عشر يوماً من انتظار عودة والدي ليعيش معنا الفرحة التي لطالما انتظرها لا نجده ، ولا نجد فرحتنا وهو في كنف الغياب ..
عزيزي بابا :
أتدري !
إني أتمنى الليلة أن تصلك رسالتي هذه حقاً وإن تُركت لي حرية إختيار أمنية ما هذه الليلة لتمنيت من هذه الفرحة أن تجد لقلبك طريقاً علَّها تُخفف عنك مرارات الاعتقال ، والشعور القبيح ..
إني وآخرون كثر يا والدي لا ندري أيضاً ما السيء في جعلك تتصل بنا !
ولا ندري ما المصيبة في تركنا نزف لقلبك بهجة ما!
ومالذنب الذي سيقترفه سجانك البشع إن تركنا نسمع صوتك ولو لوهلة ، مالذي سيجنيه ؟
هل إنهاك والدتي وإبكائها ليلاً نهاراً فيه فائدة ؟
هل حفرهم لتلك الندبة السوداء في منتصف أفئدتنا فيه مغنم ؟
هل الحقد والبغظ والشعور بالكراهية ناحيته هو جُل ما يريده !!
أي إجراءات في العالم تمنع فتاة من سماع صوت أبيها ، وأي ممارسات بغيضة تقف حاجزاً بيننا وبينك ، وإلى متى ؟؟؟؟؟!
ف والله لقد بلغ بي الشوق مداه 💔
و والله إن صغيرتك قد تعبت وأنها حين تسأل نفسها كما اعتادت في وجودك “لأي الجهات سأسند ظهر التعب” تأتيها الإجابة سريعاً فلأي الجهات ؟ وكل جهاتها سجينة !
عزيزي بابا :
لطالما قمتَ بتسمية أطفال هذه العائلة ، ولطالما أحبوا أسمائهم التي أخترتها لهم بحبٍ وعناية .
ألا زلت تتذكر اللحظة التي أخبرتني فيها أنك كنت قد قررت تسميتي ب(فَّيْ) وأن خالة والدتي أصرت إلا أن تسميني (أبرار) الاسم الذي لا أشعر بأي شعور تجاهه بعكس الاسم الأول الذي يذكرني بوجود مساحات لطيفة وواسعة في هذا العالم لذا أسميتُ دميتي ب(فَّيْ) وغداً سأقوم بمهمة أخرى نيابة عنك وسأسمي صغيرتنا القادمة (فَّيْ) أيضاً 🖤 ، ابتهج يا صاح فردٌ آخر سينتظرك بدءاً من الغد سينتظرك ل”تحتضنه” ل”تُدربه”ل” تغني له” ل”تسمعه كلمة بابا وماما آلاف المرات”ل”تعلمه المشي”ل”تصرخ في وجه من أبكاه”ل”تهدهده حتى ينام”ل”تغمره بحنانك الذي يكفي هذا العالم ويزيد ” ستنتظرك فيُّنا الصغيرة وسننتظرك نحن وستأتي قريباً وسيعود كل شيء كما كان لا بأس ففرحة الغد هي نتاج انتظار وبال طويل ، حبيبب بابا لن أختم رسالة اليوم بأحبك جدا لأن اشتياقي لك الليلة غلب كل شعورٍ سواه ، أشتاقك جداً جداً جداً💔
#اشتعود_اشتعود
#يالله_كُن_معه🖤