المواطن/ كتابات – هاشم التويجي
اليوم يمر شعبنا بأخطر مرحلة من مراحل كفاحة ونضالة، وهي مرحلة فرض الأفكار والتجادبات الفكرية وتكريس الولاءات الضيقة على حساب المصلحة الوطنية
ودعوات حزبية مبطنة بإطار المشروع الوطني ساهم في ذلك غياب الدور الرسمي المتمثل بالسلطة المحلية والمخول الشرعي وصاحب الصفة الرسمية في توصيف الوضع والإحتقان الغير معلن في الأوساط المجتمعة هذا كجانب رسمي
أما على المستوى السياسي .شكل غياب الوعي الفكري المجتمعي التشاركي الموحد في صناعة الهوية الوطنية لدى المواطن البسيط سببا رئيسيا في تحديد خياراته ومساراته فكانت عوامل تغييب الوعي الفكري والثقافي سببا من أسباب خلق البيئة المناسبة التجهيلية في صناعة فكراً ووعياً يلبي طموحات المصالح الشخصية والحزبية الضامنة لبقاء وإستمرار نفوذ هذه الحركات والجماعات الحزبية المدنية والمتدينة .
فجاء إهتمام كثير من الحركات المدنية والدينية بالتربية الفكرية التنظيمية كنهج ودستور لهذه الكيانات فأصبحت التربية الفكرية والثقافية التنظينية ..كجزء أساسي في إعداد الفرد وبنائه فكرياً وثقافياً كتربية تنظيمية
فصبت هذه التربية التنظيمية للأفراد لصالح أفكار وتوجهات قيادة هذه المكونات، فولدت إنتاج إنساني فكري مشوه
وبمرور الأجيال المتعاقبة لقيادة هذه الحركات والجماعات أنتجت شخصيات مشوهه فكريا وعقولا منحرفة تؤثر على الأوساط المجتمعية المصابه بغياب الوعي الفكري والثقافي والمعرفي.
وأصبحت هذه الكيانات الحزبية والدينية بهذه التربية الموجهه ..محل تقديم القيادات على الأمه والتنظيم الفكري علي الوطن وتقديس القيادة وتنفيذ أوامرها دون نقد أو تساؤل أو محاسبة تلغي محاسبتها تبرر أخطاءها تحيط نفسها بزعامه روحية تضفي عليها نوع من القداسة والإستعلاء
وبهذه القداسة التي أمتلكتها هذه القيادات عند الأتباع ولدت أجيال بنفس الفكر المتبع لا يصمدون أمام المتغيرات والمغريات ويغرقون بالفساد بمجرد أن لاحت لهم الفرصة.
فالتربية التنظيمية الفكرية لهذه المكونات المختزله فيها المشروع المدني حسب رؤيتها وتوصيفها للمشهد السياسي أفرزت نخب فكرية مؤدلجة قدمتها كعناصر ثورية في المناصب القيادية لإدارة المرحلة والمرجوا منها إحداث تغيير مؤثر وملموس على الواقع وهي محل نظر وإهتمام الشارع في إحداث التغيير المؤمل عليه
ومن خلال التجربة لهذه العناصر في المناصب القيادية في إدارة الوضع المعاش
أفتقرت إلى الرؤية في معالجة الوضع …وأن التربية الفكرية التنظيمية لهذه المكونات تقدم أهل الولاء والتبعية على أهل الخبرة والكفاءة والفهم.
وتبقي على هذه المناصب القيادية التي تمثلها من باب المحاصصه الحزبية دون تغييرلها أو تبديلها أو محاسبتها متجاهلة إحترام ورغبات وتضحيات المجتمع في إحداث تغيير حقيقي وملموس ومواكبا لحجم هذه التضحيات ثم يتساءل البعض الماذا لم نشعر بالتغيير والتحول رغم صمودنا وتضحياتنا.
دمتم ودام الوطن موحدا فكرا وأرضا وإنساناً ….