المواطن:بروكسل
قررت ألمانيا منع 18 سعودياً من دخول أراضيها وسائر فضاء شنغن للاشتباه بتورّطهم في جريمة قتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس في بروكسل، الإثنين. وقال ماس إنّ هذا القرار كان موضع “تنسيق وثيق” مع فرنسا وبريطانيا وسائر دول الاتحاد الأوروبي بشكل عام في وقت تسعى فيه هذه الدول للحصول على مزيد من المعلومات بشأن مقتل الصحافي السعودي في قنصلية بلاده في اسطنبول الشهر الماضي.
بدوره أعلن نظيره الفرنسي جان-إيف لودريان، إنّ فرنسا ستفرض قريباً عقوبات في قضية خاشقجي. وقال لودريان عبر إذاعة “أوروبا 1″، مساء الإثنين، “نحن نعمل مع ألمانيا، نحن على تناغم معها وسوف نفرض بأنفسنا وسريعاً جداً عدداً من العقوبات بناءً على ما نعرفه”.
من جهته أكّد وزير الخارجية الألماني أن برلين “قرّرت بأنّ على ألمانيا منع دخول 18 مواطناً سعودياً يشتبه بضلوعهم في هذه القضية، في نظام معلومات شنغن”. وقال ماس للصحافيين على هامش اجتماع وزاري أوروبي يعقد في بروكسل “نتعاون بشكل وثيق في الاتحاد الأوروبي بشأن هذه القضية”. وأضاف: “أعلنّا نهاية الأسبوع أننا نتوقع اتخاذ خطوات إضافية لتوضيح الوضع.
سنتابع ذلك عن قرب ونحتفظ بحق اتخاذ خطوات إضافية”. وأعرب الوزير الألماني عن أسفه لسير التحقيق في الجريمة، معتبراً أنّه “ما زالت هناك أسئلة أكثر مما هناك أجوبة في هذه القضية”. بدوره شدّد لودريان على وجوب جلاء “الحقيقة كاملة” عن “ملابسات “الجريمة والمسؤولين” عنها، مؤكّداً أن “هذا الأمر لم يحصل حتى اليوم”.
وتضمّ منطقة شنغن 22 دولة من الاتحاد الأوروبي وأربع دول من خارجه. ورغم أن بريطانيا ليست جزءا من منطقة شنغن إلاّ أنها تتشارك المعلومات الاستخباراتية مع الدول المنضوية في هذا الفضاء عبر “نظام معلومات شنغن” لأغراض تطبيق القانون. ودعت ألمانيا الشهر الماضي دول الاتحاد الأوروبي إلى تعليق بيع الأسلحة حاليا للسعودية، وهو ما رفضه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وكان خاشقجي ينشر مقالات في “واشنطن بوست” انتقد في كثير منها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وقتل الصحافي بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 تشرين الأول/أكتوبر للحصول على وثائق لإتمام زواجه بخطيبته التركية. وذكر مسؤولون أتراك أن تسجيلا صوتيا أثبت أن خاشقجي قتل عمدا وقطعت جثته بعد دخوله القنصلية بوقت قصير. وبعدما أصرت الرياض أن خاشقجي غادر قنصليتها حيّا، قالت بعد أكثر من أسبوعين من ذلك إنه قتل في شجار و”اشتباك بالأيدي” نشب عقب خلاف وقع بينه وبين أشخاص التقاهم هناك.
وأشارت آخر رواية قدّمتها النيابة العامة السعودية بشأن حيثيات الجريمة إلى أنّ فريقاً من 15 عنصرًا توجّه لإعادة خاشقجي إلى السعودية “بالرضا أو بالقوة” لكنّه قتل الصحافي. وأبعدت النيابة الشبهات عن ولي العهد السعودي بعدما وجهت اتهامات لـ11 سعوديا بينما أقيل خمسة مسؤولين. وفرضت الولايات المتحدة بدورها عقوبات على 17 سعوديا على خلفية الجريمة. (أ ف ب)