المواطن:خاص
فهمي محمد
في ثورة 2011/ استطاع شباب الثورة أن يجعلوا من مفهوم الدولة شعار لثورتهم السلمية ومشروع نضالي لفعلهم الثوري ( الدولة المدنية ) وبغض النظر عن الاختلالات الكبرى التي رافقت مسار التجربة الثورية في 2011/ الا ان الفعل الثوري استطاع ان يمنح اليمنييون فرصة تاريخية للحوار الجدي حول تحديد مفهوم الدولة الضامنة لمستقبل الاجيال في اليمن ، وقد مثلت محطة مؤتمر الحوار الوطني منعطف تاريخي هام في تاريخ اليمن المعاصر ، لاسيما فيما يخص تحديد الهوية السياسية لدولة الضامنة في اليمن والتي أقرها دستور الدولة الاتحادية والذي كان من المفترض ان يتم الاستفتاء عليه لولاء الانقلاب والحرب التي فجرها اعداء الدولة في اليمن ، ومهما حاولوا الانقلابيين اليوم ان يخلقوا اسباب اخرى للحرب والإنقلاب فإن الدولة ومفهومها من عدمه تظل دائما هي السبب المركزي وراء الحرب في اليمن .
قد تتوقف الحرب في اليمن اليوم او غداً وقد تنتهي بغالب ومغلوب او بتسوية سياسية برعاية دولية تحفظ بقايا القوة في معسكر الشرعية والانقلاب على حد سوى وذلك ما يلوح في الافوق ، لكن المؤكد أن اسباب الحرب لن تنتهي في اليمن الا بوجود الدولة الضامنة ، اما بدون ذلك فأن توقيف الحرب لا يعني سوى ترحيل الحرب إلى محطات قادمة في المستقبل القريب او البعيد كما هو مستفاد من التجربة السياسية في تاريخ اليمن المعاصر والتي يمكن توصيفها بالحقب الزمنية المفخخة والمليئة بكل اسباب وعوامل الصراعات والحروب المنتجة لبعضها ، وتلك مخاطر تستدعي اليوم من الجماهير ( لاسيما وهي صاحبة المصلحة الحقيقية في تطبيق مخرجات الحوار الوطني وبناء الدولة الاتحادية في اليمن ) ان تحضر بكل مكوناتها وأدواتها المشروعة وتكسر حالة الجمود واليائس الذي يتربع على المشهد السياسي والعسكري ، ويحاول الاستقطاب في هذا المخيال اليائس للقبول بأنصاف الحلول وعلى حساب المشروع الوطني ومشروع الدولة في اليمن .
لاشيء سوى هذه الجماهير صاحبة المصلحة يمكن التعويل عليها في هذه الضروف الصعبة ، وهي الاقدر على كسر كل معادلات الجمود المفروضة والمصطنعة ، كما كسرت في الماضي حالة الجمود السياسي في يوم11/ فبراير 2011/ م . بعد ان كان فائض القوة لدى نظام صالح واسرته يقول بإستحالة التغيير في اليمن .