فهمي محمد
المواطن – تحليلات
في2014/م . وبدعم من الملك عبدالله ملك السعودية الدولة المجاورة لليمن والخصم السياسي والمذهبي اللدود والتاريخي لدولة ايران ، انقلب صالح والحوثيين على السلطة الشرعية وعلى مكتسبات ثورة 11/ فبراير = ( مخرجات الحوار الوطني + مسودة دستور الدولة الاتحادية ) التي تحققت برعاية المبادرة الخليجة !!!
وفي خظم فعل الانقلاب وجموح المنقلبين انقلب السحر على الساحر وقرر رجال الحركة الحوثية الذهاب بعيداً وعدم الإكتفاء بدور الكمبارس اوالتمثيل النصي على خشبة المسرح السياسي ، لذلك توجهوا بوعي وإدراك نحو إبتلاع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والمالية ، التي كانت تخضع في الأساس لسيطرت صالح وحزبه ومكنته من الانقلاب على ثورة الشباب !!!
تمكن رجال الحركة الحوثية وبسرعة الضوء لأسباب كثيرة من إقصاء حزب المؤتمر الشعبي عن التحكم في مفاصل السلطة والمال في العاصمة صنعاء ووصل بهم الحال الى قتل صالح زعيم الحزب المسيطر منذ ثلاثين عام وشريكهم في الانقلاب بعد سيطرتهم على مفاصل الجيش والأمن العائلي ، والمفارقة تحول صالح رأس الانقلاب ومهندسه الماكر بقدرة قادر الى قائد انتفاضة وشهيد في خطاب هادي وسلطته الشرعية!!!!!!!
بعد مقتل صالح اكدوا رجال الحركة الحوثية قبضتهم الحديدية وأحادية مشروعهم السياسي المتمثل ليس في الانقلاب على السلطة السياسية او على مكتسبات ثورة فبراير كما هو الهدف من الانقلاب عند صالح والملك عبدالله ، بل على الدولة كفكرة سياسية ومشروع وطني ، وهو مايعني توجه الحركة الحوثية نحو تفكيك الدولة الوطنية قبل ان ترى النور على يد مخرجات الحوار الوطني ومسودة دستور الدولة الاتحادية ، واكثر من ذلك سحب المجتمع اليمني ثقافياً واجتماعياً وهوية الى عصر ما قبل الدولة والثورة، ولذلك تحتفل الحركة الحوثية في سبتمبر من كل عام في العاصمة صنعاء بيوم انقلابها الاسود ليس على حساب ثورة الشباب بل على حساب ثورة 26/ سبتمبر !!!.
في المقابل تشكلت مقاومة عسكرية لمواجهة الانقلاب العسكري تحت مظله سياسية تمثلت بسلطة الشرعية في المنفى وبدعم عسكري من دولة التحالف بقيادة السعودية الدولة التي قدمت المبادرة الخليجة وشاركت في الانقلاب على مخرجاتها ، وازعجها بعد ذلك مسار الانقلاب عندما تحول فعله السياسي في صنعاء الى واقع موضوعي يهدد أمن الرياض القومي !!!
مثل إسقاط الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة والسلطة الشرعية المبرر السياسي والاخلاقي للعمل العسكري الذي تقوده سلطة الشرعية بقيادة هادي ودول التحالف بقيادة السعودية والامارات في مواجهة سلطة الانقلابيين ومشروعهم السياسي المدعوم من دولة ايران ، والمفارقة العجيبة انه بعد اربع سنوات من الحرب وجد هادي نفسه داخل محافظاته المحررة يشكل لجان رئاسية تعمل على تحرير مؤسسات الدولة والمرافق الحكومية وبعض المناطق المحررة من قبضة سلاح المقاومة التي شكلها باسم الشرعية ( جيش وفصائل ) والمكلفه أساساً باستعادة الدولة ومؤسساتها من قبضة الانقلابيين في صنعاء ( تعز ، عدن نموذجاً ) هذا من جهة ومن جهة اخرى وجدت الشرعية نفسها والتحالف العسكري بقيادة السعودية والامارات انفسهم وبالاسم الى جانب الانقلابيين مدانيين جميعاً بموجب تقارير دولية بارتكاب جرائم حرب في حق اليمنيين بل تجاوزوا الانقلابيين في الجرائم الاخلاقية المتعلقة بالشرف والتي تعفف الانقلابيين عن ارتكابها !!!
الحديث في تراجيدية هذه السلسلة من الاحداث السياسية التي تجري في اليمن بطريقة حلوزونية يطول دون أن ينقطع الامر الذي يعني اننا بحاجة الى وقفة جدية امام محاولة خلط الاوراق وارباك المشهد . لأن كلفة التخبط يدفعها اليمنيين وحدهم ، من دمائهم ومن قوتهم ومن مستقبلهم الذي لا يفترض ان يبقى غامضا ومشوها بعد كم التضحيات التي قدمت على مدار عقود من الزمن في سبيل المستقبل المنتظر والذي بلا شك لا يكفي التعجب في صناعته !!! .