الغش… جرائم متسلسلة
المواطن/ خاص: محمد عبده سعيد
لقي شاب حتفه، على خلفية تطوعه لمراقبة امتحانات الشهادة العامة ريف تعز، ورفضه السماح لوالد أحدى الطالبات بإدخال غش لها.
جريمة القتل التي حدثت يوم الاثنين الماضي 16/7/2018ﻡ في منطقة الخيامي بمديرية المعافر، راح ضحيتها الشاب والمنشد الديني هارون التميمي. وهي الجريمة الأولى من نوعها.
وقالت مصادر محلية لـ”المواطن” أن الشاب التميمي قتل أثناء تطوعه لمراقبة الامتحانات في مدرسة 26 سبتمبر في منطقة الخيامي بمديرية المعافر.
أوضحت المصادر، أن سبب ارتكاب هذه الجريمة هو أن والد أحد الطالبات أراد أن يدخل لها غشا، فمنعه الشاب التميمي، الأمر الذي أغضب الأب، ليغادر المدرسة محتدا، ويعود بعد وقت قصير وقد تسلح برفقة آخرين، وأطلق النار على الشاب، فأصبته رصاصة في الصدر أردته قتيلا.
هذه الجريمة، بحسب ما يرى مراقبون، باتت تعكس طبيعة الوضع في مناطق سيطرة الشرعية، بكونه لا يختلف عن الوضع في مناطق سيطرة الانقلابيين الحوثيين.
وتشير المعلومات الواردة من مناطق سيطرة الحوثيين، أن الغش بـ”الجملة والتجزئة” على حد تعبير مصادر “المواطن” في إشارة إلى أن الغش وصل مستوى غير مسبوق.
وتستمر مليشيات الحوثي في محاولة تدميرها للتعليم، أو إضعافه إلى حدود مفزعة، كأقل تقدير، حيث تعمد المليشيا في مناطق سيطرتها، بحسب المعلومات الواردة، إلى “تحويل قاعات ولجان الامتحانات إلى أشبه بالأسواق الشعبية، حيث بات يرتادها كل من هب ودب دون أدنى شعور بالمسؤولية تجاه هذا الجيل الذي تسعى لتجهيله تارة بإرساله للجبهات، وتارة أخرى بجعل الغش ينتشر بين أوساط الطلاب كسياسة تدميرية ممنهجة”.
وتشير المعلومات القادمة من إحدى المديريات الواقعة تحت قبضة الجماعة الحوثية، إلى أن متحوثي هذه المديرية “يقومون بإدخال الغش للطلاب مستغلين الحالة التي وصلت لها البلاد، ففي امتحان مادة القران الكريم، قدم أحد النافذين (شيخ) إلى قاعة الامتحان وقام بتوزيع الكتاب المدرسي بالتزامن مع توزيع أوراق الأسئلة”. “وكان المبرر هو الخشية من أن يقوم بتحريف القران” بحسب ما أشارت المصادر.
وطبقا لهذه المصادر، فإن “الإجابات تدخل كل يوم من الخارج الى قاعة الامتحانات جاهزة، وما على الطلاب إلا أن يقوموا بنقلها إلى دفاترهم، وهناك من يستعين بمرافقين لكي ينقلوا الإجابات بدلا عنه”.
وتؤكد المصادر، أن “سماسرة يقومون بجمع مبالغ باهظة من الطلاب، مقابل السماح لهم بالغش، وهذه المبالغ يتم اقتسامها مع رؤساء اللجان”.
هارون التميمي سعيدو من عرف ربي سعيدو