وسام محمد
المواطن- راي
لا جديد في تعز. المحافظ ماض في فرض مخططه باعادة اكبر قدر ممكن من رموز النظام القديم وبأكثر من طريقة, وبالطبع مستقويا بموقعه السلطوي ومستثمرا للتناقضات. بينما الاصلاح يحاول ان يتمسك بخارطة نفوذه عبر الحشود والمراوغة.
هذا الوضع لا يمنح افضلية لهذا الطرف او ذاك. ولن يستطيع ايا منهما كسر الاخر ما لم تهب رياح غير متوقعة. لأن المؤكد ان كلا الطرفان لا يلعبان بنزاهة لهذا لا يستطيعان استثمار نقاط قوتهما. كلاهما يحوزان على نقاط قوة ونقاط ضعف.
استمرار المحافظ في نهجه الذي يشير الى وجود مشروع خفي وطبخات جاهزة, هو احد مكامن ضعفه, فهذا يتعارض مع مطامح الناس الامر الذي يجعله غير قادرا على استثمار اخفاقات الاصلاح ونقمة الناس عليه.
بالمقابل اعتماد الاصلاح على اساليب التحشيد والمراوغة, لا يعطيه افضلية, فهو أجبن من أن يمارس السياسة وفقا لأبسط قواعدها الاخلاقية. اي مصارحة الناس بحقيقة ما يدور واشراكهم في تقرير مصيرهم.
خرجت أمس مظاهرة كبيرة استطاع الاصلاح حشدها, لا مجال للحديث عن احتشاد شعبي, لأن هذا سيعني ان هناك قضية تهم عموم الناس وليس الاصلاح وحده حتى وان تصدرها, ولاثبات هذا الامر علينا ان نتسائل: يا ترى كم هي عدد البيانات التي اصدرها الاصلاح وتوضح طبيعة المشكلة, كم عدد المؤتمرات الصحفية التي عقدها, كم عدد المواقف الرسمية التي صدرت عن قياداته؟
الاجابة: صفر.
اذن استخدام الشارع, بات يعكس حالة الجبن والضعف ومن باب استمراء المراوغة فقط. الاصلاح لا يريد ان يكون هناك قواعد واضحة تحكم مسألة ادارة السلطة, ولا يقبل في ان يتم استبعاده من بعض المواقع, وفي ذات الوقت لا يريد ان يتبنى مواقف رسمية يتحمل مسئوليتها.
بدوره يمضي محافظ تعز في تنفيذ مخططه عبر اسثمار هذه المساحات الرمادية, وبالطبع مستقويا ببعض الزعيق.
بالنسبة للشارع في تعز هو فعلا مهيأ, والناس عندها حدس, ولعل هذا ما ساعد الاصلاح على الحشد, لكن لا يمكننا الحديث عن احتشاد شعبي بينما الناس لا تدرك حقيقة ما يدور ولا يتوفر امامها معطيات كافية.
على الارجح, بعد مظاهرة الامس, ستعود لعبة التوازنات, على نفس قاعدة النية المبيتة, في انتظار ان تتخلق ظروف لصالح هذا الطرف او ذاك. وفي الاخير يبقى ان ما يحدث في تعز ما هو الا ارتداد لما يحدث في مستويات اعلى.