المواطن نت- تعز
نعت منظمة الحزب الإشتراكي اليمني في محافظة تعز، جنوبي اليمن، في بيان لها اليوم، وفاة القامة الوطنية الكبيرة والسياسي المخضرم والشاعر الكبير المناضل الدكتور سلطان الصريمي، والذي وافاه الأجل اليوم الإثنين، بعد صراع مرير مع المرض، وبعد حياة حافلة بالعطاء.
وفيما يلي نص البيان:
“بيان نعي”
بقلوبٍ موجوعة تنعي سكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز وفاة الشاعر والمناضل الكبير سلطان سعيد حيدر شمسان الصريمي – عضو المكتب السياسي لحزبنا الاشتراكي اليمني، الذي وافته المنية يومنا هذا بعد صراع مرير مع المرض.
لقد توقّف قلب سلطان الصريمي عن الخفقان بعد أن وهب عمره ووجدانه وعقله للناس وللوطن، توقّف قلب من كان يدل الناس على الطريق، طريق الحرية والحب والجمال، طريق الانعتاق من الاستبداد والجهل والخرافة والتخلف.
الفقيد سلطان الصريمي، رجل متعدد المواهب، فهو الشاعر الذي ذاع صيته في أرجاء البلاد، وانتشرت قصائده المغنّاة في كل قرية ومدينة، في الحقول، والوديان، وعلى ألسنة الرُّعاة والنساء والرجال والأطفال.
فمن منا لا يعرف قصيدة “تليم الحب” التي لحنّها وغنّاها فنان اليمن الكبير أيوب طارش عبسي، أو أغاني “مسعود هَجر”، “أذكُرك”، “يا صباح الباكر”، “باكر ذَرِي”، “ورود نيسان” وغيرها من الأغاني التي أطربت قلوب الملايين بصوت الفنان البديع عبدالباسط عبسي.
ومن منا لا يعرف الملحمة الشعرية “أبجدية البحر والثورة” التي يصور فيها الصريمي بعبقرية الشاعر الفنان أوجاع الشعب، وجراح الوطن، ويحث على مقاومة الظلم والطغيان، ويتشبث بالوطن، ويبشّر بفجر الحرية.
إضافةً إلى موهبته الشعرية الفذّة، كان الفقيد سلطان الصريمي، أكاديمياً وباحثاً مرموقاً، غاص في دراسة المجتمع اليمني، وثقافته، وفنونه الشعبية، ولغته المحكية، وأنتج عشرات الأبحاث العلمية التي أغنت المكتبة اليمنية.
والفقيد سلطان الصريمي كان أيضاً صحافياً لامعاً، يكتب بمداد قلمه أوجاع الناس وأحلامهم وتطلعاتهم لحياة كريمة، واشتهر بمقالاته الناقدة اللاذعة، وقفشاته الفكاهية التي تكشف سوءة الفساد، وتُعرّي الاستبداد، وتُمزّق أستار الخوف، وتُحرّض على ممارسة الحرية، حرية التعبير، بوصفها حقاً مُقدساً للإنسان، لا ينبغي سلبه أو مصادرته تحت أي ظرف من الظروف.
وإلى ذلك كان الصريمي سلطان، إدارياً بارعاً، فقد تسنّم مسؤوليات عديدة في إدارة بعض شركات القطاع العام. وقبل ذلك وبعده، كان سلطان الصريمي مناضلاً إشتراكياً صلباً، خاض غمار النضال طوال سنوات عمره، وبسبب مواقفه المبدئية وتشبثه بالخط النضالي الوطني، وبفكرة التغيير، دفع فاتورة باهظة، توزّعت بين المطاردة، والملاحقات الأمنية، والتضييق السلطوي، ومصادرة الحقوق الوظيفية والمادية.
كان الفقيد سلطان الصريمي يمزج بين رهافة الوجدان وصلابة الموقف، ومثالاً للنزاهة وصفاء السريرة. يكتوي وجدانه ويتوجع من أي مشهد ينتزع من الانسان حقوقه وحريته. ويتأوّه بمرارة كلما نظر إلى الوطن وقد أثخنته الجراح، وأنشبت في جسده النحيل الحِراب والسكاكين من كل اتجاه، وتكالبت عليه العصابات والقتلة من الداخل والخارج.
لم يكن د. سلطان الصريمي منشغلاً بهموم ذاتية، أو يتطلع إلى بناء مجد شخصي، بل كان منذ البدء وحتى الرمق الأخير مهجوساً بهموم وطنية عامة، منحازاً للناس البسطاء، المكلومين، والمضطهدين، والكادحين.
كان همُّ الفقيد سلطان الصريمي، أن يرى اليمن من أقصاه إلى أقصاه وقد تحولت إلى مرافئ الأمل والحرية، أن يرى اليمنيين، كل اليمنيين، وهم ينعمون بالعيش الكريم، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.
وبهذا المصاب الجلل، تتقدم سكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز بصادق العزاء والمواساة إلى أسرة الفقيد، وفي مقدمتهم: الرفيق غسان (نجل الفقيد) وإلى بقية أفراد الأسرة المناضلة، وإلى كل رفاق ومحبي الفقيد في داخل الوطن وخارجه.
لقد رحل د. سلطان الصريمي عن عالمنا، وهو رحيل فاجع وأليم. لكن ما يُواسي هذا الرحيل، أن سيرته العطرة، وإرثه الفكري والأدبي سيظل ينير طريق المناضلين الوطنيين، ويلهم الأجيال التوّاقة نحو الغد المنشود.
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وعظيم غفرانه.
إنّ لله وإنّ إليه راجعون.
صادر عن سكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز
الاثنين، الموافق 30 ديسمبر 2024
———————-
سيرة ذاتية موجزة للفقيد:
الشاعر الدكتور سلطان سعيد الصريمي من مواليد عام 1948، الحجرية محافظة تعز.
بدأ دراسته في مِعْلَامة القرية، ثم هاجر مع والده إلى جيبوتي وعمره سبع سنوات، وهناك أكمل دراسته الابتدائية ونتيجة لظروف قاهرة لم يتمكن من الاستمرار في الدراسة.
عاد إلى اليمن وعمل في البناء ثم في أحد المتاجر في عدن، وعند قيام ثورة 26 سبتمبر 1962، ترك عمله والتحق بالحرس الوطني، ثم ترك العمل العسكري والتحق بالعمل المدني، وانكبّ على المطالعة الذاتية ليرفع من مستواه الثقافي.
حصل على درجة الماجستير عام 1985، ودرجة الدكتوراة عام 1990 في فلسفة العلوم الاجتماعية من موسكو بالاتحاد السوفيتي (سابقاً).
عمل الفقيد موظفاً في عدة شركات للقطاع العام، منها: مدير فرع الشركة اليمنية للتجارة الخارجية في تعز في النصف الثاني من الستينيات، ومدير فرع شركة التبغ والكبريت في محافظة إب في أواخر السبعينيات، ومدير عام تسويق الألبان في الحديدة.
تولى العديد من المهام، منها:
عضوًا في الأمانة العامة والمكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني، وعضو مجلس النواب من عام 1993 إلى 1997.
رئيسًا لمركز الكناري للاستشارات والخدمات الثقافية، ورئيس تحرير مجلة (دروب)، وعضوًا في الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ومستشارًا لوزير الإعلام.
أمينًا عامًّا لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين من 1990 إلى 1992، وترأس هيئة تحرير مجلة الحكمة الناطقة باسم اتحاد الأدباء، وأيضًا ترأس هيئة تحرير صحيفة الثوري لسان حال الحزب الاشتراكي اليمني.
أعماله الأدبية:
صدر للفقيد سبعة دواوين شعرية:
أبجدية البحر والثورة.
هموم إيقاعية.
نشوان وأحزان الشمس.
قال الصريمي.
زهرة المرجان.
هواجس الصريمي.
أبجدية الربيع.
كما نشر الفقيد عدة أبحاث في الأدب وعلم الاجتماع، في الكثير من المجلات والصحف العربية واليمنية.
قصائده الغنائية:
غنى كلمات أشعاره، عدد من الفنانين اليمنيين وفي مقدمتهم: الفنان محمد مرشد ناجي، أيوب طارش عبسي، عبدالباسط عبسي، أحمد فتحي، محمد صالح شوقي، نجيب سعيد ثابت، عبدالجليل العسبي، جابر علي أحمد، عبداللطيف يعقوب، رشدي العريقي.
ومن العرب فرقة الطريق العراقية، حميد البصري، فرقة محمد حسين منذر السورية، شوقية العطار، قيس العراقي.