المواطن نت- كتابات- فتحي أبو النصر
يصل علي سالم المعبقي إلى شجرة كلية الآداب فتصل الكعكعات وتتطاير.. ضحكة علي سالم لاتتكرر.. ضحكة غاضبة حادة كنصل. يخرج علي سالم للدائري والمقوات يحمل في حقيبته كتب ومشاريع قصائد ومواد صحفية وعرعرات للوجود. يعزمك لو حصلك بالطريق للمطعم.
أكثر كاتب ساخر يؤسس لمدرسة كتابية بلغة منشقة هو علي سالم. في غرفته تعرفت عليه..كنت مع علي المقري ومحمد عبيد. .غرفة بوهيمية كاشراقة بوذا، اليوم علي سالم المعبقي يسكن وحيداً كعادته في تعز، وصنعاء لم تعد صنعاء.
أنا حين وصلت تعز كان علي سالم المعبقي أول الأصدقاء الذين كنت اشتاقهم فوجدته بذات ابتسامته ويعرعر، وبشكل خاص فإن علي سالم المعبقي، هو وأحد من أبرز الكتاب اليمنيين الذين أثروا في الساحة الأدبية والثقافية والصحفية في اليمن خلال العقود الأخيرة، بل وترك بصمة واضحة من خلال كتاباته الأدبية والفكرية والصحفية، بدأ مسيرته ككاتب ساخر، لكنه سرعان ما أصبح عنوانا للأدب اليمني الجديد، والذي دمج فيه بين الخيال والواقع وبين الهجاء والجدية، بلغة لا تخلو من الذكاء والحدة.
مع بداية تسعينيات القرن العشرين، كان المعبقي على رأس حركة أدبية جديدة، تنبذ القيود وتطالب بالتغيير. فقد كانت السنوات التي سبقت الوحدة اليمنية مليئة بالتوترات والصراعات الداخلية، وعلى الرغم من ذلك، أصر المعبقي على أن يظل وفيا لأسلوبه النقدي الساخر، فكان يكتب عن قضايا الشعب اليمني وهمومه اليومية، محاولا كشف تناقضات المجتمع والسلطة، بلغة لاذعة تحمل في طياتها تحليلاً عميقاً وقلقاً وجودياً.
في غرفة صغيرة، في صنعاء ، كانت تتجسد فكرة الأدب عند علي سالم. تلك الغرفة التي كانت تنبض بالحياة، وكانت بمثابة المركز الحيوي لتبادل الأفكار بين مجموعة من الأدباء والصحفيين الذين كانوا يلتقون فيها. هناك كان المعبقي يعبر عن أفكاره الجريئة ويخوض نقاشات فكرية جادة وصاخبة باحثا عن لغة تعبير خاصة به، لغة تمزج بين الحداثة والهوية اليمنية. لقد أسس المعبقي لمدرسة كتابية ذات طابع خاص، مدرسة تقوم على التمرد على اللغة التقليدية والأشكال الأدبية الجاهزة. وعند الحديث عن هذا الأسلوب، لا يمكن أن نغفل عن استخدامه الساخر والمرير للغة، والذي كان في كثير من الأحيان يحمل إشارات سياسية واجتماعية شديدة القسوة.
إن أهم ما يميز أعمال علي سالم المعبقي برأيي هو سعة أفقه النقدي وسخريته اللاذعة من الأوضاع الاجتماعية والسياسية في اليمن. فمن خلال كتاباته، كان المعبقي يقدم صورا للمجتمع اليمني بكل ما فيه من تناقضات، اذ يجمع بين واقع الفقر والحروب والمشاكل السياسية، وبين الإحباط واليأس اللذين يطبعان حياة الناس. لكن هذه السخرية لم تكن مجرد انتقاد، بل كانت تهدف إلى استثارة الوعي الجماعي ودعوة القارئ للتفكير بعمق في الواقع الذي يعيش فيه.
في إحدى لحظات الكتابة الساخرة، أشار المعبقي إلى الفساد الحكومي والبيروقراطية المفرطة، متسائلا عن دور الثقافة والفكر في معالجة هذه الأزمات. ورغم غياب الحلول الجذرية في أعماله، كان دائما ما يرفع شعلة من الأمل في نهاية كل نص، يثير بها القارئ ويحمله على التفكر في مستقبل أفضل.
ورغم أن علي سالم المعبقي كان قد أسس لنفسه مكانة بارزة في الحياة الأدبية في اليمن، إلا أن تحولات كبيرة طرأت على حياته. اليوم، يعيش المعبقي وحيدا في مدينة تعز، وقد تغيرت الكثير من ملامح العالم من حوله. صنعاء لم تعد كما كانت، وتحولت العديد من القيم والأفكار في مجتمعنا . هذه التغيرات انعكست على كتابات المعبقي، حيث أصبح أكثر عزلة وابتعادا عن الأضواء، رغم أنه لا يزال مخلصا لأسلوبه الذي يعتمد على الوعي الحاد والملاحظة الدقيقة للواقع.
إن عزلة المعبقي اليوم تمثل مرحلة جديدة في تجربته الكتابية، حيث أصبح أكثر تركيزا على الداخل، ربما نتيجة لما شهده من انهيارات في العالم المحيط به. أو قد تكون العزلة قد منحت له فرصة للتفكير العميق وإعادة النظر في الكثير من القضايا التي كانت تشغل باله سابقا. ربما لهذا السبب، أصبح اليوم أكثر شجنا وحزنا في كتاباته، في مقابل الصخب والسخرية التي كانت تميز أعماله في الماضي. لكنه لا يزال ذلك المحارب من خلال مظاهر كتابات عن الفساد والتخلف ،فيما يطرح قضايا الإنسان اليمني بكل تشعباتها بمنتهى الجرأة، على إن تحولات علي سالم المعبقي تمثل جوهر التحولات الكبرى التي شهدها المجتمع اليمني والعربي في العصر الحديث. ورغم أن المعبقي يفضل العزلة في السنوات الأخيرة، إلا أن تأثيره الأدبي والصحفي لا يزال قائما، سواء من خلال أعماله الأدبية أو من خلال أفكاره التي ما زالت تلهم الأجيال الجديدة من الكتاب والمبدعين. إن الأدب الساخر الذي قدمه المعبقي يمثل مرآة لواقع مرير، ولكن فيه أيضًا دعوة للأمل والتغيير، فيما ترك بصمة لا تُمحى في ذاكرة الأدب اليمني.
يقول عنه نقيب الصحفيين اليمنيين الأسبق الأستاذ عبدالباري طاهر “علي سالم المعبقي أمة وحده..وهو من أهم المحققين الصحفيين الاستقصائين”.
وبحسب الزميل عبداللاه سلام فإن”علي سالم شخص لطيف جمعتنا الغربة ذات أيام فكنا نقضي الوقت بالنكت السمجة على بعضنا البعض اذا لم نجد شخص نصب غضبنا عليه “.
أنه صاحب الافيه الشهير “بطل حركات”كما يرى الصديق الصحفي والشاعر محمد عبيد.
وحسب الزميل عبد العزيز اسماعيل “اعرف انه شخص لطيف وجنتيل وجميل الروح ونقي لا يحمل حقدا او حسدا لاحد .الاهم انه صريح”.
أما بحسب الرفيق الصديق احمد طه المعبقي ، فإن “ضحكته فلسفة حياة، كمثل سنبلة انبتت سبع سنابل وبكل سنبلة مائة حبة”.
من ناحيته يرى هاني الصلاحي أحد قراء علي سالم ،ان”علي سالم طيب.. لكنه زمن محبط للمبدعين والشرفاء والطيبين ..
حياة كلها جعجعه والا علي سالم مفكر كثييير و مبدع لكن زمن تافه”.
رفيقنا النبيل جازم سيف يختصر شخصية علي سالم بوصفه”على سالم انسنة مكتملة…”. ومن ناحيته صديقنا المشترك رضوان فارع كان قال لي “معه تشعر بالبهجة والسعادة، محضوض من يلتقي بعلي سالم ويجالسه ويخزن معه…. يعرعر للعالم كله”.
أما عني كشخص . فإنني اعتبر علي سالم علي صالح المعبقي
أعتبره عمدة
علمنا السخرية
والتجذر النضالي
التجاوز
والمحبة
والسلام
والكتب الجديدة
إبن معبق الصبيحي هذا فلتة
تحيه ياعمدة