أحمد طه المعبقي
من جبل صبر الأشم ومن مدرسة الوعي الثوري بمديرية مشرعة وحدنان على وجه التحديد ، انطلق قبل بضعة أشهر حراك حقوقي تربوي فاعل ، أتسع رقعة هذا الحراك إلى بقية مديريات ريف تعز، وامتدت أذرعته إلى قلب المدينة . نستطيع القول بأنه هذا الحراك التربوي لم يأتي من عبث ، بل ناتج عن عوامل موضوعية انتجته الضرورة والمرحلة ؛ تبلورعنه في نهاية المطاف عمل منظم يبشر في مولود لعمل نقابي حقيقي ، يعبرعن طموح وحقوق ومصالح التربويين ، هذا المولود النقابي الجديد الذي سوف يعلن نفسه بشكل رسمي خلال الأيام القادمة ، ماهو إلا ناتج طبيعي فرضته الظروف الموضوعية ، لسد الفراغ التي تركته الكيانات النقابية الهلامية الخاملة التي انحرفت عن مسارها ، وتخلت عن الدفاع عن منتسبيها .
على العموم ليس بوسع أحد أن ينكر بأنه الكيانات النقابية الحالية صارت مشوهة ولم تعد تتوفر فيها أبسط شروط وركائز العمل النقابي ، فقيادتها شاخت حيث مضى عليها مايقرب ثلاثة عقود من الزمن ، ولازالت متشبثه في مواقعها دون خجل.، نستطيع القول بأنه هذه النقابات نقابات مملوكة للحزب الواحد والشيخ المسن ، بالأضافة إلى ذلك لقد اسهمت هذه الحرب القذرة بسلب الروح المدني من العمل النقابي ، حيث انسلخت بعض النقابات عن هويتها المدنية ، وتحولت إلى كنتونات عسكرية مسلحة ، تشرف على مراكز احتجازات غير رسمية .
لذا كان من الضروري من إعادة الاعتبار لمكانة التعليم ومكانة المعلم ، ولن يأتي هذا إلا من خلال خلق حراك مدني ونقابي جديد ، لا يساؤم بالحقوق ، ولايخضع لأجندة حزبية مضرة بمصالح وحقوق العاملين .