اسامة الكربش
منعت السلطات المحلية في محافظة تعز، جنوب غرب اليمن، مئات المواطنين الراغبين في الحصول على لقاح كورونا، القادمين من مناطق سيطرة جماعة الحوثي، من الدخول الى المدينة، بحجة الاحتياطات الامنية، وهو الاجراء الذي لحقه تحديد مراكز صحية للتطعيم في مديرية المسراخ.
وسبق للحوثيين رفض التطعيم ضد الفيروس في مناطق سيطرتهم، إلا أن منع المملكة العربية السعودية دخول اليمنيين أراضيها إلا بأخذ جرعة لقاح كورونا، دفع مئات المواطنين أبناء المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون إلى التوفد إلى مدينة تعز لأخذ اللقاح ليُسهل عليهم السفر.
وأقر مكتب الصحة في محافظة تعز تخصيص مراكز لتطعيم المغتربين خارج المدينة، وهو ما جعل مديرية المسراخ في ريف تعز الجنوبي الوجهة الأولى للمسافرين الراغبين بالحصول على اللقاح، حيث تم اعتماد 2 مراكز صحية للتطعيم وهي مستشفى المسراخ الريفي ومركز الشورى الصحي.
“المواطن” رصد كيف تم التعامل مع المسافرين وكيف كانت آلية توزيع اللقاحات ليكشف عن استغلال وابتزاز يتعرض له المسافرين من قبل اللجنة الأمنية الموكلة بتنظيم عملية التطعيم في المسراخ.
المال مقابل اللقاح
يقول علي سعيد “اسم مستعار” أحد القادمين من مدينة إب إلى تعز لأخذ اللقاح أنه وصل للمركز الصحي في المسراخ قبيل المغرب وقد انتهى الدوام فقرر الجلوس والمبيت بداخل المدرسة المجاورة للمركز لكي يأخذ اللقاح عند قيامه صباحاً هو ومن باتوا معه وقد تم تسجيل أسمائهم ليكون لهم الأولوية لأخذ اللقاح قبل الجميع إلا أن الأمور لم تسر على ما تم الاتفاق عليه ووجدوا ازدحامًا شديدا وطوابير منعتهم من الوصول إلى اللقاح.
وبحسب علي كان منظمي الطابور يطلبون منهم المال ليمكنوهم من الدخول فرفضوا حتى أتى المغرب ولم يأخذوا اللقاح..
وبحسب شهود عيان فإن أحد المسافرين كان يبكي بحرقة بسبب أن أحد الأشخاص قد أخذ منه 200 ريال سعودي ووعده بالدخول إلا أن هذا الشخص اختفى ولم يجده وكان المبلغ المدفوع هو آخر ما تبقى له من مال..
وبحسب شهادة الحاضرين في المراكز الطبية أنهم لاحظوا قيام لجنة الحماية بتهريب البعض من الباب الخلفي أو القفز من سور المركز ليأخذوا اللقاح قبل الجميع الذين في الطابور مقابل رشوة وصلت الى 300ريال سعودي للفرد الواحد.
تبرير فج
وبالمقابل تحدث لنا أحد أفراد اللجنة الأمنية بأن السبب الأول هم المسافرين والمواطنين أنفسهم لأنهم يقومون بإعطاء الرشاوي من تلقاء أنفسهم لأجل تلقي جرعة اللقاح سريعاً، وأضاف مبررًا: “عندما يأتي أحدهم ويعطي لك مبلغ مالي ويقول لك خارجنا من الزحمة فالقليل جداً من سيرفضون العرض”.
استوقفنا سيارة صالون أثناء عودتها من مركز التطعيم وسألناهم إذا كانوا أخذوا الجرعة أم لا فكان جوابهم بنعم؛ ولكن بعد مشقة وانتظار لأربع ساعات بين حرارة الشمس حتى أتى إليهم أحد منظمي الطابور التابعين للجنة الأمنية وطلب منهم المال ليسمح لهم بالدخول وانتهى الأمر بإعطائه 15 ألف ريال عن كل شخص وعددهم ثمانية..
وفي حادثة أخرى اعترف لنا أحد المنظمين لسير الطابور أنه أخذ من أحد المسافرين 200 ريال سعودي مقابل السماح له بالدخول وذلك بالقفز من سور المركز، وفعل نفس الشيء مع ثلاثة أشخاص آخرين مقابل 10 الآف ريال عن كل شخص..
اللقاح مجاني
وفي توضيح لما حصل أكد مدراء المراكز الطبية أن اللقاح مجاني ولم يطلبوا أو يأخذوا فلساً واحداً وإنما كانت هناك بعض الإختلالات من قبل أفراد اللجنة الأمنية بسبب الإزدحام الشديد، مضيفين: “عند علمنا بالرشاوي التي يأخذونها بشكل كبير قمنا بإيقاف العمل في مراكز التطعيم حتى إيقاف الفوضى الحاصلة وإعادة ترتيب الأمور”.
وقد عبّر عدد من المواطنين والناشطين عن استياءهم الشديد واستنكارهم لما حدث مطالبين السلطات بمنع ومعاقبة الأشخاص الذين استغلوا حاجة الآخرين للقاح.