مكين العوجري – Yemen Peace platform
لاتزال تتمتع بمكانة مرموقة في وجدان كل فئات المجتمع اليمني ويرتبط تاريخها بالمناسبات الاجتماعية والدينية والافراح مثل الاعراس والولادة وحتى الموت وتتواجد في أغلب المنازل الريفية وبعض الأسر في المدن تحاول التمسك بها كهوية وجودية وتراثية.
ويحتفل اليمنيون سنويا عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو في الأماكن العامة والتجمعات والأنشطة والفعاليات الشبابية، وبشكل عفوي ومستمر عبر عدة وسائل وطرق وبما يتناسب مع قدراتهم، وبرزت تلك الاحتفالات في العشرة الأعوام الأخيرة، تعبيرا منهم عن عظمة المشاقر وما تحمله من مشاعر إيجابية تدفع بالجميع إلى الذهاب نحو الحب والخوض في غمار السلام الروحي والجسدي في ظل الحرب وتدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين.
وأصبح اقتناء المشاقر قداسة روحية ورمزية تميز صاحبها عن الآخرين بحكم رواءحها العطرة، غالبا ما تحرص نساء الريف على التزين بحزم من المشاقر، حيث يتم وضعه فوق الاذن ويتم شده بالمقرمة، أو المصر كما يسميه أبناء ارياف مدينة تعز خاصة جبل صبر و الحجرية وشرعب وغيرها من المناطق.
رومانسية المرأة في المشقر
المرأة اليمنية والريفية على وجه الخصوص ترتبط روحياً ووجدانياً بالمشاقر نتيجة الرمزية التي يحظى بها المشقر والذي يعد من وسائل التعبير عن السلام والهدوء والانسجام الذاتي والمزاج الراقي، كما أن الكثير من الأسر تعتبر وجود نبات المشاقر جزء من الأمور الإيجابية ومهم أن تكون متواجدة بشكل مستمر في المنزل أو حتى في العمل، وذلك اعتقاداً أنها محفز للخير وبيئة تهيئ للتعبير بوجدان صادق، وتطرد الشر وتجلب السعادة والفرح .
وتظل المشاقر هي النبتة الرشيقة والأنيقة التي تستحوذ على مساحة حسية كبيرة في حياة كل الأجيال، فهي تتواجد في أسطح المنازل وفي البساتين وتستوطن حواس كل يمني، ففي المناطق الريفية عندما تضع الفتيات المشاقر على رؤسهن، يعتبرن من اجمل الفتيات واكثرهن حبا للحياة وهو دليل على مدى اهتمامهن بالجانب الرومانسي.
وكانت الزهور في الماضي ولا تزال حتى اليوم من أهم وسائل الزينة التي استخدمتها المرأة اليمنية لإبراز جمالها وحسن مظهرها في حين تعتبرها النساء مصدراً للبركة ولها قدرة على حمايتهن من الشر، فيما يعتز الرجال بدورهم بزهور “المشقر” ويتزينون بها في مناسبات محددة، كما يزينون بها مجالسهم وزوايا الغرف .
موروث شعبي
يعد المشقر ثقافة اجتماعية يمنية لا يختلف عليها اثنان، وهي قاسم مشترك يربط الإنسان اليمني بموروثه، وتعتمد عليه بعض الأسر كمصدر دخل يتم تسويقه بطرق وسائل عدة، وذلك نتيجة استمرار الطلب عليه على مدار السنة، رغم أن عملية زراعته تراجعت في كثير من المناطق، إلا أنه مازال حاضرا في شرفات النوافذ وربما في زوايا السطوح أو على مقربة من أبواب المنازل.
وتتنوع المشاقر بتنوع الإنسان اليمني واختلاف قناعاته الفكرية أو السياسية، ومن الأسماء الأكثر شيوعاً الريحان، والحماحم، والشذاب، والازاب، والسواد، والبياض وغيرها من الأنواع الكثيرة والمثيرة بجمالها ونقاء روائحها النديه، وه للمشقر حضور وأهمية في يوم العرس ويستخدم كحماية للعرسان من نظرة عيون الشياطين، كذلك يتم وضعه بين ملابس العروسين بغرض طرد الشياطين وتعطير الملابس برائحة المشاقر.
ومن الأسماء ايضا “الكاذي” ويزرع كثيرا في الوديان القريبة من “هجدة”، وكذلك “الفل” وشجرته كريمة جدا في الصيف اذا وجدت عناية وسقيا.”
دراسة شعبية
وفي السياق يشير المؤلف والشاعر اليمني الكبير مطهر الأرياني في مؤلفه “المعجم اليمني” إلى إن “المشاقر” هي النباتات التي يتخذها الناس لتزيين رؤوسهم، وهي أضاميم الورد والريحان وغيره مما يتشقرون به طلباً للزينة والرائحة الطيبة، ويقوم الرجال المتشقرون بغرز تلك الأغصان في طيات ما يتعممون به من شالات و”سمايط” و”دساميل”وحتى يغرزون الزهور والنباتات في فتحات كوافي الخيزران، وقوافع “سعف النخل”.
ويضيف الارياني ان النسوة كانن يتشقرن بوضع تلك الأضاميم من الزهر والأغصان من الريحان بجانب خدودهن ظاهرة خلال ما يضعنه على رؤوسهن من خُمُر”.
المصدر يمن بيس