تقرير _ اشواق الحميدي
منذ تفشي جائحة كورونا اختفت من واقع اليمنيين الحفلات الغنائية التي يحييها فنان أو مجموعة فنانين يمنيين مع الجمهور في مكان واحد ، لكن تلك الاحتفالات عززت وجودها على الواقع الافتراضي تماشيا مع سياسة الحجر المنزلي.
الموزع الموسيقي اليمني عبدالله آل سهل أنتج سلسلة من الاغاني بالاشتراك مع فنانين يمنيين آخرين وجاءت تحت وسم #فنيمنيعن_بعد بعد أن الزمهم تفشي الجائحة البقاء في منازلهم.
وقدم آل سهل مع أحد عشر فنانا وعازفا يمنيا اغنية ” حوى الغنج ” وهي تمثل باكورة مشروعه الغنائي ” فن عن بعد”.
ويقول إن الفكرة ظهرت اثناء الحجر المنزلي بعد تفشي جائحة كورونا، وكان الهدف منها هو تمرير الوقت الممل في المنزل.
واضاف آل سهل ” قمت بتنفيذ اغنية ” حوى الغنج” من الاستديو الخاص بي في المنزل، في إطار سلسلة غنائية ستضم اغاني من مختلف الوان الفن الغنائي اليمني”.
ولاقى مشروع ” فن عن بعد” اعجاب الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وحظي بردود فعل إيجابية ومشجعة.
واستخدم فنانون يمنيون الاغاني وسيلة لإيصال رسائلهم التوعوية التي تحض المواطنين على التزام الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي.
وظهر الممثل اليمني محمد قحطان مع عدد من النجوم في كليب غنائي بعنوان ” لا نجيكم لا تجونا..والسبب فيروس كورونا.. يا حبايب اعذرونا”.
وبحسب قحطان يهدف هذا الكليب الى توعية المواطنين بضرورة التزام التباعد الاجتماعي في كل الأوقات وخاصة اوقات المناسبات والاعياد.
وتلاقي مثل هذه الأعمال الغنائية والفنية رواجا وتداولا واسعا بين الناشطين اليمنيين.
والقت الحرب بين أطراف الصراع في اليمن بظلالها على كافة مناحي الحياة ومن بينها الحياة الفنية والثقافية، وحدت من الفعاليات التي طالما كانت تنعقد بين الحين والآخر في المدن اليمنية لكنها تراجعت في السنوات الأخيرة بفعل ما يمكن أن نطلق عليه تضافر الحرب و جائحة كورونا.
واستطاع بعض الفنانين اليمنيين من كسر حاجز العزلة الثقافية التي فرضتها عليهم ظروف الحرب و جائحة كورونا من خلال أعمال فنية تستفيد من وجود الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للبقاء على تواصل مع الجمهور مع عدم الإخلال بسياسة الحجر المنزلي.
وتمثل الظروف السيئة التي فرضتها الحرب والجائحة بمثابة تحدي أمام الفنانين لمواصلة المشوار الفني وإنتاج أعمال فنية تدخل السرور على قلوب الجمهور المحجور في المنازل.
ويقول فنانون يمنيون اخرون إن الحالة النفسية التي تكونت لديهم بفعل الحرب والجائحة قد دفعتهم إلى التوقف مؤقتا على أمل العودة في ظروف صحية ومعيشية أفضل.
وأدت جائحة كورونا إلى وفاة فنانين يمنيين من بينهم الفنان حسن علوان الذي توفي في العاصمة صنعاء بعد إصابته بفايروس كورونا عن عمر يناهز (58 عاما).
“تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا”.