علي عبدالفتاح
لماذا يجري باستمرار حركة الحيلولة دون السلم المستقر والسلام الآمن لشعبنا ولوطننا مع إلحاحه وتطلبه للسلم والسلام؟؟
ولماذا يُستعاد صور وأشكال الفتن بين قطاعات شعبنا كلما اندفعت الأغلبية الكاسحة لشعبنا الملحاحة والمتطلبة للسلم والسلام من المهرة إلى مران؟!.
نعم إلى مران وابتداءً من باب المندب مروراً بالحجرية الفتية وجبل حبشي وصبر وغيرها وتعز بصفة عامة بما فيها شرعب, المخأ, تهامة, الحديدة, والمناطق الوسطى, وما حول مأرب, مراد, الجوف, حجة, وصولاً إلى صعدة, ومران…
وعلى ذلك لماذا لا تتوفر لشعبنا ووطننا كل السبل المفضية وهي موجودة وممكنة من الآن وصاعداً إلى إطلاق طاقاته لا إلى إعاقة حركته البناءة في التعمير والتنمية أساس السلام والاستقرار للبلاد وكل المناطق والبلدان المحيطة باليمن عمقها (الاستراتيجي) بكل ما في هذه الكلمة من معنى ومغزى وفي معظم الأشياء والظواهر الكثيرة المفيدة لعموم الأنحاء المجاورة وغايات العالم وأهداف العروبة الصحية السويّة والاسلام الراشد.
ذلك لأن السلم والسلام هو المتطلب الملحاح لمعظم شعبنا من عمال وفلاحين وصيادين وموظفين وتجار خاصة بعد هذه الرصاصات المنهمرة والقذائف المميتة والتجارب التدميرية المدمرة طيلة سنين الفتن الجارية بل والمستفحلة بتناحرات متزايدة آثمة.
وإذا كان متطلبات تثبيت الانفراج وهو من أعظم متطلبات البشرية التقدمية قد تحقق بعد تدافعات مشتِتة ومشتَتة إبان إعادة البناء السوفياتي والاشتراكي بعامة قد أنتج تفكيراً جديداً متساوقاً مع مسيرة البشرية التقدمية الراهنة على أنقاض تأزيم وأزمة العالم المستحكَمة حينها ومن مركزها البالغة التأزم ألا وهي الأطلسي وأثرها في تدافعات الكثير من المجتمعات لاسيما في المنطقة العربية للتوترات أو حتى لانسداد الأفق بل واشتعال الحروب الأهلية المستمرة فإن الوقائع والحقائق الجديدة إلى ومن المنطقة العربية ومنها اليمن قد أكدت على مثل هذا التفكير الجديد أو الأجد وأهميتها الأكيدة البالغة حيث لا بديل عن هذا التفكير الصائب الواضح وضرورات تجسيده وتموضعه في كل مكان إثر الانفراج الناجز ذو الأبعاد المهولة لحركته التطورية والتطويرية.
فلماذا لا تستفيد سياستنا وسياسة البعض من هذا التفكير الجديد الذي بدونه لا يبقى سوى الفراغ الآثم الذي يملئ فقط من دعاة الفتن والحروب فمضاعفات آلامنا وتخريبنا وتدميرنا باطراد !!! وإلى متى؟! هذا كله وكوكبنا بعد الانفراج الثابت قد خرج بحبور من عنق الزجاجة إلى الآفاق الرحبة المرضية لصالح الأطراف كل الأطراف حيث تشمّر السواعد ويرسو الإبداع العقلي داخل حركة البناء والتعمير بعيداً عن مشعلي الفتن ودفقات دقات الطبول الاعلامية العمياء المغذية فقط لرذائل تجار الفتن والحروب وكأن الاستقرار والنماء من الرذائل المخزية المقيتة أو وكأننا نحن بناة حضارات لا نستحق هبوب رياح الحضارة والتفاؤل والسعادة وبالتالي فعلى مجموع شعبنا بعامة وشبابنا بخاصة أن يستعيد أصالته الابداعية الابتكارية وأن يرتبط بالهموم المنهجية العلمية ــ الفكرية السياسية ــ البالغة التفاؤل وشديدة الارتباط بزخم الوقائع الجديدة والمعطيات الطليعية الكثة التي أصبحت تهطل زخات يومياً وكذلك الاكتشافات المهولة في كل المجالات وترابطاتها وتأثيراتها التراكمية التحويلية في أجواء مساعدة وديمقراطية ونزيهة قائمة على التصالح والتسامح وعلى وقف نهائي للحرب والحروب التي لا تعني سوى القذارة والرذالة في اتجاه البديل التاريخي البنيوي الكوني, اتجاه انعاش كل المعطيات والحصائل التي لدينا وفي أيدينا على طريق تثبيت طاولة الحوار والحوار وحده ولو طال بهدف تأكيد الانعاش ابتداءً من إزالة الحواجز مدخلاً للانعاش الشامل والجماهيري الذي يبدأ بعودة المواصلات والنقل الحر والبدء ببناء الاقتصاد واستمرار انتشار التجارة وصولاً إلى تبادل الزيارات الفردية والجماعية والرياضة المختلفة واستعداداً للأفراح والانتخابات والتجديدات فالاقلاع إلى حيث الأماني والانجاز القائم على الوئام وتثبيت التدرج التراكمي في كل الأنحاء والمجالات.
إن ما يجري حول العالم من تطورات مذهلة لاسيما على صعيد المجتمعات الصناعية على صعيدي الإنتاج والثقافة من أشياء وظواهر مذهلة مدهشة وأنه بالتالي فإن التباطؤ في المواكبة والالحاق إنما يمثل قتلاً جمعياً للشعوب وبالتالي إهداراً مهولاً للطاقات بل وإفناءً لها فضلاً عن مجراها الراهن التخريبي التدميري المميت في ظروف تتوافر فيه شيئاً فشيئاً كل عوامل النهوض بل وحتى الرخاء إن كنا جادين مستفيدين من العقل فهل نحن مجانين أو ماذا بالضبط والله المستعان على ما تفعلون وشكراً..