المواطن/ كتابات ـ سعيد المعمري
تعتبر الصحافة بمختلف مسمياتها هي السلطة الرابعة بقدر إنها لا تقل أهمية عن السلطات الأخرى التشريعية التنفيذية القضائية ولكن قد تختلف من بلد لآخر من حيث عملها سيما من ناحية الظروف والأوضاع السياسية هنا أو هناك ولذلك نجد بأن هنالك تباينات كبيرة لعمل هذه المهنة وخاصة في بلدان العالم الثالث النامي حيث لا يتاح للصحافة فيها للتطرق وتناول القضايا الهامة والحساسة إلا فيما ندر .
لغياب الرؤية
ويعود مثل هذا لتلك القوانين والأنظمة المقيدة للعمل الصحفي وكذا عمل المؤسسات الإعلامية في هذا البلد أو ذاك الأمر الذي يترتب عليه غياب الرؤية الواضحة لتلك السياسات التي يتم التعاطي معها في هذا الشأن وهذا ما هو موجود في معظم دول العالم الثالث الذي لازال يعاني هذه المشكلة حتى اللحظة نتيجة لعدم توفير المساحة الممكنة والمتاحة لممارسة المؤسسات الإعلامية لعملها بشكل مناسب حتى تتمكن من أداء رسالتها بالطريقة المطلوبة .
الصحافة مسؤولية
لإن الصحافة ليست هرج ومرج كما يدعي البعض بل هي مسؤولية كبيرة تقع على الشخص الذي يعمل فيها بإعتبارها هي مرأة عاكسة لواقع الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والثقافية في المجتمع ودون ذلك لا يمكن للدولة ومؤسساتها التنفيذية وغيرها أن تقوم بعملها أو تضطلع على ما يعانيه المواطن أو المجتمع من إشكالات سواءً على مستوى حياته أو معيشته .
فضلاً عن ما ينبغي من توفير إحتياجاته من الخدمات الأخرى في شتى نواحيه ناهيك عن معالجة قضاياه والتعامل معها وفق النظم والقوانين التي تخدم مصالحه والصالح العام ولكن أمور كهذه ربما تكون في الغالب مغيبة بسبب النظم السياسية التي تحكم تلك البلدان ومنها اليمن التي ظلت بمنأى عن مواكبة الصحافة في الدول الأخرى .
بالذات خلال الفترات الماضية من عمر الثورة اليمنية إنما أقدر أقول إنه بعد هذه الفترة من منتصف الثمانينيات من القرن الماضي بأن الأمور تأخذ مسارها في جانب الصحافة أفضل مما كان عليه الحال سابقاً سواءً من حيث المأدة الصحفية أم المقال أو الخبر علاوة إلى الإخراج الصحفي وغيره وحتى من ناحية الإلتزام بالعمل الصحفي كمهنة شريفة لا يشو بها أية شائبة ..
أهواء ومزاجية
وهكذا ظلت الأوضاع الصحفية إلى ما بعد قيام دولة الوحدة تفرض نفسها على الواقع المعاش وتتعاطى مع أحواله في شتى المجالات رغم العديد من المنعطفات التي أكتنفت تلك المرحلة وخاصة بعد حرب صيف عام ٩٤ م وبالتالي هو ما ترتبت عليه ذلك إنعكاسات سلبية كبيرة نتيجة لتلك الأهواء والمزاجية المفرطة في التعامل مع الآخرين بطرق فجة لا ترقى إلى مستوى المسؤولية بقدر إنها سلوكيات تنم عن حقد وكراهية وعدم نضوج ومعرفة عن كيفية التعامل مع الآخر حتى ولو كان هذا أو ذاك ليس من حزبي .
واقع متخلف
ولكن نحن للأسف نعيش في واقع متخلف غلبت أو طغت عليه الأنانية من ذوي النفوس المريضة والتي بقت لفترة طويلة تعبث بالبشر أو بالبعض من الصحفيين تحت ذريعة إن هذا مش معنا ولا بد من محاربته ..
وهكذا ظلت الأوضاع أو العمل بالصحافة وخاصة المقروءة منها وغيرها على ذاك النحو السيئ أو المغاير لحقيقة ما يجري في وسائل الإعلام بحكم أن معظم من يتولون هذه المؤسسات الإعلامية هم من الأجهزة الأمنية فضلاً عن نسبة كبيرة من العاملين فيها من صحفيين وموظفين وغيرهم .
دخلاء على الصحافة
ولذلك نجد بأن هذه المؤسسات أضحت تعج بالأشخاص فيها وخصوصاً بعد قيام دولة الوحدة وما بعدها بالرغم من الحراك الذي حدث في هذا الجانب ، إلا إنه في الجانب الآخر أثر بشكل سلبي بسبب عدم أو غياب الضوابط لمن يعملون في مجال الصحافة حيث أختلف الحابل بالنابل أي السيئ بالشريف أي نقدر نقول دخلاء على الصحافة .
مساوئ عديدة
وهذا ما زاد الطين بله بعد سنوات من العمل حيث كانت له مساوئ عديدة ومن ذلك غياب القوانين والضوابط الرادعة في العمل الصحفي لحد أن العديد من الأشخاص الذين تقولوا بإسم الصحافة أصبحوا أثرياء بعد تلك الفترة التي أعقبت قيام دولة الوحدة .
الفترة الحالية أكثر سوءاً
ليس هذا فحسب بل حتى أن الفترة الحالية هي الأخرى أكثر سوءاً وذلك لما طرأ عليها من أوضاع تماد تكون سيئة للغاية نتيجة لذلك الكم الذي ظهر في وسائل الإعلام المختلفة وخاصة من قِبَل أولئك الأشخاص الذين بتقولون اليوم على الصحافة ويدعون بأنهم صحفيون على هذه القناة أو تلك أو هذه الصحيفة أم غيرها ..
ليس لهم صلة بالصحافة
بالوقت الذي ليس لهم صله بالصحافة ولا بمؤسساتها الإعلامية إنما الأمور تسير بطريقة هوشلية ولا أحد يستطيع أن يقول والله يجب أن تكون مهنة الصحافة خالية من تلك الشوائب والأدران التي علقت بها .
خلال الفترات الماضية وكذا الحالية منها والتي ربما تكاد تكون أكثر مهزلة عن سابقاتها حيث نرى بأن العديد من الناس قد تحولوا إلى صحفيين في ليلة وضحاها سيما مع إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي Facebook Twitter. فيسبوك وتويتر وغيرها
خطأ كبير
إذاً أقول هنا إنه من يكتب سطر أو سطرين وأدعى لنفسه صحفي وهذا خطأ كبير فيما أن عملاً كهذا لا يحدث سوى في البلدان المتخلفة أما المتقدمة فهنالك ضوابط في هذا الشأن فبالإمكان أن يُغرد الشخص في Facebook أو Twitter الخاص به ولكن لا يقول أنا المحلل السياسي أو الصحفي بالوقت الذي أن هؤلاء غير منضوين في نقابة الصحفيين اليمنية حتى أن هناك العديد من يعملون في الصحافة هم غير منضويين أيضاً في النقابة .
كانت تعتمد على الأصوات
وإستناداً إلى ذلك أقدر أقول بأن المسألة سابقاً كانت تعتمد على عملية الترجيح في الأصوات لصالح هذا الحزب أو ذاك حيث نجد بأن النقابة أضحت تحتوي أو تضم فيها أشخاص في كافة مؤسسات ووزارات الدولة .
وهذا هو الخطأ الفادح فيما أن العدد الحالي بالنقابة بلغ نحو ١٦٠٠ صحفي ما بين بطاقة عاملة وكذا منتسبه ووضع كهذا هو ما أثر على نشاطها وعملها حيث أنها لم تتمكن خلال الفترة الماضية من تحقيق كادر خاص بالصحفيين ناهيك عن المطالبة للحكومة بإضافة مادة بالدستور بإستمرارية بقاء الصحفي بالعمل إلى ما لا نهاية كما هو الحال في مصر وبعض البلدان العربية فضلاً عن البلدان الأوروبية .
والله من وراء القصد