المواطن/ متابعات
انطلقت أمس الخميس أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بداية الحرب قبل نحو ست سنوات، في بارقة سلام أحيت آمال الاف الأسر التي انتظرت ذويها لسنين طويلة وهم في المحتجزات.
وعلى مدارج مطارات سيئون وعدن وصنعاء استقبلت عديد أسر يمنية ذويها المفرج عنهم على دفعات بدأت أولها صباح أمس الخميس.
وكانت الحكومة الشرعية وافقت على تبادل 15 الف أسير مع مليشيا الحوثي الانقلابية في محادثات السويد في كانون الأول/ديسمبر العام 2018م، إلا أن التنفيذ تعثر رغم المفاوضات التي استمرت حتى الشهر الماضي سبتمبر 2020م.
وأتفق الطرفين الشهر الماضي في محادثات في سويسرا على تنفيذ مرحلة أولى من التبادل شملت الافراج عن 1081 أسيرًا ومختطفً لدى الطرفين، بينهم سعوديون وسودانيون، وتعد هي الأكبر منذ بداية الحرب.
تفاصيل التبادل
شملت عملية التبادل الإفراج عن 670 من الأسرى الحوثيين، و387 من الحكومة بينها 15جندي سعودي و4 سودانيين.
ونقلت أربع رحلات جوية متزامنة من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن 152 معتقلًا لدى الحوثيين، بينما نقلت الطائرات التابعة للجنة الدولية 200 أسيرًا حوثيين من مطار عدن الدولي.
وكانت عملية التبادل افتتحت أمس الخميس، حيث تبادل مطاري صنعاء وسيئون ست رحلات جوية بينها رحلة واحدة إلى العاصمة السعودية الرياض، نقل فيها 705 محتجزًا وأسيرًا، بينهم 470 من الأسرى الحوثيين، و216 تابعين للحكومة الشرعية.
ونقلت طائرة تابعة للصليب الأحمر الدولي 19 من الجنود السعوديين والسودانيين إلى قاعدة الملك سلمان في الرياض.
وبالعودة إلى احصائيات الرحلات فقد أطلق سراح نحو 249 أسير حوثي مقابل 15 جندي سعودي و4 سودانيين، و108 أسرى حوثيين مقابل مثلهم للحكومة من مطار سيئون، و200 أسير حوثي مقابل152 من الحكومة أطلق سراحهم اليوم من العاصمة المؤقتة عدن.
اشراف دولي
عملية التبادل نفذت بتنظيم مباشر من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي أجرت مقابلات فردية وفحوصات طبية مع الأسرى “للتأكد من أنهم يريدون نقلهم إلى ديارهم وأنهم يتمتعون بصحة جيدة للقيام بذلك”، بحسب تصريح لناطق باسم الوكالة نشرته وسائل اعلام دولية أمس الخميس.
ووزعت الجنة الدولية معدات الحماية الشخصية على الأسرى ونفذت تدابير التباعد الاجتماعي في الطائرات والمطارات للحماية من انتقال فيروس كورونا المستجد.
ترحيب أممي
ورحب مبعوث الامم المتحدة لليمن مارتن غريفيث في تغريدة له بنجاح عملية التبادل قائلاً: “عملية اطلاق السراح اليوم هي علامة جديدة بأن الحوار السلمي يمكن أن يؤدي إلى نتائج حميدة”.
وأضاف: “آمل أن يلتقي الطرفان قريبا برعاية الامم المتحدة لمناقشة إطلاق سراح كل السجناء والمعتقلين على خلفية النزاع”.
تبادل أمريكي حوثي
عملية التبادل التي جرت بين الحكومة الشرعية والحوثيين، أتت غداة اعلان الولايات المتحدة الأربعاء الإفراج عن أميركيين كانا محتجزين في اليمن لدى مليشيا الحوثي الانقلابية التي استعادت في المقابل، نحو 240 من أنصارها كانوا عالقين في سلطنة عمان.
اطلاق خمسة صحفيين
وشملت عملية تبادل الأسرى الإفراج عن خمسة صحفيين كانت مليشيا الحوثي اختطفتهم مطلع 2015م من مقرات عملهم في العاصمة صنعاء.
ورحبت نقابة الصحفيين اليمنيين بإطلاق سراح الصحفيين هشام طرموم، وهشام اليوسفي، وهيثم الشهاب وعصام بالغيث، وحسن عناب، الذين اختطفوا من أماكن عملهم قبل خمس سنوات.
ودعت النقابة في بيان أصدرته الخميس، إلى إطلاق بقية الصحفيين المختطفين وهم، عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، أكرم الوليدي، وحارث حميد، وسلطان قطران، وحيد الصوفي، وبلال العريفي، ومحمد الصلاحي، محمد الجنيد، وأستاذ الإعلام وليد الشرجبي، ووليد المطري.
كما جددت النقابة مطالبتها باطلاق سراح الصحفي محمد المقري المعتقل في مأرب، وعبدالله بكير المعتقل في حضرموت، ومحمد قائد المقري المختطف لدى تنظيم القاعدة في ذات المحافظة الشرقية.
وطالب البيان المبعوث الدولي مارتن جريفيث بمواصلة جهوده من أجل الافراج عن بقية الصحفيين المختطفين لدى مليشيا الحوثي.
ودعت نقابة الصحفيين في السياق كافة المنظمات المحلية والدولية المعنية بحرية الرأي والتعبير وفِي مقدمتها اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين إلى مواصلة جهودهم حتى إطلاق كافة الصحفيين اليمنيين المختطفين.
تعذيب المختطفين
وكيل وزارة حقوق الإنسان في الحكومة الشرعية، ماجد فضائل، أعرب في تصريحات اعلامية عن خيبة أمله لأن غالبية المحتجزين المفرج عنهم من سجون المليشيا الحوثية خرجوا وهم في حالة نفسية وجسدية مزرية، متهمًا المليشيا بتعذيب الأسرى والمختطفين في سجونها.
وأشار فضائل إلى أن بعض الأسرى تم استلامهم وهم في حالة أقرب إلى الجنون جراء التعذيب، لافتًا إلى أن هناك أسرى بحاجة إلى دعم نفسي عاجل، وهناك بعض الحالات من الصعوبة عودتها إلى وضعها الطبيعي جراء ما عانته في السجون الحوثية.
وأظهرت صور لعملية التبادل، أن غالبية الأسرى والمختطفين المفرج عنهم من سجون المليشيا الحوثية، نزلوا من سلم الطائرات وهم على عكازات، جراء التعذيب، فيما بدا جميع الأسرى الحوثيين المفرج عنهم بصحة جيدة.
مختطفون مقابل مقبوض عليهم
ناشطون حقوقيون واعلاميون قالوا أن من أهم سلبيات عملية التبادل أنها أسمت المختطفين المدنيين المفرج عنهم من سجون مليشيا الحوثي أسرى، فيما هم مجرد مدنيين أختطفتهم المليشيا من منازلهم ومقرات اعمالهم وطرقهم دون أن يشاركوا في الحرب.
وقال الناشطون إن أسرى المليشيا الحوثية لا يمكن عدهم أسرى حرب وفقًا للقانون الإنساني، بل مجرمون متمردون ألقت القوات الحكومية القبض عليهم اثناء مشاركتهم في عمليات اجرامية.
هذه التصنيفات وغيرها عدت مثار جدل بين الناشطين والاعلاميين، فبحسب مراقبين، ما يهم هو الافراج عن المختطفين ويمكن لمن أراد انصافه البحث عن حقه كون الحقوق لا تسقط بالتقادم.