المواطن/ كتابات ـ ابو رامي
الشرف في مفهومه الاجتماعي وتجييش العاطفة التي تعتبر جزء لا يتجزأ من تركيبة المجتمع اليمني عبر مختلف العصور والازمنة ، كان هو السلاح الامثل الذي تجيد استخداماته المراكز المقدسة لقوى الملكية في صراعاتها المستميتة امام قوى الجمهورية في مواطن عديدة ، منذُ فجر 26 سبتمبر. حتى يومنا هدا .
الشرف : الذي استخدامته هده القوى المتسلطة على الارض والانسان أسوء استخدام عند تعمدها في تشويه و تمييع قضية اغتيالها للشهيد ابراهيم الحمدي وهي تستل سيف الشرف والانتصار له على الرقاب ليس الا بهدف تكميم الافواه امام طريق امكانية كشف جريمتهم القذرة
انه مفهوم الشرف ذاته الذي استخدمته نفس المراكز. في شرعنة قتل عبدالرقيب و التمثيل بحثته في شوارع صنعاء لاكثر من ثلاث ايام ، وهي تروج بكل وقاحة على انه ملحد يجيز زواج المحارم .
ولا يخفى على الجميع نفس الاسلوب المتبع في شرعنة مطاردتها في مختلف المحطات مرورا بقتل وتصفية وسجن طلائع. الجبهة الوطنية الذين نادوا وناضلوا من اجل السيادة للوطن والديمقراطية للشعب الوحدة لليمن ،
وانتهاءاً منها بادعاء فتح الجنوب وشرعنة الفيد والقتل والنهب في تحالفات 7/7 الغاشم على كل قيمة حية .
و على جناحي محمل الشرف ابتزت العقول وفتحت طريقها للحصول على الحكم والتسلط على الارض والانسان في كل الوطن .
واليوم .. وفي خضم التجاذبات الحادة التي تشهدها مناطق الحجرية حاملة لواء الهوية المدنية للحالمة تعز ، برزت جريمة قتل الشاب الاغبري بصنعاء في موجة صاخبة تتقدمها وتدفع بها مطابخ اعلامية موجهة من صنيعة تلك المراكز المقدسة تحمل طابع الدقاع عن الشرف اليمني ذاته والمنتهك اكثر من تعاطفها مع ذات الجريمة نفسها ، مدغدة بذلك عاطفة المجتمع اليمني بمختلف مكوناته وشرائحه في كل بيت لتوصله الى حالة مرتفعة من المشاعر الملتهبة ، والتي لطالما تطغى بطبيعتها عند الفرد على استخدامات العقل وتصيب ادوات التفكير السليم لديه بالعقم والشلل التام .
لتقدم على متن هده الاحجية عدة رسائل اهمها :
رسالتها الاولى : الى العالم تحكي عن ذلك المستوى الانساني المرتفع الذي يتسم به طابعها السياسي الذي لطالما غاص في الدماء والقتل والابادات الجماعية والفردية للمنازل والسكان .
رسالتها الثانية : الى المجتمع اليمني انه ومع كل تقدم نوعي في ملابسات الجريمة المعلن يوميا يترسخ في اذهان الاغبياء من الناس منسوب العدالة المرتفع عند ذلك الظالم ، ويتعزز في العقول الفارق الكبير في حالات الفقد لمبدأ العدالة عند هذه الضحية .
رسالتها الثالثة : الى الحجرية وفي هدا التوقيت تحديدا … الذي تعتصر فيه هويتهم التاريخية بكل ألم ، في حين كشرت على اجسادها انياب غليظة للمطامع والاحقاد و تكالبت عليها قوى اسقطت عن وجهها اقنعة الدفاع عن الحقوق والحريات في مربعات الشرعية . برزت موجة مظلومية الاغبري المتزامنة مع مجريات الاحداث في المنطقة ، وعبر الوية الدفاع عن الانسانية والشرف والانتصار للمظلوم حُملت القضية على اكتاف تلك المراكز التي لطالما غاصت في وحل الجريمة والقتل وتغوص في الانتهاكات الانسانية والحقوق .
لتشق لنفسها بذلك طريق من خلال القلوب والافئدة بهدف الوصول الى القناعات فتعيد بذلك انتاج ذاتها المشوه ، وبالتالي تقدم نفسها كخيار بديل الامثل والانسب والاعدل ،
الخلاصة : بغض النظر عن طبيعة الظروف التي قتل فيها الشاب الاغبري الا انها تظل بصمة عار في جبين الانسان اليمني و نظام صنعاء على حد سواء. والانتصار لها واجب على كل حاملي الوية الانسانية ولا يجب. ان تؤخذ منفردة بعيدا عن مختلف الجرائم الانسانية البشعة التي ارتكبها ويرتكبها نظام صنعاء. الحوثي.
ان اي تناول لهده الجريمة الشنعاء بشكل منفرد هو اسفاف بحق الانسانية اولا و قضية مقتل الشاب الاغبري ثنايا ، وبصمة عار في وجه ابدية في وجه كل متعاطف معها دون غيرها وواقع تحت تاثيرات الموجة الساخنة التي تتعمد بثها مراكزهم الملوثة ، والتى تدعي اليوم لنفسها الزهد وهي مغمورة في مستنقع القبح والانتهاكات الانسانية كل يوم .
بقلم / ابو رامي تعز
عبدالله عبدالغني