المواطن/ كتابات_ محمد قاسم نعمان
الاختلالات الأمنية وتعدد الاجهزة الامنية وتعدد غرف عملياتها واداراتها ونفس الشيء بالنسبة للحلقات العسكرية .. كل هذا وغيرها من الاسباب والمسببات التي تتداخل مع تعدد المكونات السياسية الجنوبية وعلاقاتها ستظل مسببة للأذى والاضرار على الجنوب والجنوبيين وقضيتهم الجنوبية العادلة المراد الانتصار لها .
فهل آن الأوان لتتوحد الاجهزة الأمنية والعسكرية في الجنوب ويعاد بنائها وعملها استناداً إلى القوانين المنظمة لعمل مثل هكذا أجهزة ومؤسسات ، وتتوحد المكونات الجنوبية السياسية على برنامج عمل ورؤية موحدة تجسد شراكة الجميع في تحديد المهمات المرحلية ذات القواسم المشتركة ليعمل الجميع من أجل الانتصار للقضية الجنوبية وتمكنهم من استعادة دولتهم الجنوبية بعد فشل وحدة 22 مايو 1990م .
الجرائم الإرهابية البشعة التي شهدتها مدينة عدن الخميس الماضي بالترافق مع تلك الجرائم الارهابية التي شهدتها ايضا محافظة أبين والتي ذهب ضحاياها العشرات من القيادات العسكرية والامنية والعشرات من الجرحى يضاف لها ما تشهده محافظة الضالع من عدوان ومواجهات تسببت ايضاً بالعشرات والمئات من القتلى والجرحى .. لا يمكن مواجهتها بردود أفعال متشنجة ولكنها تحتاج إلى تأمل متعمق لما يدور ويعتمل في الجنوب وما يستهدفه من مخطط وما هي سبل مواجهة هذا المخطط والتي أرى أن تكون أبرز المواجهات الفاعلة لهبذا المخطط هو ما سبق ذكره في بداية مقالتي هذه ومحورها ( وحدة الجنوبيين – ووحدة الادوات – ووحدة الرؤى ) .
ردود الأفعال المتشنجة لها مردود مضر ومسيئ للجنوبين وقضيتهم العادلة كما حاصل فيما يتعلق ببعض التصرفات غير المسؤولة التي تم بها استهداف مواطنين ليس ذنبهم سواء أنهم من ابناء الشمال ..
بدلاً من البحث عن المسؤولين الحقيقيين عن الجرائم التي ارتكبت في معسكر سباء بالبريقة ومركز الشرطة بالشيخ عثمان وفي المحفد ولودر في محافظة أبين .. والمسؤولين الحقيقيين عن الوصول لتنفيذ هذه الجرائم والبحث عن القصور والمسببات ومن يقف ورائها .
ويود مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان أن يؤكد هنا أن الارهاب والفساد والبناء العشوائي والاستيلاء على الممتلكات الخاصة والعامة وكل ماله علاقة بالأعمال غيرالقانونية التي تشهدها مدينة عدن والجنوب عموما يدخل ضمن انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وعلى الجنوبيين لكي ينتصروا لقضيتهم الجنوبية العادلة أن يقفوا أمام كل هذه الجرائم والانتهاكات بمختلف اشكالها وأنواعها ومستوياتها، بوعي ومسؤولية ودراية لعواقب كل عمل يقومون عليه والحرص على عدم التسبب بالأضرار والإساءة لقضيتهم العادلة والمعترف بعدالتها بها دولياً .
مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان وهو يتابع كل ذلك بألم بالغ وحزن شديدين يتقدم بأحر التعازي القلبية لأسر الشهداء في كل هذه الجرائم الارهابية ويخص بالذكر الشهيد أبو اليمامة الذي كانت جريمة معسكر سبأ تستهدفه بوجه خاص لما له من دور فاعل في مسيرة الانتصار للقضية الجنوبية كما يدعوا الحكومة والتحالف إلى توفير العناية والرعاية والعلاج الكامل للجرحى .
مع جزيل تحياتنا
محمد قاسم نعمان
رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان