المواطن/ ثقافة – ريم كمال
أطبقت عيناها الحالمتين بهدوء لتنتهي من يوم أزعجتها تفاصيله كثيرآ ، اللوعة المشتعلة بدآخلها و الشوق جعل قلبها رماد ، لكن طيفه النائم بالقرب منها أيقضها بذعر، متى يعود ذلك الغائب المرتمى بأحضان الغربة ألا يفكر بالعودة ؟؟
أنطمرت بداخل فراشها ، شعرت بأنه هنا بجانبها، يتفحصها بعينه ، ضوء شحيح، فركت عيناها جيد ، أنتفضت لتشعل فتيل النور، لتجد وجهه طيف يختفي من ناظريها كالبخار ، تلاشى كالضباب ، ولكن عطره كان يملئ حجرتها ، يلاعبها طيفه.
أعترتها رجفة، و بلهفة أخرجت من تحت وسادتها صورته ، فتجفلت أصابعها، ضمتها إلى صدرها لتشعر بالدفئ قليلا .
للحظة أغمضت فيها عيناها، تنفست بعمق، سافرت بمخيلتها إليه…
صوته يرن في كل أرجاء غرفتها، ! متى يعود لتفضي له بمكنون مشاعرها؟
متى يعود؟ حتى لا يموت غصنها عطش..
متى يعود ؟ فهي تريده بشدة…وتطلبه أشد..!
فهل يأتيها الآن ؟؟
أغمضت عيناها لتنام، لكنه يلاحقها في كل تخيلاتها و لاترى غيره بأحلامها، مأسور هو بدآخلها و مليئة بالخيبات هي بدونه.
أصبحت وحيدة وهو وحيد مثلها تمامآ ، رغم امتلىء منزليهما بأشخاص ، غيابه مر و غيابها عنه امر، مجددآ أيقضها شئ منه ، رنين الهاتف، أنه هو صوته، غابت لدقائق عن الواقع ثم أنفجرت باكية قائلة له : متى تعود … أشتقت إليك !!.
للقاصة : ريم كمال.