فاطمة وزمزم، فتاتان سعوديتانتعرضتا لحروق من الدرجة الأولى والثانية والثالثة في مختبر مدرسة متوسطة وثانوية “الحديثة” أثناء تجربة خاطئة لاستخدام المحاليل الكيمائيه من قبل معلمتهما، التي لم يكن لديها أي خبرة باستخدام المحاليل الكيمياوية.
ونظراً لتجاهل وزارة التربيه والتعليم التي وعدت بمعالجتهما على حسابها الخاص، مازال والدا الفتاتين يدفعان نفقات العلاج “على حسابهما الخاص”، وأكد والدا الطالبتين أنهما إضافة إلى الظروف النفسية للفتاتين، وتعطل دراستهما، وتشتت حال أسرتيهما بسبب السفر وزيادة المصاريف، بات الوالدان لا يعلمان كيف يسددان تكاليف جلسات العلاج.
ووجّه والد زمزم نداءه لوزير التعليم بالتكفل بعلاج ابنته وصديقتها فاطمة كما وعدهما، وتعويضهما عمَّا تعرضتا له.
وتعود قصة زمزم وفاطمة الطالبتين بالصف الثالث متوسط في متوسطة وثانوية الحديثه إلى 3 أشهر، حيث تعرضتا للحروق أثناء تجربة خاطئة لاستخدام المحاليل الكيمياوية من قبل معلمتهما.
وأدى الخطأ إلى احتراق المختبر، وتعرض الطالبات، إضافةً إلى المعلمة لحروق وتشوّهات نقلن على إثرها إلى مستشفى القريات العامه، وتحسنت الحالات وعادت الطالبات إلى مدرستهن باستثناء “فاطمة وزمزم” اللتين تعرضتا لحروق كبيرة ولخذلان أكبر سواء من مستشفى القريات الذي شخّص الحروق من الدرجة الأولى ليفاجأ الأهل أنها من الدرجتين الثانية والثالثة بعد التشخيص في الاردن أو من وزارة التعليم، حيث تحدث وزير التعليم هاتفياً مع والد زمزم ووعده بتكفل الوزارة بعلاج ابنته، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن، ومازال والدا المصابتين يتوليان علاجهما على نفقتهما الخاصة في الأردن، مما أدخلهما في وضع مالي ونفسي لا يحسدان عليه.
آخر الحلول الغريبة التي طرحتها عليهما وزارة التعليم هي معالجة الفتاتين على نفقة البنك الاهليوالحصول على فواتير وتقديمها للوزارة من أجل تسديد المبلغ لاحقاً للأسرتين.
هنا تساءل الوالدان: من أين نؤمن المبالغ الآن لعلاج ابنتينا؟ الغريب في الأمر أكثر أن إدارة تعليم القريات لم تعلن نتائج التحقيق عن الحادثة، واكتفت بتقديم مساعدة مادية قدرها 5 آلاف ريال، ثم توقفت عن التجاوب مع نداءات والدَي زمزم وفاطمة.
نحاول إخفاء ألمهما
وبألم وحرقة تحدثت والدة زمزم عن حالة ابنتها وزميلتها وعن حجم الوجع الذي يعانيانه، وقالت إن الفتاتين متأثرتان من التشوهات التي لحقت بجسدهما، ومراحل العلاج الطويلة، ناهيك عن حالتيهما النفسية الصعبة، والتي منعتهما من ممارسة حياتهما الطبيعية، وحرمتهما من مقاعد الدراسة، ذاكرة أنها عانت كثيراً أثناء علاج ابنتها بالأردن، حيث كانت تحاول أن لا ترى ابنتها وجهها حتى لا تصدم به، وكانت تغطي المرايا التي بالمستشفى، وكذلك التي داخل المنزل.
الحروق بيد فاطمة
عين زمزم
وذكر والد زمزم “ناصر سعد الخمعلي” أن ابنته تحتاج أن تعود إلى طبيعتها بعد 15 عملية بلازما ليزر، و10 عمليات صنفرة وتقشير: “فالحروق قد أصابت الوجه واليد اليمنى وهي حروق من الدرجة الثانية والثالثة، وأدت إلى صلع بالجهة اليسرى بالرأس وتحتاج عملية زراعة، وقطع بالأنف بالجهة اليمنى”، وذكر أن الجلسات مكلفة كثيراً، حيث تبلغ قيمة الجلسة الواحدة 400 دينار أردني بما يقارب 2500 ريال سعودي، بمعدل جلسة كل 3 أسابيع.
وذكر أن اختياره للأردن لقربه من سكنه بـ “حديثة التي لا تبعد جغرافياً سوى 140 كم”، مبرراً السبب بارتباطه بعمله، ومدارس أبنائه، مبيناً أن موافقة مدينة الملك سعود الطيبهجاءته بعد أن بدأ بعلاج ابنته بالأردن بـ 33 أسابيع، لكنه رفض الانتقال لها، لأن ابنته كانت قد بدأت العلاج بالأردن وبدأت تستجيب له.
فبعد خروج ابنته من مستشفى القريات بـ 3 أيام، قام بإرسال برقيات للمستشفيات بإخلاء طبي للفتاتين لـ#الرياض، لكنه لم يتلقَ أي رد، فسارع هو ووالد فاطمة للذهاب بهما إلى الأردن لسرعة علاجهما، واكتشفا أن الحروق التي بابنتيهما من الدرجتين الثانية والثالثة، مما يستدعي العلاج الفوري.
وبين أن نفسية ابنته غير مستقرة لدرجة أنها رفضت العودة للمدرسة هي وزميلتها فاطمة، وسنبدأ معهما العلاج النفسي قريباً. وقال: “أيضا لا تريد أن ترى وجهها في المرآة فقمنا بتغطية جميع المرايا بالمنزل، ولكن الأطباء أبلغونا أن نسبة شفاء ابنتينا تبلغ حوالي 60% فقط”.
وذكر أنه عانى كثيراً من الديون وارتفاع التكاليف، والقروض، وبين أن مستشار التعليم اتصل به وعاتبه لإثارة الموضوع للإعلام، وأن الخطأ الحاصل لا تتحمله الوزارة.
وقال والد الطالبة فاطمة “بسام الصبيحي” البالغة من العمر 15 عاماً إنها تحسنت بسبب العلاج بنسبة 60%، مبيناً أن علاجها في الأردن كلفه حتى الآن نحو 50 ألف ريال، وبيّن أن مستشفى القريات اكتفى بصرف كريم وبندول لابنته وزميلتها، وتم إخراجهما من المستشفى بعد 3 أيام من دخولهما.