المواطن/ كتابات ـ خالد سلمان
صمت سعودي مشوب بالإنتظار ،مشحون بالأسئلة عن ابعاد هذا الصمت ازاء محاولات اجتياح عدن،والحرب الدائرة على تخومها ،وما إذا كان مثل هذا السلوك المستهجن ،من قبل ضامن للإتفاق ،يأتي في سياق رؤية ،ومقاربة سعودية اقليمية للحل في اليمن ،من خلال قلب خارطة التوازنات ،والتدخل القسري التعسفي بقوة السلاح ، لإعادة رسم احجام اللاعبين ،أضعاف البعض وتقوية البعض ،والضغط على سقف مطالب كل الاطراف تحديداً الجنوب.
المؤشرات ومنها رفض السماح لقيادة الإنتقالي ،من العودة الى عدن، لما لهم من كاريزما وقوة تأثير شعوري سياسي تعبوي شعبي على الارض ، تؤكد ان مايجري في شقرة ،واستمراره دون تدخل الضامنين الأقليميين،ان قراراً يطبخ على نار حربية ،لتمرير شيء ما ،ضد عدن والمجلس الإنتقالي ، محمولاً على غضب سعودي ،من رفض سلطة عدن الإستجابة لبيان التحالف، الخاص بالتراجع عن قرار الادارة الذاتية، الامر الذي يُترجم هذا الإمتعاض، احترابأ ،وضوء أخضر ليس لإجتياح عدن ،بل الإقتراب منها الى اقرب نقطة تماس،وجعلها تحت مرمى نيران الشرعية، لاجبار الانتقالي على إعادة صياغة المطالَب وفق السقوف المسموح بها سعودياً.
ما يحدث في شقرة ليس حرباً بالمعنى التقليدي، الذي ينتهي بنصر كامل او هزيمة كاملة،بل هو ممارسة السياسة عبر الحرب، وفرض تصورات غير مقبولة جنوباً ،بالقوة وتهديد الإجتياح.
السعودية تدير سياساتها وتصوراتها، لحلحلة الملف اليمني وتفكيك إستعصاءاته، عبر مزيد من الدم، وإضعاف جميع الاطراف،لتمرير حل متوافق عليه مع الحوثي وبشراكة إقليمية.
عدن وحدها من عليها ان تدفع الثمن،فيما تجدد عدن مطالبها، رفضاً معمداً بالصمود و بالتضحيات.