المواطن/ كتابات ـ أ.جمال عبدالمولى
روح المبادرة:
تعود بي الذاكرة الى أيام زمن عدن الجميل،حين كانت تسجل افضل الأرقام القياسية،من حيث التعليم والصحة ،النظافة،وتخطيط المدن وتوفر فرص العمل،الخدمات وتوفير حاجات الناس،وقبل هذا كله الأمن والأمان..
كنا ونحن في الصفوف الابتدائية حتى الثانوية،نقوم بالأنشطة المدرسيةوالطلاببة،ونعمل بروح الفريق،الواحد،واتذكر بأننا قمنا وبالتنسيق مع إدارة المدرسة ومبادرة من اتحاد الشباب”أشيد” بعمل ترميم متكامل،لمدرستنا،وكان ذلك بعد الدوام الدراسي ويوم الإجازة،الجمعة،واستمر العمل قرابة السهرين،حتى استكملت العمل وبرز الوجه الجميل لثانوية لطفي جعفر امان،في كربتر،قدر هذا العمل عن طريق متخصصين من المهندسين في الإسكان والبلدية،بربع مليون شلن،ولإكتمال. الفرحة،قررنا إدارة المدرسة ونحن،بطلب زيارة من وزير التربية ولجنة المديرية والمحافظة واللجنة المركزية،لأشيد،كانت الإستجابة سريعة لتلبية الدعوة،عدا الوزير لم نستطع التنسيق معه،وطرأت فكرة ليس ما نطلب زيارة من رئيس الجمهورية،وفعلا حضر رئيس الجمهورية ومعه رئيس الوزراء،والوزراء،وتم تغطية الحفل من قبل تلفزيون عدن.. وكان الخبر الرئيسي للنشرة المسائية الرئيسة ،هكذا كان الناس متواضعين ومبادرين،وبروح قوية وعزيمة لا تلين،حين كنا الجميع،كمواطنين،لا نسأل ولا يطرأ على بال اي من،ان يقول لزميله أو لصديقه أو جاره،من اين انت وايش اسم القبيلة،وكنا في الأعياد نلبس تقريبا نفس الملابس والمستوى المعيشي متوفر للجميع،ولم يكن موجود متسولين،عدا القلة القليلة النازحة من بعض دول الجوار،او بعض الفئات التي اختارت أن تعيش في العراء منذ الغزو الحبشي لليمن، وتوزعهم ديموغرافيا،وتباعا كانت الدولة تدخلهم في برامج الرعاية الإجتماعية،وصفوف الدراسة الإلزامية،ولم يكن هناك أي فارق في المستوى المعيشي،بين ابن الرئيس،او ابن اي مواطن ٱخر،بما في ذلك القادمين من القرن الافريقي كانوا يدرسون ويعيشون كأي مواطن في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية،وبعد استكمال دراستهم الثانوية يتم تخييرهم،هل تلتحقون بالخدمة العسكرية الإلزامية،ام تريدون البقاء بجنيتكم الأصلية،فمن التحق،يمنح دفتر الخدمة،وتمنح له البطاقة الشخصية،هكءا كانت عدن هكذا كان الجنوب يملأ الدنيا ضجيجا من خلال العام والمعرفة والرحلات الترفيهية والمرح ،وعند استكمال الخدمة تكون وزارة التربية والتعليم قد جهزت المنح الدراسية في الداخل والخارج،وكامت مثابرة الجهاز الحكومة توفر عدد وافر من المنح،تفوق الطلبات،وعند التخرج بعد شهر فقط تكون الوظيفة جاهزة لكل خربج،وبعد ذلك تقوم وزارة الإسكان بصرف المنازل وبحسب الأولوية للموظفبن،ولغيرهم ايضا من المستحقين،ووق البحث الإجتماعي للمساكن والسكان، هكذا كانت عدن،لم نعرف أن مسئول قبل رشوة،اوحجب رواتب الموظفين،اوبنى بيوت أو لدية رصيد مالي يفوق رانبة بٱلاف ٱلاف المرات، هكذا كنا ،ولم يكن حتى رئيس الجمهورية أو الحكومة أو مجلس الشعب أو اي وزير،او كبار الكوادر في الجهاز الإداري للدولة يملك أي ثروة،من مال الشعب.حتى تكالبت على هذه الواحة الجميلة الثعابين،والهوامير،في منتصف العام 1999م،لتبدا هذه المدينة الجميلة وكل محافظات الجنوب في رحلة المجهول مع الفساد،الغدر والغرابيب السود . وعدن هي من دفعت وتدفع الثمن. و”من أجل ذلك كله” نعود إلى الموضوع الرئيسي،عدن تحتاج إلى إطلاق مبادرات أبنائها في كل المديريات،وفي كل اامحافظات،لإجتثاث الأوبئة،ولاينبغي أن ننتظر أصحاب الكروش، وناهبي الإيرادات والمخصصات،الدعوة الخيرين من ابناء عدن بكل محافظاتها،فإذا ماصحى ناهبوا المال العام من غفوتهم،فليطلقوا المخصصات وليرفعوا أياديهم النهابة،والتي تخنق وتقتل عدن من الوريد الى الوريد،ونوجهها دعوة للجميع بأن يعودوا إلى رشدهم ويكونوا شركاء في إعادة الوجود الجميل المشرق. لعدن،لا أن يظلوا بؤر للفساد والحرب واستمرار دورات الصراع.
نعم والف نعم عدن تستحق ثقافة ووعي ومعرفة المبادرة،لتستعيد ونستعيد معها مجد الوطن كل الوطن.
أ.جمال عبدالمولى