المواطن/ تعز ـ أ. لمياء مكرد & م.شفيع العزعزي
يقولون دائما أن الحروب تقوم كي يحيا البشر ويموت الشر و لكنها تبقي الشر وتقتل البشر ( هذا حال الحرب في وطني ) في يوم الأحد 16 من شهر فبراير 2020 كانت لفواجع الأقدار موعدا مع أسرة هشام عبده الشيخ غيرت مجرى حياتهم.فالأسرة احدى ضحايا هذه الحرب البائسة والمؤلمة وبطريقة غير مباشرة أصابهم من الألم والحزن ما أصاب الكثير من الأسر اليمنية المكلومة .
اسرة هشام مكلومة بفقدان اثنين من أولادها بل هما الولدان الوحيدان لأبويهما عمار 13 سنه، و عبده 10 سنوات ويدرسان في المرحلة الاساسية وليحفظ الله أختهما (اسماء ) لتبقي أمل و نور الحياة لابويها .
أب مكافح بعد لقمة العيش وأم تشاركه العناء والجهاد ليوفرا حياة بسيطة وكريمة وعزيزة لأولادهم جاهدا في تعليمهم بقدر المستطاع شاءت لهم الاقدار أن يفقدا ولديهما في يوم واحد وبطريقة مؤسفة ومؤلمه نتيجة مخلفات الحرب البائسة.
المصاب كبير والعزاء جلل والشعور مؤلم جدا رحل الطفلان وتدمر المنزل الصغير الذي كان يأويهم ويسكنون إليه ليقيهم حر الصيف وبرد الشتاء بعبوة ناسفة لايُعلم من أين جاءا بها ومن رماها في طريقهما وكيف عبثا بها ظنا منهما أنها لعبة قد تجلب لهم شيء من السعادة أو تعود عليهم بمنفعة يسيرة لتأخذهم إلى غير عودة إلى حياة أبدية وسعادة دائمة شهداء بإذن الله دماء بريئة تناثرت هنا وهناك اجسادهم النحيلة تطايرت مع ارواحهم البيضاء النقية.
كيف حال هذه الأسرة بعد فقدان ولديها في لحظات وتدمر منزلهم؟
ماهو الشعور الذي يختلج في نفوسهم؟
مامدى حجم الوجع والألم الذي يعتريهم ؟
لكم أن تعيشوا الحدث بمجرد خيال لكن الله هو المؤنس والجابر والقادر على كل شيء ،فمهما بلغ بالإنسان الحزن والتعثـر واليأس،فوالله ما ذبلت عين إلا وفوقها رب يُخبىء لها الأجمل ويجبر كسرها ووجعها فالحمدلله داااااااائماً وأبداً
نحن ماذا عسانا أن نقول وبأي صيغة نقدم العزاء وكيف نعمل على جبر خاطر ابويهم!!!
كل أب تألم لألمك ياهشام وكل أم دمعت عيناها مع عيناك يا اسياء المصيبة حاصلة والحزن مخيم على الجميع والذهول يعم المكان من هول ما حدث.
كان لمجتمع العزاعز وفاعلي خير من غير العزاعز الكرماء الذين استشعروا حجم المعاناه والألم وقفة مع هشام وقدموا عزاءهم بطريقة يشهد لهم فيها على مدى الزمان وتكتب على جبين الدهر وفي صحائف حسناتهم بإذن الله يرجون فيها ثواب الله.
فعبر مبادرة دعم الحالات الحرجة شدوا الهمة و نشأت فكرة و حولوا الفكرة إلى هدف والهدف إلى مشروع واقع و محقق ( ينابيع العطاء ) لبناء منزل متكامل للاسرة المكلومة .
بدأت حملة التبرعات في نفس اليوم الذي استشهدا فيها الطفلان 16 فبراير 2020م النية سبقت العمل والهمة ساطعة كنور الشمس
شدوا الساعد بالساعد و أسسوا قواعدهم الخيرية لتشييد بناء مرصوص كلا جاهدا بماله ،بوقته، بجهده هذا هو العمل الطوعي و هؤلاء هم رجال الخير وهممهم العالية الذين لم يتوانو في دعم الصديق والشقيق والمنكوب والمحتاج اينما كانوا فعلهم يسبق اقولهم وحديثهم وعودا شامخة على الأرض بصماتهم جلية تسر الناظرين وتطرب السامعين.
ليبدأ التنفيذ الفعلي على الأرض في 13 مارس 2020 م ويتحقق الهدف ويلوح في المكان منزل صغير متكامل ومؤثث يتم تسليمه في 25 ابريل 2020 م الموافق 2 رمضان 1440 هجرية بواسطة مشرفي المشروع م.جواد راشد – رئيس مجلس تعاون قرية الوسطى عزاعز، و م. مهدي عبدالله سعيد
الداعمون بسخاء ذوي الجود و اصحاب القلوب الرحيمة رجال الخير رجال المواقف المتعلمين والعاملين ، و العزيزات من الأخوات الكريمات الأمهات الفضليات المتعاونات كل باسمه وصفته.
قال تعالى:-
وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (١٥٢ البقرة﴾صدق الله العظيم
أبحرت في بحر الكلامِ لأقتفـــي أحلى كليماتٍ وأحلى الأحــرفِ
لكنّما الأمواج أردت قاربــــــــي فتحطمت خجلاً جميع مجادفـــي
لو أنني أنشدت ألف قصــــــــيدة لوجدتها في حقّكم لا لن تفــي
سيروا الى العلياء واقتادوا المنى وامضوا إلى الإبداعِ دون توقفِ
شكرا لكم يرعاكم رب السمــــاء كونوا كجسمٍ واحدٍ متكـــــــاتفِ
نشكر الله أن وهبكم نعمة التعاون والعطاء، نشكر الله أن أدام علينا وعليكم نعمة الشعور والاحساس بالآخرين.
نشكركم من الأعماق نشكر تعاونكم وصنائع معروفكم نشكر همتكم الثابتة كثبات جبل يمين من حولكم
نشكر الله أننا وُجِدنا في مجتمع تعاوني يزرع الأمل والسعادة ويحصد الخير والفلاح
و لإننا نثق بان مجتمعنا مازال بخير… وان الخيرين موجودون فنشكركم في جبر دمعة المكلوم واليتيم نشكركم فأنتم من أبقى لنا الأمل بإن هناك خير في المجتمع ويعيد للأيتام البسمة ويجبر شيء من وجع المكلوم فهنيئا لكم بعملكم وبارك الله في جهودكم ومالكم ورزقكم وجعله الله في ميزان حسناتكم
وكما قال عليه الصلاة والسلام ايضا (مازال الخير في امتي حتى تقوم الساعة).
فباسمي واسم ابو الشهيدين عمار وعبده وأم الشهيدين نشكركم ونسأل الله أن يجبركم في أولادكم ويجازيكم الله بالحسنات احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا وبارك الله في جهودكم فأنتم فخر لنا.