المواطن/ تعز
قال مجلس تنسيق الحراك الشعبي في تعز ان المدخل الاساسي والجوهري لحل المعضلة بالمحافظة يبدأ من استعادة الشراكة التوافقية .
واكد بيان الاشهار ان وجوده جاء نتيجة الحاجة القصوى والماسة لاهمية تحقيق إصلاحات جذرية في منظومة الحكم في بمحافظة تعز، مشيرا الى ان الملجس المجلس رافعة نضالية تجسد استمرار حيوية الارادة الشعبية وجسارتها واستحالة قهرها وكسرها بأدوات السلاح العابث .
في مايلي نص “بيان الاشهار”
بيان إشهار مجلس تنسيق الحراك الشعبي _تعز
الاخوة المواطنون..
فتحت ثورة ١١فبراير2011 امالا رحبة لسائر جموع اليمنيين نحو غد يلبي تطلعاتهم واحلامهم في دولة وطنية ديمقراطية حديثة تنتصر لقيم العدالة والحرية والمساواة والتقدم الاجتماعي والاقتصادي والتحديث السياسي، وأثمر الفعل المدني السلمي لفبراير وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل التي وضعت اليمن على مشارف مرحلة تاريخية جديدة.
لكن وبينما كانت عملية التحضير للانتقال السياسي وبناء آليات ومؤسسات المرحلة الانتقالية تتهيأ للمضي قدماّ، انقض تحالف الحوثي وصالح في 21 سبتمبر 2014 على العملية السياسية برمتها واجتاح البلاد عسكرياً تحت راية وشعارات قروسطية.
لقد خلق الانقلاب مبررات تدخل اقليمي وأغرق البلاد في أتون حرب تدخل عامها السادس، وأفضى إلى تقويض مؤسسات الدولة و مصادرة القرار السياسي الوطني ونشوء سلطات أمر واقع متعددة وبروز أكبر أزمة إنسانية في العالم.
واليوم.. يهيمن شعور بالإحباط واليأس على المشهد العام في ظل انسداد الأفق أمام الحلول الجادة والحقيقية.
ومع مرور الأيام، تزداد المعضلة تفاقماً جراء تآكل الشرعية السياسية التوافقية وانغماسها في الفساد وارتهان قراراتها وعدم قدرتها على بناء مثال جاذب للدولة في نطاق حكمها، وفوق ذلك صعود مليشيات منفلتة تنازع الشرعية الضعيفة القرار وتشكل طبقة عسكرية تتكسب من اطالة أمد الحرب.
ان الوضع المأساوي الانساني في اليمن عامة بنصيب وافر من وطأته على محافظة تعز في ظل استمرار الحصار الخانق عليها. كما ان اطالة امد الحرب ترتب عليها تشكل ثلاث سلطات أمر واقع عطلت موارد حيوية آنية واستراتيجية.
الاخوه المواطنون..
ان الفوضى الامنية وفساد مؤسستي الجيش والشرطة وضعف السلطة المحلية وتبديد الموارد وإنشاء سجون سرية وعودة جرائم الإخفاء القسري لنشطاء الرأي والسياسيين فضلاً عن التصفية الجسدية، إنما هي نتيجة طبيعية لتصدع التوافق السياسي وانفراد طرف سياسي ومراكز نفوذ بعينها بالقرار.
الاخوة المواطنون..
يخيم على ابناء مديريات ريف تعز (الحجرية) شبح الانزلاق إلى اقتتال أهلي يسنده غطاء سياسي ومالي خارجي، الامر الذي يجعل من قضية صيانة السلم الاهلي في الحجرية احدى اولويات وتحديات العمل السياسي الشعبي والمجتمعي.
ان تحصين اللواء 35 مدرع من أي استقطابات والالتفاف حوله ليبقى احدى ضمانات السلم الاهلي مسألة اساسية خصوصاً أن هناك من يعد لمعارك عبثية ستدخل المنطقة في دوامة عنف لا تنتهي.
و في هذا السياق، نشدد على اهمية تعيين قائد للواء 35 مدرع وفقاً لمعايير المهنية والوطنية والنزاهة من منتسبي اللواء.
الاخوه المواطنون..
إزاء هذا الوضع، تداعى عدد من القيادات السياسية والمجتمعية والمدنية والنقابية والفئوية لتأسيس مجلس تنسيق الحراك الشعبي تعز تتويجاً لفعاليات وجهود سياسة شعبية تصدت لمحاولات جر ريف تعز الحجرية للاقتتال الاهلي.
وهذا المجلس التنسيقي هو أيضاً امتداد للاحتجاجات والتظاهرات والمسيرات المنددة بجريمة اغتيال القائد الشهيد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع.
وكذا امتداد للحراك النقابي في محافظة تعز.
ان مجلس تنسيق الحراك الشعبي-تعز تعبير عن الحاجة القصوى والماسة لاهمية تحقيق إصلاحات جذرية في منظومة الحكم في المحافظة.
كما يعد المجلس رافعة نضالية تجسد استمرار حيوية الارادة الشعبية وجسارتها واستحالة قهرها وكسرها بأدوات السلاح العابث.
وهو تعبير عن إصرار ابناء تعز في الانتصار لاحلام اليمنيين بصوره عامة ولابناء تعز بصورة خاصة وذلك بتطبيع الحياة الامنية وتشكل سلطة محلية جاذبة ونموذجية.
الاخوة المواطنون..
نؤكد ان المجلس سيفتح حوارا مجتعيا وسياسيا وشعبيا واسعا عبر نضالات شعبية مدنية سلمية مؤكدين ان ثوره فبراير 2011 بحر زاخر لا تنكسر موجاتها بل ستتواصل ضمن سيرورة ثورية حتى تحقيق اهداف شعبنا المرجوة.
إضافة لذلك، سيمد المجلس جسور التواصل مع كل المكونات الوطنية في البلاد وصولاً لتسوية تاريخية وطنية تتجاوز كارثة الانقلاب والحرب واستئناف مسار العملية السياسية التوافقية .
الاخوة المواطنون..
ان مجلس التنسيق الحراك الشعبي يرى ان المدخل الاساسي والجوهري لحل المعضلة في تعز يبدأ من استعادة الشراكة التوافقية في المحافظة عبر بناء هيئة توافقية محلية مقررة تقود مهام المرحلة الانتقالية على ان تتصدى للقضايا التالية :
١-تحرير المحافظة من كل سلطات المليشيا الانقلابية وسلطات الامر الواقع واستعادة واعادة بناء مؤسسات الدولة.
٢-مناهضة الجريمة السياسية ومحاكمة اسبابها ومولداتها واجتثاث روافعها ومتابعة قضية الشهيد عدنان الحمادي.
وبهذا الخصوص يعبر المجلس عن بالغ تقديرة لجهود فريق المحامين الجادة في متابعة مسار القضية كما يجدد المجلس مطالبته مكتب النائب العام بسرعة التجاوب مع طلبات فريق المحامين في مخاطبة الجهات ذات العلاقة وذلك لتجاوز الثغرات واوجه القصور التي رافقت التحقيقات وبما يكفل ويؤمن إعداد ملف متكامل يرتفع لمستوى الجريمة السياسية المنظمة .
٣-الضغط من اجل اقالة القيادات العسكرية والامنية المتورطة في الفساد و انتهاكات حقوق الانسان على طريق إعادة بناء وهيكلة المؤسستين وفق اسس وطنية وإلغاء كل القرارات اللاقانونية وحالات الازدواج الوظيفي من خلال نظام بصمة موحد للمؤسستين المدنية والعسكرية وإنهاء مظاهر الحزبية والمذهبية والمناطقية.
٤-التصدي لكل محاولات جر ريف تعز الحجرية للاقتتال البيني وتقويض السلم الأهلي وتعزيز التضافر بين المجتمع واللواء لتعزيز دوره في حفظ السلم الاهلي في نطاق عملياته.
٥-تعزيز دور السلطة المحلية وحوكمتها والارتقاء بوضع الصحة والتعليم وتأهيلها بانتهاج سياسة تنموية.
٦-تحشيد كل الطاقات السياسية والمجتمعية والوطنية والانسانية من اجل فك الحصار عن تعز بمختلف وسائل الكفاح السياسي.
٧-الضغط من اجل كشف مصير المخفيين قسرا واطلاق سراحهم وجبر ضررهم وتسوية اوضاع الجرحى والشهداء وضحايا الحرب.
٨-الدفاع عن حقوق ومستحقات موظفي الدولة.
ختاماً.. نؤكد ان إشهار المجلس هو تدشين لعملية نضالية مدنية سلمية ستعمل من اجل استعادة الارادة الشعبية المصادرة، مؤكدين اننا سنعمل مع جميع القوى السياسية والمجتمعية والنقابية والاتحادات النسوية والمبادرات الشبابية من اجل استعادة مدنية تعز وصولاً لتشييد تجربة حكم محلي جاذبة وملهمة .
كما نؤكد ان المجلس سيسعى مع سائر المكونات الوطنية الاخرى من اجل تشييد سلام شامل ودائم واستعادة واعادة بناء مؤسسات الدولة وفقاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل .
صادر عن مجلس تنسيق الحراك الشعبي _تعز، مديرية الشماتين ….3/3/2020